وأخيرا زرت الأقصى !!

[بلقيس93]

الْحَمْدُ للهِ أنني فتآة .. !

قبلَ سنةٍ من الآن كنتُ أتمنى أن يصبحَ عمري فوق الـ45 سريعاً .. !

وذآكَ حتى أتمكن من دخول مكآنٍ هو عقيدةٌ وانتمآء .. هو حبٌ وعِشْقٌ وغرآم ... هو بالنسبة لي أغلى من نفسي وروحي .. !

كآن لآ يفآرقُ مخيلتي صَبآحَ مَسَـــآء .. ! وعندمآ أفيقُ من نومي .. أكونُ قد كنتُ أحلمُ فيه .. !

وفي كل يوم كُنتُ أفكر كيف السبيل للوصول إليه بعد أن فرض الآحتلآل الغآصب أعمآراً معينة وقوآنينَ جآئرةً لدخوله .. ! وهذه القوآنين تمنعني من دخوله إلى أن يصبحَ عمري فوق الـ 45.. !

ولكن .. بفضل الله .. وبفضله فقط .. ! يسّرَ الله الموضوع .. إلى أن جآءَ هذآ العآم... ليخرجَ الاحتلآل بقرآر جديد ... يسمحُ لي - كآبنة التآسعة عشر - الدخول للصلآة فيمآ أحببت وعشقت .. بينمآ الرِجآل فلهم قوآنين أصرم ..! فحمدتُ الله حينهآ أني فتآة .. !

وَجــآءَ اليومُ المُنتَظر .. الجُمُعة .. 17 – 8 – 2012م .. هو يومٌ انتظرته من 7 سنوآت .. !

خرجتُ من المنزلِ وسطَ ابتهآلاتٍ ودعآءٍ من أعمآقِ قلبي من أن أتمكنَ من الدخول .. !

وَ بِفضلِ اللهِ وصلت مدينةَ بيت المقدس بكل يُسْر.. وبينمآ أنا أمشي في شوآرع وزقآقِ البلدة القديمة من مدينة القدس.. لآ أخفي عليكم أني شعرتُ برهبة لآ تضآهيهآ أيُّ رهبة .. !

فلهذه المدينة تآريخ عريق .. وأصولٌ رفيعة ... تُذكركَ بأن من هنآ مرَّ الخطَآبَ وصلآحَ الدين .. وتقولُ لكَ إنهم جآؤو فآتحين فأينَ أنتَ من هذآ الصَنيع ..!

وأنآ دآخِلَة من بآب الخَليل <3 وإذا بقبةٍ صفرآءَ تلمع ... آآآآآآآآآآآآآه..
اللهُ أكبر ... أجآءت هذه اللحظة حقاً ، لآ أصدق مآ أرى ... !!!

خفقآتُ القلب تزدآد ... ! الدموع بدأت تنهمرُ بشكلٍ لآ إرآديّ ..!

ونزلتُ إلى الأرض أسجدُ للهِ وحده .. بأن منّ عليّ سُبحآنَه بهذه النعمة التي لطآلمآ انتظرتهآ .. ولطآلمآ تخيلتهآ ... !!!

وفي تلك اللحظة تمنيت أن لو كآن بوسعي أن أعآنق الأقصى بمسجديه وقببه وأسوآره .. شوقاً وحُبَــآ .. !! بل عِشقاً وهيآمــآ ... !

وفي تلكَ اللحظة شعرتُ عِظمَ تقصيري وتقصير كل مسلم بحقِ هذآ المسجدِ الأسير المغتصَب .. ! الذي يأِنُّ صبآحاً مسآء ... !

واستشعرتُ حزنه وعتبه ... !

فبالرغم مِنْ أنه كآن حآشداً ببني البشر .. إلا أنه يعتبُ على كل فردٍ منّــآ أين أنتم بعدَ رمضآن .. !
فمآ إن ينتهي هذآ الشهر حتى يرجعَ الجميعُ –إلا من رحم ربي- إلى لهوه ودنيآه ... !

والسؤآل الذي أسأله في نفسي الآن .. من يضمن لي بقآءَ الأقصى إلى رمضآن القآدِم ........! وسطَ المؤآمرآت والحفريآت التي تُحآكُ وتقآم ضدهُ .. !

إلا أنني أستبشرُ كلَّ خير .. فحبُّ الأقصى يسير في دمآئنآ.. ويجري في أعنآقِنآ .. !

والأعدآد التي رأينهآ ، والتسآبق الذي كآن ملحوظاً للصلآة هُنآك .. رُغمَ الصعآب والمخآطرَة.. ورغم الحر ..والصيآم .. ورغمَ الزِحآم..

إلآ أن كلُّ ذلك .. هوَ واللهِ خيرُ دليلٍ إلى أن كُلُنآ للأقصى عُشآق .. !

ووالله لن تقرّ لنآ عين .. مآدآم يمسي أقصآنآ بينَ يدي المغتصبين المعتدين .. !
فليدرك الاحتلال أنه مهمآ حآول .. ومهمآ خطط ودبّر ، فللبيتِ ربٌّ يحميه .. ! وسيهيء الله بإذن الله فرسآنآ يحمونه ويدآفعون عنه ويحررونه من قبضتهم ويدخلونه فآتحين مكبرين مهللين ...

أمآ الذي يجب أن ندركه جميعا كمسلمين .. بأن الله سينصر مسجدَه ولو بعدَ حين ... بنآ أو بغيرِنآ .. فلننفض ثيآب الذلّ عن أنفسنآ ..!
ولنمضِ بعزٍ إلى مسجدنآ
" وإن تَتَولواْ يستبدل قواماً غيرَكُمْ ثُمّ لآ يَكُونوا أمثآلَكُم"
ولنتشرف بأن نكونَ نحن جيل التمكين ... !
أعآننآ الله وإيّآكم على هذه المسؤولية وهذه الأمآنة العظيمة ...
ورزقنآ وإيّآكُم صلآةً في المسجدِ الأقصى المُبَــآرَك وهو محرر من دنس الصهآينة الغآصبين ... آمين ..