الإيمان بالقدر خيره وشره..(عقيدة).

[أبو الشيماء]

بسم الله الرحمن الرحيم..
و الصلاة و السلام على خير الأنام و على آله وصحبه الكرام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإيمان بالقدر خيره وشره يِِِؤدي في حياة المؤمن عدة مهام، فهو يتصل بالإيمان بذات الله سبحانه و تعالى وأنه هو المدبر لكل أمر بلا شريك،أي أنه متصل بالجانب الإعتقادي من الإيمان وبسلوك المؤمن في واقع الأرض إزاء الأحداث.
الإيمان بالقدر ذو أهمية بالغة(عقيدة) و يستحق أن نبين هنا حقيقته بعد أن شوهها واقع المسلمين المنحرف و المريض وكلام الأعداء ثم كلام الجهال إن كانوا فعلا جهالا أو خداما لأعداء الإسلام.

إن السلوك الإيماني بالقدر هو التسليم لقدرة الله تعالى.
فما معنى التسليم؟؟؟؟

هل معناه القعود عن العمل و عن تغيير الواقع السيء لأنه قدر من الله لا ينبغي مقاومته كما يدعي الجهال؟؟؟
وهل هذا المعنى كان غائبا عن الرسول الكريم و هو يتلقى الوحي؟؟؟وفيما إذا كان جهاده المتواصل لتغيير واقع الجزيرة العربية؟؟؟
ربما يقول قائل:إن الرسول الكريم قاومه بأمر من الله!!!!
نعم كان ذلك فعلا وهذا الأمر قائم من ذلك الوقت إلى أن تقوم الساعة لم يطرأ عليه أي تعديل و لا تبديل(واعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المومنون)-التوبة-
والله هوالذي يندد بالكفار والذين يشركون ثم يقولون إننا مشركون بقدر من الله و مستسلمون في شركنا لقدر الله.
(سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا و لاحرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا- قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون)-الأنعام-
الإيمان بالقدرفهمه الرسول على أنه يجاهد و يجاهد و يكابد ثم حين لا يؤمن كفار قريش بعد هذا الجهاد فذلك من قدر الله لا حيلة له فيه ولا مسؤولية.
(ولو شاء الله لجمعهم على هدى فلا تكونن من الجاهلين) -الأنعام- فيعلم أنه قدر من الله فيستسلم لهذا القدر.

بمعنى ماذا؟؟؟؟

بمعنى أن يكف عن الجهاد و الدعوة؟؟؟إن هذا لم يحدث قط والتاريخ معروف،بل مضى الرسول الكريم في طريق الدعوة والجهاد، ثم يتلقى الأذى من قريش و غيرهم و يتلقى أصحابه المؤمنون التشريد و التعذيب دون أن يستطيع تغيير الوضع ولا كف الأذى عن اصحابه فيعلم أن هذا كذلك من قدر الله فيستسلم له..

بمعنى ماذا؟؟؟؟

أن يكف عن الجهاد والدعوة أو يكف أتباعه عن الإيمان
كلا!!!!!

إنما بمعنى أن ترضى نفوسهم وهم يتلقون الأذى و التعذيب، و يعلمون أن الله قادر على نصرهم إذا شاء، ولكن قدره شاء الآن أن يبتليهم فليصبروا و لا تتحطم أرواحهم تحت الضغط و لا يتخلوا عن عقيدتهم و لاعن التصميم و العزم حتى يغير الله ما بهم بقدر جديد، مثل نصرهم ببدر و هم أذلة....!! وبعد النصر هل قعدوا في بيوتهم و قالوا:إذاكان الله قدرلنا النصر فلا حاجة لنا إلى العمل و الجهاد و المشقة!!
أم واصلوا الجهاد لنصرة الحق و هم الذين وعدوا وعدا صريحا بالنصر،فعلموا أن قدر الله لهم هو النصر و لكن(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم)-الأنفال- لكي يتم النصر المقرر في قدر الله.
فعلى الرغم من أنه قدر مقدور فإنه لابد من هذا الجهد البشري لكي يتحقق و ينفد.
*على هذا النحو كان المسلمون الأوائل يفهمون عقيدة القضاء و القدر و يمارسونها،
إنها السعي الدائم و المجهود المستمر لتنفيد أوامر الله ثم التسليم بما يقع على انه قدر من الله..إنه القيام من الصدمة بذات العزيمة و المضي في الطريق في انتظارقدرجديد.
هكذا يكون الإستسلام لقدر الله حافزا لمزيد من الجهد لأنه يصون الطاقة أن تتحطم إزاء الأحداث و النفوس أن تتكسر من الحزن والغم.
(أولما اصابتكم مصيبة قدأصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم أن الله على كل شيء قدير و ما اصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله و ليعلم المومنون و ليعلم الذين نافقوا)-آل عمران-

إذا هو من عند أنفسكم و هو بإذن الله لحكمة يريدها الله و راء قدره..

فيرضى به المسلم و يستسلم له دون أن يقضي على الروح و لا يحطم المشاعر و لا يبدد العزيمة و لا يقعد عن المضي في طريق الجهد و الجهاد بل يعطي دفعة هائلة للحركة و الجهاد في واقع الأرض انتظارا لقدر جديد(كل من عند الله).

أما حين بدأت هذه الأمة تنحرف عن الإسلام الصحيح و عن السلوك الحقيقي للقضاء و القدر فقد دفع ذلك الإنحراف بهم إلى القعود عن التتغييروالإستسلام..

- الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم-الآية.
فلابد من الجهد و الجهاد و لابد من البحث عن الأسباب..
حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك وطريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين.

ــــــــــــــــــــــــ
في حفظ الله.

[نهر الكوثر]

مشكور مشرفنا الكريم على الموضوع القيم
والله ما تشاهد من انحرف يجعل قلوبنا تتقطع
دمت الى ما يحب الله ويرضاه

[انين الاقصى]

بارك الله فيك ولك
والله نحن بحاجة الى التمسك بارادة الله وقدره فهو خير للمؤمن شرا كان ام خيرا
فاذا قدر الله شيء في ان يبتلى المؤمن ويصبر ويحتسب الاجر خير له من السخط والجهل
الحمد لله على كل حال

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهر الكوثر5

مشكور مشرفنا الكريم على الموضوع القيم
والله ما تشاهد من انحرف يجعل قلوبنا تتقطع
دمت الى ما يحب الله ويرضاه

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهلا بالأخت الكريمة -نهر الكوثر-
بارك الله فيك على المرورالعطر.
جزاك الله خيرا على الدعاء..و لك بالمثل إن شاء الله.

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انين الاقصى

بارك الله فيك ولك
والله نحن بحاجة الى التمسك بارادة الله وقدره فهو خير للمؤمن شرا كان ام خيرا
فاذا قدر الله شيء في ان يبتلى المؤمن ويصبر ويحتسب الاجر خير له من السخط والجهل
الحمد لله على كل حال

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك-أنين الأقصى-
نورت الصفحة بوجودك.
بارك الله في على التعليق.
في حفظ الله.