|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دخان السماء وأسرار الغبار البيننجمي د. حسني حمدان الدسوقي حمامة هل أثرت حبيبات الغبار الدقيقة في تطوُّر مجرة درب التبانة، وفي تشكل النجوم في الكون - تأثيرًا كبيرًا؟ الفلكيون اليوم يعدون الغبار البيننجمي مصدرًا رئيسًا للمعلومات عن ولادة النجوم والكواكب والمذنبات، ولقد ثبت أن حجم أكبر حبيبات الغبار البيننجمي يقارب حجم الجسيمات في دخان السيجارة، وفي الحقبة المبكرة من الكون؛ أي: قبل نحو15 بليون سنة، لم يكن هناك غبار، وتكونت درب التبانة من الهيدروجين والهليوم، ثم تولد الغبار أولاً من المستعرات الأعظمية، كما ثبت أن غبار مجرتنا يخضع للتدوير على نحو دائم! وتمثل سحب الغبار بيوت حضانة نجمية، فتحجز حبيبات الغبار الإشعاعي داخل السحب الغازية، وهذا ما يسهل انهيار تلك السحب وتشكيلها للنجوم، وقد استطاع علماء الفيزياء الفلكية التوصل إلى وجود ثلاثة أنواع من الغبار: حبيبات ذوات نوى ودثارات، ومواد صلبة غنية بالكربون غير متبلورة، وجزيئات كبيرة شبيهة بالهيدروكربونات المتعددة اللفائف العطرية (شكل 3)، وقد أثبت جرينبرج عام 2001 أنه في دورة الغبار، تتعرض كل حبيبة غبار بيننجمي لدورة تستمر 100 مليون سنة، وتتكرر نحو خمسين مرة قبل تحطُّم الحبيبة (شكل 4). ![]() وإنني أدعو العالم جرينبرج عالم الفيزياء النظرية في جامعة ليون في هولندا، وصاحب نموذج الغبار الموحد (Unified dust model)، أدعوه إلى تدبر آيتين في كتاب الله العزيز، وسوف يتبين له أن الغبار البيننجمي ليس سوى شيء من ذلك الدخان الكوني؛ حيث يقول الحق تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [فصلت: 11- 12]. وتلك هي المرة الأولى التي يُذكَر فيها الدخان الذي منه تكونت السموات السبع، والمرة الثانية التي يأتي فيها ذكر الدخان في القرآن الكريم، تمثل إشارة إلى الانقلاب الكوني كعلامة من علامات الساعة الكبرى؛ حيث يقول الحق تعالى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الدخان: 10، 11]. فهل كانت في معارف وعلم البشر منذ ما يزيد على 1400 سنة - أن يعلموا أن السماء أصلها دخان، وأن الآية سابقة وكاشفة لعلم يتطلَّع إليه علماء الكون والفلك في المستقبل القريب والبعيد على حد السواء؟! ترنيمة الحمد في الإسلام تقترن دائمًا برب العالمين، وقد ذُكِر أن رجلاً قال بين يدي الجُنيد: الحمد لله، فقال له: أَتِمَّها كما قال الله؟ قل: رب العالمين، فقال الرجل: ومن العالمين حتى تُذكَر مع الحق؟ قال: قل يا أخي، فإن المحدث إذا قرن مع القديم لا يبقى له أثر! وقد اختلف أهل التأويل في "العالمين" اختلافًا كبيرًا، فقال قتادة: العالمون جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله، وقال القرطبي بعد أن استعرض أقوال المفسرين في "العالمين": والقول الأول - (يعني قول قتادة) - أصح هذه الأقوال؛ لأنه شامل كلَّ مخلوق وموجود، ويؤكده قوله تعالى: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾ [الشعراء: 23، 24]، وقال الزجاج: العالم: كل ما خلَقه الله في الدنيا والآخرة! ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |