غول الغــلاء ..ودواءُ هذا البـلاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086226 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174608 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-02-2008, 08:59 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي غول الغــلاء ..ودواءُ هذا البـلاء

غول الغــلاء ..ودواءُ هذا البـلاء






حامد بن عبدالله العلي

،



( ظلَّت السيدة "إيرينا فولفجانج" تحلم بالمعاش الذي
ستحصل عليه خلال شهرين ، والرخاء الذي سيحققه لها ، بدأت أحلامها بشراء بيت بحديقة صغيرة ترعاها، ولكن ..ونظرًا لارتفاع الأسعار بصورة مذهلة ، تحوَّلت الأحلام ، لشراء شقة صغيرة تقيم بها، ثم تحوَّلت الشقة بعد ذلك إلى حجرة، حتى مر الشهران ، وتسلَّمت معاشها لتجد أنه لا يكفي سوى لشراء عشاء الليلة!!


إِثـْر الحرب العالمية الأولى بعد ارتفاع الأسعار في ألمانيا.

لايستبعد المراقبون إذا استمر هذا التضخم الذي دهـم البلاد والعباد ـ وهو الارتفاع في المستوى العام للأسعار ـ أن يصل الحال بالناس ـ عائذين بالله تعالى ـ إلى فساد حياتي شامل .

قال الحق سبحانه ( ظَهَرَ الفَسَادُ في البرِّ والبحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الذي عَمِلُوا لَعلَّهُمْ يَرْجِعُون )

قال الحق سبحانه : (وَمَاأَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)،

رخص الدين في نفوس أكثـر الناس ، فغـلا عليهم كلّ شيء !

وتعلّقوا بشهوات دنياهم ، منساقين وراء النمط الإستهلاكي الرأسمالي للعولمة ، ونسوا دينهم ، فعُذبوا بما تعلقوا به

وقـد غـدوا متعجّبـين من حالهم ، فبينما ارتفعت أسعار النفط ، وبشَّرهم الغرب بالرفاه ، والمستقبل الزاهر في ظل الهيمنة الأمريكية ، والتبشير بالديمقراطية ، وأنها ستحوّل المنطقة على سـوق يعيش فيها الجميع عيشة هنيّة ، فوجئوا بما حـلّ عليهم من مصيبة التضخّـم ، التي لو استمرت على هذه الوتيرة المتصاعدة ، فستجعل النقود صورة بلا معنى ، وشكلا بلا مضمون .

وقد بدأ أولا بإرتفاع أسعار مواد البناء ، والأدوية، والعقار ، ثم قفـز ليشمل المواد الغذائية ،والخدمات العامة ، كالصحة ، والتعليم ، والخدمات المهنية ..إلخ

فسبحان الذي ينزل البركة على المال اليسيـر فيثـمر به الخيرات العظيمـة ، وينزعها من الكثـير فيعـود كالخراب اليباب .

كثـُر الربا ، واستُبيحـت الحيـل عليه ، كـ(التورق المنظـّـم) ، و(المرابحة الصورية) ، و( الإستصناع المتوازي ) ، وانتشـرت المعاملات المحرمة ، وعمّت الرشوة ، والاحتكار ، وبخـل الناس بزكاة أموالهم ، وقُطعت الأرحام ، ووُضع بين الناس الشُّـح ، حتى شحُّوا بأموالهم عن المنكوبين من المسلمين كأهل فلسطين ، وتُرك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وعُطِّلت حدودُ الله ، وأُهملت شريعته.

هذه هي الأسباب الحقيقية الغيبية التي تكمن وراء الأسباب المادية الظاهرية ، وهي ارتفاع أسعار المواد المستوردة، وجموحها في بورصات السلع العالمية ،وفساد الإقتصاد العالمي القائم على الربا ، وتغير الأحوال المناخية المؤثـر سلبا الزراعة في العالم بصورة عامة ، مـع زيادة عدد السكان في العالم عامة ، والبلاد العربية خاصّـة، وتكالب الناس على الشراء على النمط الإستهلاكي ، وتدهور سعر صرف الدولار ..إلخ

هذا كلُّه وغيره ، أدّى إلى هذا التضخـم الذي يزداد يوما بعد يوم ، وإذا استـمر فيوشك أن يسبب كارثة عامة .

وهذا غير مستبعـد ـ نسأل الله أن يجنب المسلمين المصائب ـ فالتضخّـم كالسيل المدمّر ، قـد يُثـمر الخراب ، وقد يؤدي إلى مجاعات مهلكة ،

كما روى المقريزي قصة أشد مجاعة أصابت الناس ، في حوادث منتصف القرن الخامس الهجري ، والناس تحت أسوء سلطان للعبيديين في مصر :

( وأُكلت الكلاب ، والقطط ، حتى قلّت الكلاب، فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير، وتزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضاً ، وتحرز الناس، فكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتها ، ومعهم سلب ، وحبال في كلاليب ، فإذا مرّ بهم أحد ألقوها عليه، ونشلوه في أسرع وقت وشرحوا لحمه وأكلوه،ثم آل الأمر إلى أن باع المستنصر كل ما في قصره من ذخائر وثياب وأثاث وسلاح وغيره، وصار يجلس على الحصير، وتعطلت دواوينه، وذهب وقاره .. وجاءه الوزير يوماً على بغلته، فأكلها الناس، فشنق طائفة منهم فاجتمع عليهم الناس فأكلوهم ) المقريزي.

وأعظـم حل لمشكلة التضخّـم هو التوبة ، والإستغفار ، قال تعالى : (فقُلْتُ استغفروُا ربّكم إنّه كانَ غفَّارا * يرسلُ السّماءَ عليْكمْ مِدْراراً * ويمُددْكُم بأَمْوال وبنينَ ويجعلْ لكمُ جنّاتٍ ويجْعل لكُمْ أَنهْاراً ) ، ثم ترك كلّ الذنوب المسببّه له ، وتعزيز الإنتاج المحلي ، ومحاربة الإحتكار ، وفرض الرقابة على السلع ، وإنزال العقوبـة على الجشعين من التجار ، ودعم الدولة للسلع الضرورية ، والحاجية ، وسعر صرف العملة ، وتطوير النظم الإقتصادية ، وإزالة الضرائب ، والرسوم ، التي ترهـق المواطنين ، وإشاعة ثقافة الإدخار ، والإقتصاد في سبل المعيشة ،كما قال تعالى (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّالْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) .

وأعـظم من ذلك كله ، العناية بإقامة الصلاة ، قال ابن كثير رحمه الله :

( وقوله : ( وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ، لا نسألك رزقا نحن نرزقك ) يعني إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ، كما قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )وقال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ولهذا قال : ( لا نسألك رزقا نحن نرزقك ))

ذلك أن الصلاة هي زكاة الوقـت ، فمن أداها بورك له في وقته ، وإذا بورك له في وقته ، صار ما يكسبه فيه من المال مباركا عليه ، وعلى أهله ، إذ كان يقيمها ويصطبر على أمر أهله بإقامتها ، فأقيم له رزقُه أحسن قيام.

والله أعلم

( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ) .
__________________




رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 97.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]