|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أرض الميعاد عبدالحكيم فرحي على حافَة الطَّريق رشقَتنا عيونُ المارة ألقَوا علينا التحية تحية أبرد من شهر تشرين الثاني رمينا بأنفسنا في اللامجهول لا ندري متى نصل إلى أرض الميعاد المهم أن نسير ألا نتوقف الأهم أن نرسم طريقاً حتى ولو كان يبساً يبساً من كل شيء حتى من الظل، والماء الوحشة سكنتنا الطيور المهاجرة ما مرت العصافير المزقزقة ما زقزقت إن في الأمر لسرًّا أَهُوَ وادي الجن حتى يعم هذا الصمت المطبق؟ أَهِي أرض غير الأرض التي نطؤها؟ نتلفت يمنة ويسرة نبحث عن الخلاص لاح الليل بظلامه كانت ليلة حالكة الجلباب بل فاق سوادها سواد الغراب نسمع صوت الصمت وهمس الهمس ألقينا الأسماع علَّنا نحظى بإشارة لكن عبثاً فقد كان الرعب حليفنا والخوف أنيسنا لا ندري لِمَ كل هذا الخوف يسكننا ويسكن كل ذرة فينا نمضي نحن الأربعة نتحسس كل شبر كل بقعة ربما يكون ثعبان، ربما كمين تباطأنا في المسير نَدِبُّ على الأرض كالنمل بل هو أسرع منا الْتَحَفْنا بالحذر وتَدَثَّرْنا بالحَيْطَة لا نكاد نرى أي شيء حتى القمر قد تنكر لنا هذه الليلة أمسك بعضنا ببعض شكلنا سلسلة حتى إذا وقع أحدنا أقمناه حتى إذا همَّ بالسقوط رفعناه تنفسنا الصعداء رأينا ربوة على مرمى حجر رأيناها حتى وإن تنكر القمر هنا بداية لا كالبدايات هنا، من يدري؟ ربما نافذة نحو عالم آخر نحو أرض الأحلام نفرُّ من حتفنا وها هي ذي نافذة ستفتح على مصراعيها ها هي ذي سَتُقِلُّنا وننسى جراحات الماضي سننسى ما ألم بنا ونغص عيشنا سنفر من وطن حرمنا من كل شيء حتى من الكلام كمَّمَ أفواهنا حرمنا من العيش ينتشي بجلدنا يتلذذ بموتنا .. غمسة واحدة في هذه الرياض ورشفة من معينها وهبوب نسيم عليل في ربيعها ينسيك آلامك تنفرج أساريرك وتنسج أحلامك الوردية ستُقبل على الحياة وترتقي في معراج السعادة قصدنا الربوة على عجل وقلوبنا يتسارع خفقانها نريد أن نرتاح من هذا السفر المضني نريد أن نسترجع أنفاسنا الخائرة كلنا أمل في أن ننعم ببعض الراحة دنونا منها، تحسسنا المكان كاد شعر رؤوسنا أن يقف أعيننا كادت أن تخرج من محاجرها قلوبنا غادرت مكانها، كادت أن تتوقف رأينا الموت يحوم حول المكان بل شممنا رائحته كاد أن يُغمى علينا لولا أن الله سلم رأينا الرعب بأم عينه وصلنا إلى الربوة، نافذة أرض الأحلام لكننا ذُعرنا بجماجم البشر العظام تناثرت في كل الأرجاء الأشلاء مبعثرة رائحة الدم تفوح تُزكم الأنوف ازداد الرعب نريد أن نصيح بأعلى الصوت لكن ألسنتنا قد خرست جمدنا في مكاننا بلا حراك حتى أنفاسنا صرنا نعدها تبخرت أحلامنا وتلاشت في الفضاء كالدخان تبعثرت وضاعت في زحمة حظنا التعيس أُحيط بنا من كل جانب أَهي مقبرة الأحياء تمشي على الأرض أُيُعقل أن نكون قد حفرنا قبورنا بأيدينا وساقتنا أقدامنا إلى حتفنا لنلفظ أنفاسنا الأخيرة؟.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |