|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أفتقد الأسرة الكاملة أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: فتاة عاشت مع أمِّها بعد انفصال والديها، وهي تشعُر بحزنٍ كبير لبُعدها عن أبيها، وتفتقد الدفءَ الأُسري، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا في السادسة عشرة من عمري، انفصل والداي عندما كنت جنينًا في بطن أمي، وكنت أرى أبي ساعتين أسبوعيًّا تبعًا لقرار الوصاية من المحكمة، وبقيت على هذه الحال؛ أذهب عند أبي أقضي الساعتين بكل ملل، ثم تأتي أمي لأخذي، كنت أفرح عندما أترك أبي كطفل الروضة الذي يفرح عند انتهاء دوام المدرسة، أبي لم يشعرني بحبه ولو لمرة واحدة، لم يهتم بي قط، لا أذكر أنه داعب شعري، أو ناداني بابنتي، أو ناديته أنا "بابا" من قبل، كان والدي قد تزوج وأصبح لديه طفلان، كنت ألعب معهما، والدة زوجي امرأة طيبة للغاية، لم تفرقني عن أطفالها، كنت أزور والدي حتى عمر الرابعة، ثم قررت المحكمة أن تعطي وصايتي لأمي، وفي آخر زيارة له وعند الخروج من منزله ورغم صغر سني – أذكر أنني طرت فرحًا؛ لأنني كنت أملُّ كثيرًا في منزله، ولا أحب زيارته، فرِحتُ ذلك اليوم، ولكن لم أدرك أنني عندما أكبر سأتألم بهذا القدر أنني لن أراه ثانية، والآن أبكي كل يوم وأتساءل: لماذا لا يسأل عني مذ كنت في الرابعة؟ أتمنى لو أنطق كلمة "بابا" لمرة واحدة فقط، منذ مدة وجيزة بحثت عن صفحته على الفيسبوك، فوجدت صفحة أطفاله وزوجته، ثم وصلت إلى صفحته، ورأيت تعليقات ابنته وكيف أنها تقول له: "بابا"، تألمت كثيرًا أنني لست مكانها، ثم وجدت صورته مع أولاده الذين أصبحوا ثلاثة، وقتها بكيت وقلت في نفسي: لماذا أنا لست بينهم؟ لماذا يحبهم ولا يحبني؟ ألست ابنته أيضًا؟ ثم وجدت عقلي قد أجابني: أنتِ تتألمين لأنك تملكين أبًا واحدًا، وهو ليس موجودًا، أما هو فلديه أسرة وأطفال، وليس بحاجة إليكِ، أجل، صحيح أنا لا أملك سوى أمي، لا أملك أبًا أو إخوة؛ لذلك أشعر بالنقص والوحدة، أما هو فيملك أسرة متكاملة؛ لذا فهو لا يحتاجني، لم أخبر أمي قط أنني أريد رؤيته، ولدي العديد من الأسئلة التي تجول بخاطري وأود أن أسأله عنها، لأنني أخجل من سؤال أمي عنه، رغم أنني سمعتها كثيرًا تتحدث عن كم كان يحبها، وأنها هي من أرادت الطلاق منه، وأسمعها تقول: إنه لم يحبني، ولم أخبر أحدًا أنني بحاجة إليه سوى الله، فقد اشتكيت لله كثيرًا، وأنا أخبركم على أمل أن تجدوا لي حلًّا يخرجني من وحدتي ومن حاجتي الملحة إلى عائلة متكاملة تحوي أمًّا وأبًا وإخوة، أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. أختي الكريمة، هذه دار ابتلاء، لا بد فيها من وقوع ما نكره مهما حرصنا، ولكن يُمكن إيجاد حلول للتخلُّص مما يُكدِّر الصفو ويُعكِّرُه، ومما يُعين على تخطي هذه العقبات المبادرة في اتخاذ خطوات نحو الهدف المنشود، والبُعد عن الجمود والاستسلام، وهذه المشاعر التي جاشت في خاطركِ لا بُد من إيصالها إلى الوالدين، حتى يتم معالجة الوضع، فاحتراقكِ من الداخل لا يُطفِئه التَّرَقُّب من بعيد، والبحث في وسائل التواصل، لا بُد من تدخُّل من يُعين على ردم هذه الفجوة، إن لم تستطيعي أنتِ ردمها. احترامكِ لوالدتكِ ومحبتكِ لها ينبغي ألا يُنسِيكِ البِر بوالدكِ، حتى لو كان هو المقصر؛ فتقصيره في التواصل معكِ لا يُسقِط حقه في البِر، فالله سبحانه قد قضى وألزَمَ بذلك؛ يقول الله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]. أختي الفاضلة: انقطاع والدتكِ عن والدكِ بسبب الانفصال لا يُبرِّر انقطاعكِ أنتِ عنه. اجلسي مع والدتكِ جلسة حوار، وصِفِي لها ما يدور في خاطركِ من معارك أليمة تجاه فقد الوالد، وهو على قيد الحياة، بُثِّي همومكِ إليها، ولا تكتميها بداخلكِ فتُحرقكِ. وإذا لم تقتنع، فابحثي عمَّن يتدخَّل لإقناعها ومد جسور التواصل بينكِ وبين والدكِ. واستمري بالإلحاح على الله بالدعاء، واسأليه أن يُرقِّقَ القلوب القاسية. جبر الله قلبكِ المكلوم، وجمعكِ بمن تحبين في العاجل القريب. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |