{ وجعل منها زوجها ليسكن إليها } إلى كل زوجة مؤمنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم كتابة القرآن بالرسم الإملائي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مصير صحف إبراهيم، وزبور داود عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإجهاض للحمل الناتج عن اغتصاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          استحباب الدعاء في كل الصلوات بـ: اللهم اغفر لي ذنبي كله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حكم قول الشخص لمتابعيه في الفيس بوك: من له حاجة لأدعو له في الحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ما حكم التدخين لمن يعلم أنه حرام ولا يقلع عنه؟. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          معلومات هامة عن أفكاروأماكن يضيع فيها شبابنا، الروتراكت.. شباب الروتاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم خروج المرأة من بيتها للعمل ,فتوى خروج المرأة من بيتها للعمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حكم تفاوت المؤذنين في وقت الأذان وحكم صلاة النساء على الأذن الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حكم كشف الوجه للطبيب لإجراء عملية تشهوه في الوجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2023, 02:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,175
الدولة : Egypt
افتراضي { وجعل منها زوجها ليسكن إليها } إلى كل زوجة مؤمنة

{ وجعل منها زوجها ليسكن إليها } إلى كل زوجة مؤمنة
أ. د. فؤاد محمد موسى


﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]




استوقفَتْني كلمةٌ في القرآن الكريم، تعجَّبتُ لروعتِها وجمالها ودقَّتِها وإيحاءاتها التي تفوح بالرِّقَّة واللُّطْف في معانيها، إنه كلام الله الذي يخاطِبُنا به، فيقِف المؤمنُ أمامَه مندهشًا من كثرة كنوزه وهداياته، فسمَّاه الله رُوحًا ونُورًا وهُدًى وفرقانًا وشفاءً وذِكْرًا ورحمةً وبركةً، وهي تنعكس تلقائيًّا على مَن يعيش مع القرآن، ويشرب من معينه، ويسير في ظِلِّه.

هذه الكلمة ﴿ لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾، فبتدبُّر هذه الكلمة يجد أن الذي جعل ذلك هو الله ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ [السجدة: 7]، جعل هذه الخصيصة في تكوين الزوجة، جعل في فطرتها ما يجعل زوجها يميل إليها، ليسكن الزوج إلى زوجه، ويستريح إليها.

والأصل في التقاء الزوجين هو السَّكَن والاطمئنان والأُنْس والاستقرار؛ ليظل السكون والأمن، هذه الفطرة في تكوين الزوجة، هو مكمن عبادتها لله، في استخدام ذلك مع زوجها عبادة لله، فهو فرض عليها وليس تفضُّلًا على زوجها.

وإني لأتعجَّبُ كيف يجعل الله للزوجة هذا العطاء العظيم، ثم نجد الكثيرات منهن يُكْثِرْنَ الشَّكْوى من أزواجهن لسوء معاملة الزوج لزوجته.

فهل سألت الزوجة نفسها: لماذا يحدث ذلك؟ وعندها من فضل ربِّها ما تُسعِد به حياتها وحياة زوجها، ورِضا ربِّها بما أعطاها ربُّها من الفطرة ما يجعل زوجها يسكن إليها من دون مشقَّة وعناء منها، فهو عطاء الله لها؛ ولكنها لم تستخدمْه في طاعة ربِّها بتعبيد ما لديها من الفطرة ليسكن إليها زوجها، فعليها أن تُفتِّش في نفسها أوَّلًا قبل شكواها وتبرُّمِها في عشِّ الزوجية.

هل هي شكرت ربَّها على ما أعطاها من الفطرة ما يسكن إليها زوجُها، وكانت في هذا العشِّ البَلْسَم والرِّقَّة والحنان والأنوثة التي تريح به زوجها، ويسكن لها كما يسكن الطفل إلى حجر أُمِّه.

وإني لأتعجَّب من صنيع أم سليم، وتعبيدها فطرتها ليسكن إليها زوجها في أصعب المواقف على الأم (موت ابنها، ووجوده في نفس المكان).

