تحريم سب الريح أو الشمس أو القمر ونحوها مما هو مأمور بأمر الله تعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 412 - عددالزوار : 19385 )           »          التوضيح لشرح الجامع الصحيح أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بـ ابن الملقن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          الناسخ والمنسوخ - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 144 )           »          مكانة الأم وجهادها في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          النسيء.. وإلف المحدثات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 187 )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          الإعلام والدور التغريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          ما يعتصم به الإنسان من الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          عداوةٌ لا تُرى… لكنها تلتهمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 112 )           »          (مجاهدة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2025, 12:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,303
الدولة : Egypt
افتراضي تحريم سب الريح أو الشمس أو القمر ونحوها مما هو مأمور بأمر الله تعالى

تحريم سب الريح أو الشمس أو القمر ونحوها مما هو مأمور بأمر الله تعالى

فواز بن علي بن عباس السليماني

عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شرِّ هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أُمرت به)؛ رواه أحمد برقم (21138)، والترمذي (2252)، وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح؛ اهـ[1].


قال المباركفوري في «تحفة الأحوذي» (6/435): قوله: (لا تسبوا الريح)؛ فإن المأمور معذور، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي أشار إليه الترمذي: (لا تلعَنوا الريح؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه).

قوله: (فإذا رأيتم ما تكرهون)؛ أي: ريحًا تكرهونها لشدة حرارتها، أو برودتها، أو تأذَّيتم لشدة هبوبها؛ (فقولوا)؛ أي: راجعين إلى خالقها وآمرها: (اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح)؛ أي: خير ذاتها، (وخير ما فيها)؛ أي: من منافعها كلها، (وخير ما أُمرت به)؛ أي: بخصوصها في وقتها، وهو بصيغة المفعول؛ اهـ.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الليل والنهار، ولا الشمس ولا الريح؛ فإنها رحمة لقوم، وعذاب لآخرين»؛ رواه الطبراني في «الأوسط» برقم (6795)، وأبو يعلى (2194)[2].

وروى الإمام أحمد برقم (7413) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الريح، فإنها تجيء بالرحمة والعذاب، ولكن سَلُوا الله خيرها، وتعوَّذوا به من شرها)[3].


قال الحافظ ابن رجب في «فتح الباري» (6/320): وفي الباب: أحاديث أُخر متعددة:
رُوِيَ عن ابن مسعود رضي الله عنه قالَ: لا تسبوا الريح؛ فإنها بُشُرٌ ونُذُرٌ ولواقحُ، ولكن استعيذوا بالله من شر ما أُرسلت به.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قالَ: لا تسبوا الريح؛ فإنها تجيء بالرحمة، وتجيء بالعذاب، وقولوا: اللَّهُمَّ اجعلها رحمة، ولا تجعلها عذابًا، خَرَّجَهُمَا ابن أبي الدنيا.

وخرَّج أيضًا بإسناده عن علي رضي الله عنه أنه كانَ إذا هبت الريح قالَ: اللَّهُمَّ إن كنت أرسلتها رحمة، فارحمني فيمن ترحَم، وإن كنت أرسلتها عذابًا فعافِني فيمن تُعافي.

وبإسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه - أي: عمر - كانَ يقول إذا عصفت الريح: شدُّوا التكبير، منتقع اللون، فقالَ: مالك يا أمير المؤمنين؟ قالَ: ويحك، وهل هلكت أمة إلا بالريح؛ اهـ.

وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن في «فتح المجيد» (ص559): لأنها إنما تَهُبُّ عن إيجاد الله تعالى وخَلْقَه لها، وأمره؛ لأنه هو الذي أوجدها وأمرها، فمسبَّتها مسبةٌ للفاعل، وهو الله سبحانه، كما تقدم في النهي عن سب الدهر وهذا يُشبهه، ولا يفعله إلا أهل الجهل بالله جل وعلا ودينه، وبما شرعه لعباده؛ اهـ.

ما الجمع بين النهي عن سب الدهر والأيام والشهور، وقول الله تعالى: ﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍ [القمر: 19]، ونحوها: قال الله تعالى: ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ [فصلت: 16]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍ [القمر: 19].


وقال الله تبارك وتعالى مخبرًا عن لوط عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ [هود: 77].


والجمع بينهما أن ثَمَّت فرقًا كبيرًا بين سب الدهر وبين وصفه، فالأول: يُراد به العيب والعتب، والثاني: لا يراد به إلا البيان والخبر ووصف الحال؛ قال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - كما في «فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ» (1/172) -: وأَما وصف الدهر بالشدة والرخاء والخير والشر، فلا بأس بذلك، كقوله سبحانه: ﴿ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا [الحاقة: 7]، وقوله:﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُون[يوسف: 48].

وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه)[4] ، والأَدلة على ذلك كثيرة جدًّا.


وقال العلامة العثيمين في «القول المفيد» (2/240): سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يَقصد الخبر المحض دون اللوم، فهذا جائز، مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده، وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات، ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر، ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام:﴿ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ [هود: 77].

الثاني: أن يَسبَّ الدهر على أنه هو الفاعل، كأن يعتقد بسبه الدهرَ أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير والشر، فهذا شركٌ أكبر؛ لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا؛ لأنه نسب الحوادث إلى غير الله، وكل من اعتقد أن مع الله خالقًا، فهو كافرٌ، كما أن من اعتقد أن مع الله إلهًا يستحق أن يعبد، فإنه كافر.

الثالث: أن يَسبَّ الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه؛ لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده، فهذا محرَّم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وهو من السفه في العقل والضلال في الدين؛ لأن حقيقة سبِّه تعود إلى الله سبحانه؛ لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر، ويُكَوِّن فيه ما أراد من خير أو شرٍّ، فليس الدهر فاعلًا، وليس هذا السب يُكَفِّر؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة؛ اهـ.


وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في «التمهيد شرح كتاب التوحيد» (ص468): ليس من مسبة الدهر وصف السنين بالشدة، ولا وصف اليوم بالسواد، ولا وصف الأشهر بالنحس، ونحو ذلك؛ لأن هذا مقيد، وهذا جاء في القرآن في نحو قوله جل وعلا: ﴿ فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ [فصلت: 16].

فوصف الله جل وعلا الأيام بأنها نحسات، والمقصود في أيام نحسات عليهم، فوصف الأيام بالنحس؛ لأنه جرى عليهم فيها ما فيه نحسٌ عليهم، ونحو ذلك قوله جل وعلا في سورة القمر: ﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر: 19]، فهذا ليس مِن سب الدهر؛ لأن المقصود بهذا أن الوصف ما حصل فيها كان من صفته كذا وكذا على هذا المتكلم.

وأما سبُّه أن ينسب الفعل إليه، فيسب الدهر لأجل أنه فعل به ما يَسوؤه، فهذا هو الذي يكون أذية لله جل وعلا، والله أعلم؛ اهـ.

[1] صحيحٌ: راجع: «الصحيحة» برقم (2757)، والله أعلم.

[2] حسنٌ بشواهده: راجع: «مجمع الزوائد» (8 /137)، والله أعلم.

[3] صحيحٌ: راجع: «صحيح ابن ماجه» برقم (3003)، والله أعلم.

[4] رواه البخاري برقم (7068)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]