مجزوء البسيط بلا "مخلع" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334039 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2021, 03:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي مجزوء البسيط بلا "مخلع"

مجزوء البسيط بلا "مخلع"
عبدالستار النعيمي






يقول كمال أبو الديب: (إذا رفَضنا الحكمَ على قصائد جاهليَّة وصفَها شوقي ضيف بالمختلَّة؛ بمقاييس صيغَت بعدها وجاءت تعميمًا لأُسس استُخرجت من تحليل جزء من التراث - فإنَّنا سنرفض تعميمَها بأنَّها مختلَّة مضطربة بها عيوب، ونحاول فهْمَ طبيعة تركيبها ذاته، دون تعدِّي ذلك إلى إصدار أحكامٍ أخلاقيَّة عليها).

فقصيدة عبيد بن الأبرص (أقْفرَ من أهله ملْحوبُ) عدَّها السكاكي من عجائب الدنيا في اختلافها في الوزن، وأراد لها أن تلحق بالخطَب؛ ولكنَّها قصيدة عدَّها العرَب من المعلَّقات العشر، وإنْ وضع الجمحي شاعرها "عبيدًا" ضمن الطَّبقة الرابعة.

إنَّ الخليل قد أخذ شِعرَ الذين سبَقوه حجَّة بجميع بحوره وفروعها؛ لأنَّهم الأصلُ في الشعر، وإليهم يَرجع الوزنُ كله، واستقامته وزِحَافاته.

ثمَّ تتابع علماءُ العَروض، وكتبوا الكثيرَ عن قواعد العروض الخليلي، ومنهم مَن أخرج بحورًا مستحدَثة، ومنهم من أَهمل بعضَها؛ ومن الذين استحدثوا بحرًا كان القرطاجني؛ إذ قد أسمى نوعًا من مجزوء البسيط بـ (اللاحق) أو المخلَّع: مستفعلن فاعلن مفعولن.

فلنتتبع أخبار هذا اللاحق أو المخلَّع؛ لنردَّه إلى أصله بلا تَسميات محدثة.

س: هل كان عبيد هو أوَّل من حاد عن تَجامع الضَّرب مع عروض مجزوء البسيط في قوله:
أقفَرَ من أهله ملْحوبُ (مستفعلْ) ♦♦♦ فالقطبيَّاتُ فالذنوبُ (فعولنْ)؟

ج: كلَّا؛ لقول امرئ القيس:
عيناكَ دمعُهُما سِجالُ (فعولن)
كأنَّ شأنَيْهما أوشالُ (مستفعلْ)

أو جدولٌ في ظلال نخْلٍ (فعولنْ)
للماءِ من تحتهِ مجالُ (فعولن)

قد أقطعُ الأرض وهْي قفْر (فعولن)
وصاحبي بازلٌ شِملالُ (مسْتفْعِلْ)

نائمةٌ نائمٌ أبجلُها (مسْتَعلُنْ)
كأنَّ حاركها أُثالُ (فعولن)

عَدْوًا تَرى بينهُ أبواعًا (مسْتفْعِلْ)
تحفزهُ أكرعٌ عِجالُ (فعولنْ)


وقول الأسود بن يعفر النهشلي:
ونحن قوم لنا رماحٌ (فعولن) ♦♦♦ وثروة من مُوالٍ وصميم (مستعلانْ)

س: هل كانت قصيدة امرئ القيس على عَروض واحدة؟
ج: كلا؛ بل كانت على (فعولنْ) و(مسْتعلنْ) و(مسْتفْعِلْ).

س: ما معنى هذا؟
ج: معناه أنَّه استعمل في (مستفعلن) العروض زحافَ الطيِّ والقطع، وعند القطع استعمل الخبن.

فكانت العروض: مطوية (مسْتعلنْ \0\\\0)، ومقطوعة (مسْتفْعِلْ \0\0\0)، ومقطوعة مخبونة (فعولنْ \\0\0).

س: وفي الضَّرب؟
ج: الضرب كان مقطوعًا مخبونًا (فعولن \\0\0).

س: ما هو مجزوء بحر البسيط؟
ج: مجزوء البسيط له:
أ - عروض صحيحة؛ (يجوز فيها الخبن والطي)، ولها ثلاثة أضرب:
1 - الضرب الأول: صحيح (يجوز فيه الخبن والطي):
(أهكذا باطلًا عاقَبني ♦♦♦ لا يرحمُ اللهُ مَن لا يرحمُ)

2 - مُذيـَّل (يجوز فيه الخبن والطي والخبل):
(لا تلتمسْ وصلةً من مخلِفٍ ♦♦♦ ولا تكن طالبًا ما لا يُنـالْ)

3 - مقطوع؛ (يجوز فيه الخبن):
(مَنْ يسألِ الناسَ يحرموهُ ♦♦♦ وسائلُ الله لا يخيبُ)

ب - عروض مقطوعة، ووزنها (مفعولن)، ولها ضرب واحد مثلها (يجوز فيهما الخبن):
(ما هيَّجَ الشوقَ مِنْ أَطْلَالٍ ♦♦♦ أضحَتْ قِفَارًا كوَحْيِ الوَاحي)

