|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آداب المساجد د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ؛ أيهَا النَّاسُ: ثُمَّ أَمَّا بَعْدُ: فقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، عباد الله، المساجد هي أحب البلاد إلى الله تعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا»؛ رواه مسلم. ولأنَّ المسجد يُذكِّر المسلمَ بربِّه، والسوق يشغله عنه، ولَمَّا كانت المساجد أحبَّ البلاد إلى الله تعالى، لم يكن غريبًا أنْ تُرصَد لبنائها الأجورُ العظام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»؛ صحيح رواه ابن ماجه. وقد حثَّت الشريعة على محبة المساجد وتعظيمها واحترامها؛ لأنها بيوت الله سبحانه بُنِيَت لِذِكره وعبادته، وتلاوة كتابه، وأداء رسالته، وتبليغ منهجه، وتعارُف أتباعه، ولقائهم على مائدة العلم والحكمة، ومكارم الأخلاق؛ قال الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36، 37]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ»؛ حسن رواه الطبراني في الكبير. عباد الله، وفي كُربات يوم القيامة وأهوالِها، يكون أهل المساجد في ظلِّ عرش الرحمن آمنين مطمئنين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ»، وعَدَّ منهم: «وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ»؛ رواه البخاري ومسلم. ولا غرابة أنْ ينال أهلُ المساجد هذه الكرامة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ»؛ رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (بشِّروا المشائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)، (ألا أَدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ فذكر منها كثرة الخطى إلى المساجد). ومن أهم آداب حضور المساجد: الخروج على أحسن هيئة؛ من جمال الثياب، وطِيب الرائحة، والسواك، ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]، والتبكير إلى المسجد، والمشي إليها بسكينة، والدعاء عند دخوله، وتحصيل الصف الأول، وميمنة الصف خير من شماله، والدعاء بين الأذان والإقامة، وتسوية الصفوف إذا أُقيمت الصلاة، والاعتناء بذلك عناية بالغة، وسد الفُرَج، والخشوع في الصلاة، وعدم التشبيك بين الأصابع. ويُستحب الدعاءُ عند التوجه إلى المسجد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا»؛ رواه البخاري ومسلم. ومن آداب الذهاب إلى المسجد أنْ يمشي إليه بسكينةٍ ووقار وخشوع وطُمَأْنينة؛ لأن مَن قَدِمَ إلى الصلاة وهو مطمئن في مشيه، كان ذلك أدعى لخشوعه في صلاته وإقباله عليها، وعكسه مَن جاء إليها مسرعًا مستعجلًا، فإنه يدخل في صلاته وهو مشتَّت الفكر والذهن، ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يَسْعَوْا إلى صلاتهم حتى ولو أُقيمت الصلاة؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: «بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جَلَبةَ رجال، فلما صلى، قال: ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال: فلا تفعلوا؛ إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا»؛ [البخاري ومسلم]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أُقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تَمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فأتِمُّوا»؛ [رواه البخاري ومسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَن توضَّأ للصلاة فأسبَغ الوضوء، ثم مشى إلى المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد - غفر الله له ذنوبه»؛ [رواه مسلم]. ومن آداب حضور المساجد: استحباب التبكير إلى المساجد، فقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في التبكير إلى المساجد والمسارعة إليها، فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلَم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَستهموا عليه لاستَهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأَتوهما ولو حبوًا»؛ [رواه البخاري]. ويُسَنُّ لِمَنْ أراد دخولَ المسجد أنْ يدخل برجله اليمنى، ويقول: «بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ»، «اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ»؛ رواه مسلم، ويقول أيضًا: «أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»؛ صحيح - رواه أبو داود، وعند الخروج منه يقدِّم الرجل اليسرى ويقول: (اللهم افتَح لي أبواب فضلك). ويُصلِّي ركعتين - قبل أن يجلس - تحيةً للمسجد، ولو كان الإمام يخطب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا»؛ رواه مسلم. ويُستحَبُّ الإكثار من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والدعاء، والاستغفار، وتعلُّم العلم الشرعي. وإذا أراد الخروجَ خرج برجله اليسرى، ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ»؛ رواه مسلم. وفي رواية: «وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»؛ صحيح - رواه ابن ماجه. ومن المباحات في المساجد: التحدث بالكلام المباح، وبأمور الدنيا، وإنْ حصل فيها ضَحِكٌ ونحوه؛ لحديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ، فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ»؛ رواه مسلم. وليَحذَر المرء من الكلام بالباطل، فلا مكان في المسجد للغيبة والنميمة والكذب، وإذا كانت هذه الأمور مُحرَّمة خارج المسجد، فهي في المسجد أشد تحريمًا! ويُستحب المكوث في المساجد وانتظار الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «... فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تَحبِسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيها، يقولون: اللهم ارحَمه، اللهم اغفِر له، اللهم تُبْ عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحدث»؛ [رواه البخاري ومسلم]، وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده وجزيل كرمه أن رتَّب على جلوسهم في المساجد وانتظار الصلاة أجرًا كأجر المصلي، ثم جعل ملائكته يدعون لمنتظر الصلاة في المسجد بالرحمة والمغفرة والتوبة. عباد الله، أجورٌ يتنافس بعضها البعض لمن تعلَّق قلبه بالمساجد، فهنيئًا لمن علَّق قلبَه بها، فلا يفوِّت صلاة جماعة فيها، وينافس على التبكير إليها، ويسعى جاهدًا إلى الصلاة في الصف الأول، وإدراك تكبيرة الإحرام. وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، ومن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومَن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من آيات وحكمة، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنبٍ وخطيئة، استغفروه إنه كان غفارًا. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وآله وأصحابه وإخوانه.عباد الله، ومن المكروهات في المساجد: نِشْدانُ الضالَّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَقُلْ: لاَ رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا»؛ رواه مسلم. ويُكره البيعُ والشراءُ في المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُولُوا: لاَ أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ»؛ صحيح رواه الترمذي. ويُكره رفعُ الصوتِ على وَجْهٍ يُشوِّش فيه على المصلين، ولو بقراءة القرآن، ويُستثنى من ذلك درس العلم؛ فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ، فَكَشَفَ السِّتْرَ، وَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلاَ يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلاَ يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ»؛ صحيح - رواه أبو داود. وإذا كان رَفْعُ الصوتِ بالقرآن منهيًّا عنه؛ فكيف إذا رَفَعَ صوتَه بالحديث في أمور الدنيا! قال ابن عبد البر رحمه الله: (وإذا نُهِيَ المسلم عن أذى أخيه المسلم في عملِ البر، وتلاوةِ الكتاب، فأذاه في غير ذلك أشد تحريمًا). ويُكره الخروج من المسجد لمن أدركه الأذان وهو فيه، إلا لمن كان عنده عذرٌ يُسوِّغ له الخروج من المسجد، كتجديد وضوئه ونحوه، فعن أبي الشعثاء قال: «كنا قعودًا في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبَعه أبو هريرة بصَرَه حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم»؛ [رواه مسلم]. فلا يجوز لمن أدرَكه الأذان وهو بالمسجد أن يَخرُج منه حتى يؤدي الصلاة المكتوبة إلا لعذرٍ؛ لأن من خرج بعد الأذان بدون عذرٍ قد يشغله أو يَعوقه ما يَمنعه من إقامة الصلاة مع الجماعة، فيكون سببًا في تفويت صلاة الجماعة. ويجب على من أكل بصلًا أو ثومًا نيئًا أن يَجتنب المساجد؛ حتى لا يؤذي المصلين برائحته الخبيثة، ومن آذى المصلين فقد آذى الملائكة، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل ثومًا أو بصلًا فليَعتزلنا أو قال: فليَعتزل مسجدنا، وليَقعُد في بيته»؛ [رواه البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكُرَّاث، فغلَبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: «من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يَقرَبنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه الإنس»؛ [رواه البخاري، ومسلم]، ويُقاس على الثوم والبصل والكرَّاث كلُّ رائحة خبيثة تؤذي المصلين؛ كالدُّخَان، أو الروائح الكريهة التي تنبعث من الجسد، أو الملابس المنتنة، فعلى المصلي تفقُّد نفسه قبل حضور المساجد، حتى لا يؤذي المصلين، فيأثَمَ بذلك. وقد بُنيت المساجد يا عباد الله للذكر وقراءة القرآن والدعاء والصلاة، فلا ينبغي أن نتعدى على هؤلاء والتأثير في خشوعهم بأصوات رنين الأجهزة المتنقلة، فلنراعِ أيها المؤمنون ذلك حتى لو كان صوتُ المنبه مقبولًا من صوت أذان أو دعاء أو حتى قرآن، فضلًا أن تكون أصوات المنبه موسيقا أو نحو ذلك. عِبَادَ اللَّهِ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |