آفة الصالحين النفسية! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 294 - عددالزوار : 17392 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5109 - عددالزوار : 2375298 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4696 - عددالزوار : 1675700 )           »          الانفصال النفــسـي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          الْمَسْجِدُ الأَقْصَى أَوَّلُ قِبْلَة لِلْمُسْلِمِيْنَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 480 )           »          منافع ستة للتذكير بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 27765 )           »          نصائح عن دور الأسرة في حماية أبنائها من المخدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          اسم الله (الشافي) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تمويل المشروعات الخيرية: البحث عن محسنين نوعيين..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2025, 03:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,010
الدولة : Egypt
افتراضي آفة الصالحين النفسية!

آفة الصالحين النفسية!


إنَّ مِن أعظم الفِتَن التي تَركد في قلوب أهل الاستقامة: أن يَستَطيلَ العبدُ زمان الطاعة، حتى تنخدع نفسه بما لاحَ عليها من آثارها، حتى تُزيِّنَ لصاحبِها أنّه قد صار في حِرزٍ من الزلل، وأنّ عهدَ المعصية قد انقطع عنه انقطاعًا لا رجعةَ معه.
فترى أحدهم قد طال عهده بالزهد في الفاحشة، أو الصبر عن المُسكر، أو الصيانة عن الخيانة، فيقول بلسان حاله: "أنَّى لي أن أقع بعد هذا في الذنب؟". ونسِي أن الله هو الذي عصمه، وأن نفسه – إن تُركت – هوَت به، وأنه ما من عبدٍ أوكِل إلى نفسه إلا هَلَكَ.
وذلك هو العُجبُ الكامن، والداءِ الدفين، الذي يستتر تحت ظلالِ الاستقامة الطويلة، فيُغري القلبَ بأمانٍ زائفٍ، وينقله من مقام الافتقار إلى جنايةِ العجب، فيأمنُ مكرَ اللهِ، ولا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا خاسرٌ غِرّ. قال الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ}.
قال الإمام ابن القيم (ت ٧٥١ هـ) في الوابل الصيب - ط عطاءات العلم (ص١٠): «ويفعل الحسنة فلا يزال يَمُنُّ بها على ربه، ويتكبر بها، ويَرى نفسه، ويعجب بها، ويستطيل بها، ويقول: فعلتُ، وفعلتُ؛ فيورثه ذلك من العجب والكِبْر، والفخر والاستطالة، ما يكون سبب هلاكه».
ثم إن العبد إذا أمن جانب نفسه وغفل عن مكر الله، بدأ يتساهل في سد الذرائع المفضية إلى المحارم؛ لأن العبد إذا امتلأ قلبُه برؤيةِ عمله، وغَلب عليه الإحساسُ بقدرتِه على ضبطِ نفسه، ظنَّ أنه في مَنعَةٍ من الزلل، فاستصغر موارد الفتنة، وفتح ما كان يُغلقه من أبواب الاحتياط.
فالعُجبُ يُولّدُ أمانًا كاذبًا، وهذا الأمانُ يرفعُ حاجزَ الحذر، فإذا ضعفَ الحذرُ انكسرت القيودُ التي تحجزه عن مواضع السقوط. فكان العُجبُ في باطنه علّةً نفسيةً تُنتِجُ في ظاهر السلوك إهمالَ الذرائع، وإهمالُ الذرائع سبيلُ الانحدار ولو بعد طول استقامة.
وقد كان السلفُ – رضي الله عنهم – على النقيض من ذلك: يتّهمون أنفسهم وإن كثرت طاعاتهم، ويستعظمون التقصير وإن صغرت هفواتهم، قال ابن أبي مليكة: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبيّ -ﷺ- كلهم يخاف النفاق على نفسه».
فالمؤمن الصادق يعلم يقينا أن الطاعة توفيق محض من الله، لا حول له فيها ولا قوة، وأن العصمة منه سبحانه وحده. ويعلم أنه لو وكل إلى نفسه لمحة بصر لهلك وتردى!
ومن كان بهذه الصفة فإنه يبالغ في الحيطة والحذر، ويجعل بينه وبين الحرام سدودا شامخة وحصونا منيعة، فيكون - بعون الله - وما سد من الذرائع في مأمن من المعاصي.
فيا أيها السالك سبيل الاستقامة، لا تغتر بطول طاعتك، ولا تأمن على نفسك بكثرة عبادتك، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. واعلم أنك لو تركت ونفسك طرفة عين لهويت، فالزم باب مولاك مفتقرا ذليلا؛ واذكر أن كل خير فيك فمن الله، فأدم الشكر والخوف، ولا تركن إلى نفسك فتهلك.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]