بَائِسُونَ لا بُؤَسَاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إدارة الجودة الشاملة في عصر الذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          انهيار الدولار: انهيار عالمي متخفي.. إلى أي مصير نسير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سبل تحقيق التوافق بين مهارات خريجات الجامعات وسوق العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفلسفة الاقتصادية لملكية الإنسان في منظور الاقتصاد الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المعاني الاقتصادية للحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: استراتيجيات وأدوات مبتكرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحوار بين نهضة الأمم وانهيارها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم عمليات التجميل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بيع الكلاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2020, 02:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,320
الدولة : Egypt
افتراضي بَائِسُونَ لا بُؤَسَاء

رِجَالٌ بُؤْسٌ أو بُؤَسٌ أو بَائِسُونَ لا بُؤَسَاء








محمد تبركان







يجمعون (بَائِس) على (بُؤَسَاء)، والصّوابُ أن يُجمعَ على (بُؤْسٌ) زِنَةَ حُمْرٌ وخُضْرٌ أو (بَائِسُونَ) أو (بُؤَّسٌ) زِنَةَ رُتَّعٌ. تقولُ: بَئِسَ الرّجلُ بالكسر يَبْأَسُ بُؤْسًا، وبَأْسًا، وبَئِيسًا: اِفْتَقَرَ واِشْتدَّتْ حاجتُهُ فهو بَائِسٌ؛ فالبائِسُ هو مَن نزلتْ به بَلِيَّةٌ أو عُدْمٌ يُرحَمُ لِما به.

أمّا البُؤَسَاءُ فهو جمعُ بَئِيسٍ على فَعِيلٍ وهو الشُّجاعُ، تقولُ منه: بَؤُسَ الرّجلُ بالضمِّ فهو بَئِيسٌ كفَعِيل أي شُجاعٌ، وعَذَابٌ بَئِيسٌ أي شديدٌ، قال تعالى: ﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾[1].

فانظر - يا رعاك اللّه - كم بينهما من التّباينِ في المعنى، ومع ذلك لا تكادُ تقرأُ أو تسمعُ[2] (البُؤَساء) إلاّ على معنى: مَن اِفتقر واِشتدّتْ حاجتُه. فلِلَّهِ أشكو غربة العربيّة بين أهلها!.

وهذا التّوظيف المباين لسنن العرب ليس وليد العصر بل هو غلطٌ قديمٌ وقعَ فيه بعض رجالات العلم الكبار،

ويراجع لذلك:

1. حاشية ابن القيّم على سنن أبي داود (3 /128 سطر 19)، ونقله عنه في:

أ‌- أضواء البيان (1 /114 سورة البقرة).


2. حلية طالب العلم (ص35).


وكذا:
1. صاحب كتاب (إمام البُؤساء)[3] الشّاعر المصريّ محمّد محمّد عبد المجيد إمام العبد.

2. ولشاعر النِّيل حافظ إبراهيم كتاب (البُؤساء)[4] ترجم به جزءين من الـ miserables لفيكتور هيجو[5].

3. ولطالينوس بن متري عبدة قصّة مترجمّة باسم (البُؤساء)[6].

وبعدُ، فإليك بعضَ ما يشهدُ لهذا الجمع (بَائِس على بُؤَّس وبُؤْس):
أ‌- ما قاله عبد اللّه بن عمر العَبْليّ كما في: التّعازي والمراثي للمبرّد (ص98):
فَكَمْ مِنْ كَوَابٍٍ بَوَاكِي العُيُو
نِ حُزْناً وَمِنْ صِبْيَةٍ بُؤَّسِ


ب‌- وفي اللّسان (6 /21) قال تأبَّط شَرًّا:
قَدْ ضِقْتُ مِنْ حُبِّهَا مَا لاَ يُضَيِّقُنِي
حَتَّى عُدِدْتُ مِنَ البُوسِ المَسَاكِينِ


قال ابنُ سِيدة: يجوزُ أَن يكونَ عَنى به جمعَ البائس، ويجوزُ أَن يكونَ مِن ذَوِي البُؤْسِ؛ فحذفَ المضافَ وأَقامَ المضافَ إِليه مقامَه).

ت‌- وفي اللّسان (9/6 ع1): (وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ:
تَرَى صُوَاهُ قُيَّماً وَجُلَّسَا
كَمَا رَأَيْتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسَا


ويُراجع:
1. أساس البلاغة (ص14 ع1).
2. تطهير اللّغة (1 /2 /30 - 31 رقم 554).
3. الجامع في تاريخ الأدب العربيّ (ص141 الأدب الحديث/حافظ إبراهيم).
4. العين (7 /316 - 317).
5. القاموس المحيط (ص532 البأس).
6. اللّسان (6 /20).
7. المصباح المنير (ص45).
8. معجم الأخطاء الشّائعة (ص33 رقم 57).
9. المعجم الوسيط (ص36 ع3).
10. المغرب في ترتيب المعرب (1 /54).
11. النّهاية (1 /89).


[1] الأعراف/165.

[2] أعني: في زماننا.

[3] الأعلام (6 /40 محمّد إمام العبد).

[4] قال في معجم الأخطاء الشّائعة: (وقد أخطأ حافظ إبراهيم عندما ترجم كتاب فيكتور هوجو، ووضع (البُؤساء) عنوانًا له.

[5] الأعلام (6 /76 حافظ إبراهيم).

[6] الأعلام (3 /219 طالينوس عبده).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.11 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]