وهذا جزء من صنيعها كما حدَّث به راوي الحديث:"وَمَاتَ الصَّبِيُّ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: فَسَجَّتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا، وَتَرَكَتْهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، كَيْفَ بَاتَ بُنَيَّ اللَّيْلَةَ؟ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا كَانَ ابْنُكَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَتْهُ بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، قَالَتْ: وَقُمْتُ أَنَا، فَمَسِسْتُ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ مَعَهُ الْفِرَاشَ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَجَدَ رِيحَ الطِّيبِ كَانَ مِنْهُ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَهَيَّأُ كَمَا كَانَ يَتَهَيَّأُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا اسْتَوْدَعَكَ وَدِيعَةً، فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا، فَأَخَذَهَا مِنْكَ تَجْزَعُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا، قَلَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ قَدْ مَاتَ.

فمَنْ مِن الزوجاتِ الآنَ تستطيع هذا الصنيع الطيب؟!


اقرأ مقال: (فقه أولويات الزوجة، أُمُّ سُلَيْم أفضل ما تكون الزوجة لزوجها) في هذا الموقع على شبكة الألوكة.

إنها زوجة وكل زوجة لديها ما لدى أم سليم من فطرة الأنوثة، فقد عبدتها لله فسكن لها زوجها.

كما أني أتذكر موقف خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية، زوجة أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت، التي أغضبت زوجها ولم يجعله يسكن إليها، فأدركت ذلك، وكان ما كان منها في جِدالها للحفاظ على زوجها، وقد جاء ذلك في سورة المجادلة.

اقرأ هذا المقال في نفس الموقع؛ (الحفاظ على عش الزوجية) ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1].

من ذلك نُدرك أن الزوجة إذا استعانت بالله وعبدت فطرتها لأسعدت نفسها وزوجها وأرْضَتْ ربَّها بأنوثتها، وأصلح الله لها زوجها وأصبحا سويًّا أسرةً طيبةً.

ومع الأسف فإن شياطين الإنس والجن يجرُّون البشرية للهلاك باستخدام هذه الفطرة في غير محلها؛ لذلك يجب على الزوجة أن تُدرِّب نفسها على تحقيق السكينة لزوجها جسميًّا ورُوحيًّا وعاطفيًّا عبادة لله، فيكون لها الأجر العظيم.

لنتذكَّر رسالة رسول الله لرسولة النساء إليه "أسماء بنت يزيد" التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مكانة المرأة في حضور جَمْعٍ من الصحابة، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْك، يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَبُّ الرِّجَالِ وَرَبُّ النِّسَاءِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَآدَمُ أَبُو الرِّجَالِ وَأَبُو النِّسَاءِ، وَحَوَّاءُ أُمُّ الرِّجَالِ وَأُمُّ النِّسَاءِ، وَبَعَثَكَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَالرِّجَالُ إِذَا خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلُوا فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، وَإِذَا خَرَجُوا فَلَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَنَحْنُ نَخْدُمُهُمْ وَنحْبِسُ أَنْفُسَنَا عَلَيْهِمْ، فَمَاذَا لَنَا مِنَ الْأَجْرِ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أقْرِئِي النِّسَاءَ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُنَّ: إِنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ تَعْدِلُ مَا هُنَالِكَ، وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ تَفْعَلُهُ)).

وهنا لا يفوتنا تذكُّر أم المؤمنبن خديجة، وكانت مثالًا للزوجة الصالحة، وقلبًا يفيضُ حُبًّا وودًّا وحنانًا وسكينةً لرسول الله.

ففي ذلك روى الإمام البخاري في صحيحه: "دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: ((زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي))، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: ((يا خَدِيجَةُ، ما لي؟)) وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ".

لقد كرَّمها الله تعالى إذ قال رسول الله: ((أتاني جِبريلُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذهِ خَديجةُ قد أَتَتْكَ، معها إناءٌ فيهِ إدامٌ أو طعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هيَ قد أَتَتْكَ، فاقرَأ علَيها السَّلامَ مِن ربِّها ومِنِّي، وبشِّرْها ببَيتٍ في الجنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيها ولا نَصَبَ))، فمَنْ تُلبِّي قولَ ربِّها: ﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]؟!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]