س: ما هي زِحافات عبيد بن الأبرص في معلَّقَته؟
ج: نستطيع أن نعرض أهمَّ الزِّحافات والعلل في قصيدة عبيد بتتبُّع أبياتها:
أقفر من أهله ملحوبُ (مستفعلْ) ♦♦♦ فالقطبيَّات فالذنوبُ (فعولنْ)
وبُدِّلتْ من أهلها وحوشًا

وفي الراوية الأصح في ديوانه:
وبدِّلَت منهمُ وحوشًا (فعولن)
وغيَّرَت حالَها الخطوبُ (فعولن)

إمَّا قتيلًا وإمَّا هالكًا (مستفعلنْ)
والشيبُ شَينٌ لمن يشيبُ (فعولن)

واهيةٌ أو معينٌ ممعنٌ (مستفعلن)
من هضْبة دونها لهوبُ (فعولن)

فكلُّ ذي نعمةٍ مخلوسها (مستفعلن)
وكل ذي أمَلٍ مَكذوب (مستفعلْ)

أفلحْ بما شئتَ قد يُدرَكُ بالضْ (مستعلنْ)
ضَعْفِ وقد يُخدع الأريبُ (فعولن)

لا يعِظ الناسُ مَن لا يعظ الدْ (مستعلنْ)
دَهرُ ولا ينفعُ التلبيبُ (مستفعلْ)

لا ينفعُ اللبُّ عن تعلُّمٍ (مُتَفْعلن)
إلَّا السجيَّاتُ والقلوبُ (فعولنْ)


س: هل كانت الزحافات والعِلل في معلَّقة عبيد بن الأبرص من ضمن جوازات مجزوء البسيط؟
ج: نعم؛ وكما ترى لم يَخرج من نِطاق الجوازات المبينة في أعلاه؛ وكما استعملَها امرؤ القيس في قصيدته (عيناك دمعهما سجال).

ونحن نستطيع أن نقول: إنَّ عبيد بن الأبرص قد بلغ الكمالَ في هذه المعلَّقة، ولم يجانِب الصَّوابَ في وزنها؛ بل فتح أفقًا واسعًا لبحر البسيط في مَجزوئه باستعمال الجوازات كلها في آنٍ واحد؛ وإن سبقه بذلك ملكُ الشِّعر امرؤ القيس.

يقول أبو ديب: (إنَّ الخليل افترض وجود مركَّبات أساسية، خلق باعتمادها بناءً نظريًّا، منتظمًا شموليًّا، لم يشترِط في معطياته الحتمية أن يكون دائمًا صورة وصفيَّة للمعطيات الحقيقية التي أنتجَتها الفاعليَّةُ الشعرية في نشاطها الخلاق).

إنَّ هذا الكلام لا يضرُّ بالخليل أو بمنهجه العروضي؛ بل ينبِّهنا على ما أغفلناه في تقييم قصيدة الشِّعر العموديَّة لا سيما إذا كانت لشاعر فحل من شُعراء ما قَبل عصر الإسلام؛ فكثيرًا ما عاب معلَّقةَ عبيد بن الأبرص الشهيرة ناقدٌ أو شاعر أو عروضي؛ مثل أبي العلاء المعري بقوله:

وقد يُخْطِئُ الرَّأيَ امرُؤٌ وهو حازِم ♦♦♦ كما اختَلَّ في وَزْنِ القَريضِ عَبِيدُ

وقال ابنُ رشيق القيروانيُّ: ومن الزحاف قبيحٌ مردودٌ، لا تُقْبِلُ النَّفسُ عليه؛ كقبح الخلق، واختلافِ الأعضاء في النَّاس، وسوء التَّركيب؛ مثاله قصيدةُ عَبِيد المشهورة، تدرجَت من النَّثر.

وقد عدَّها الدكتور شوقي ضيف من (مخلَّع البسيط)؛ كما يذكر د. عبدالهادي عبدالله، ويضيف الأخيرُ مع دخول بعض الزحافات: "فتأتي مستفعلن تارة مستعلن، وتارة متفعلن، وتأتي مستفعلن في العروض والضرب مستفعل تارة، ومتفعل تارة، ومتفعلن تارة، ومستعلن تارة أخرى".

فلماذا لا نراها (المعلقة) الآن بقُبح وصفها أو باختلال وزنها لمَّا وضعناها تحت تَشريح الشَّمس وغسلناها بماء النَّدى الرائق لتنفض عن نفسها كلَّ عالِق متشائم، ويسقط عن جمالها كلُّ تخديش ظالم.

والآن نرجع إلى مَجزوء بحر البَسيط وقد حوى كلَّ زحافات معلَّقة ابن الأبرص التي حيَّرَت علماءَ العروض والشعراء؛ فما حاجتنا لاسمٍ ثقيل "مخلع" على المسامِع لصق بهذا المجزوء الجميل كما لَصق الاختلال بوزن معلَّقة عبيد ظلمًا وعدوانًا!

فلنرفع كلمةَ المخلَّع من الآن، والسَّلام على مَن اتَّبع الهدى من علماء العروض والشُّعراء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.91 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]