أهل الكتاب وشمولية الانتساب إلى الكتاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058633 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1327109 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-10-2021, 07:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي أهل الكتاب وشمولية الانتساب إلى الكتاب

أهل الكتاب وشمولية الانتساب إلى الكتاب
زهراء بنت عبدالله



الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، مصدقًا لِما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل، كتاب أحكمت آياته ببديع المعاني وعجيب النظم نظمًا رصينًا محكمًا لا يقع فيه نقصٌ: ﴿ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود:1]، إن كل كلمة جاءت في القرآن الكريم لها دلائل ومعنى ومراد واضح، وكلمة أهل الكتاب هي كلمة من كلام الله التي وردت إحدى وثلاثين مرة، وأغلب ورودها كان في سورة آل عمران اثنى عشرة مرة، وتختلف عن عبارة "أوتوا الكتاب" التي جاءت ست عشرة مرة في القرآن الكريم، وأغلب ورودها في سورة آل عمران، وعن عبارة "أتيناهم الكتاب" التي جاءت ثمان مرات، وأغلب ورودها كان في سورة الأنعام، واختلافها في اللفظ يقع في ورود لفظ "أهل" قبل كلمة الكتاب، ففي معجم مقاييس اللغة لابن فارس (ت٣٩٥هـ) جاء أن (أَهَلَ) الْهَمْزَةُ وَالْهَاءُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ مُتَبَاعِدَانِ، أَحَدُهُمَا الْأَهْلُ، قَالَ الْخَلِيلُ: أَهْلُ الرَّجُلِ زَوْجُهُ، وَالتَّأَهُّلُ: التَّزَوُّجُ، وَأَهْلُ الرَّجُلِ أَخَصُّ النَّاسِ بِهِ، وَأَهْلُ الْبَيْتِ: سُكَّانُهُ، وَأَهْلُ الْإِسْلَامِ: مَنْ يَدِينُ بِهِ، وَجَمِيعُ الْأَهْلِ أَهْلُونَ، وَالْأَهَالِي جَمَاعَةُ الْجَمَاعَةِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
ثَلَاثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ = وَكَانَ الْإِلَهُ هُوَ الْمُسْتَآسَا
وَتَقُولُ: أَهَّلْتُهُ لِهَذَا الْأَمْرِ تَأْهِيلًا، وَمَكَانٌ آهِلٌ مَأْهُولٌ، قَالَ: وَقِدْمًا كَانَ مَأْهُولًا، فَأَمْسَى مَرْتَعَ الْعُفْرِ، وَقَالَ الرَّاجِزُ:
عَرَفْتُ بِالنَّصْرِيَّةِ الْمَنَازِلَا = قَفْرًا وَكَانَتْ مِنْهُمُ مَآهِلَا
إن آيات الله هي الوحيدة والكفيلة لتبيان المراد من كلمة أهل الكتاب من زاوية شمولية الانتساب، فكما أن كلمة أهل الكتاب في آيات الله قد يراد بها مراد عام، فكذلك قد يراد بها مراد خاص، والسياق القرآني هو الذي يحكم في تبيان أي المراد من المرادين أحق وأصح في الآية، فمثلًا عندما تشمل عبارة أهل الكتاب شمولية عامة، فحينذاك تشمل الذين نسبوا إلى ما أنزله الله على موسى عليه السلام دون ما أنزله الله على عيسى عليه السلام كاليهود مثلًا؛ لأن اليهود يؤمنون بالتوراة ككتاب من عند الله دون الإنجيل، كما تشمل أيضًا الذين نسبوا إلى ما أنزله الله على موسى وعيسى عليهما السلام كالنصارى؛ لأنهم يؤمنون بالتوراة والإنجيل، وأنهما من عند ربهم، أما حين يراد بكلمة أهل الكتاب مراد خاص، فهي تشمل فقط الذين نسبوا إلى ما أنزله الله على موسى عليه السلام دون ما أنزله الله على عيسى عليه السلام، أو تشمل فقط الذين نسبوا إلى ما أنزله الله على موسى وعيسى عليهما السلام، ولا تشمل الذين نسبوا إلى ما أنزله الله على موسى عليه السلام دون عيسى عليه السلام، وهذا التصنيف هو تصنيف من حيث نوع الكتاب الذي نسبوا إليه.

أمثلة من شمولية الانتساب لكلمة أهل الكتاب من القرآن الكريم والأحاديث:
١- شمولية عامة لكلمة أهل الكتاب: تشمل الذي نسبوا إلى التوراة دون الإنجيل، وتشمل أيضًا الذين نسبوا إلى التوراة والإنجيل؛ كقوله عز وجل: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 65].

تفسير النسفي: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ﴾، زَعَمَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنَ اليَهُودِ والنَصارى أنَّ إبْراهِيمَ كانَ مِنهُمْ، وجادَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم والمُؤْمِنِينَ فِيهِ، فَقِيلَ: إنَّ اليَهُودِيَّةَ إنَّما حَدَثَتْ بَعْدَ نُزُولِ التَوْراةِ، والنَصْرانِيَّةَ بَعْدَ نُزُولِ الإنْجِيلِ، وبَيْنَ إبْراهِيمَ ومُوسى ألْفُ سَنَةٍ، وبَيْنَهُ وبَيْنَ عِيسى ألْفانِ، فَكَيْفَ يَكُونُ إبْراهِيمُ عَلى دِينٍ لَمْ يَحْدُثْ إلا بَعْدَ عَهْدِهِ بِأزْمِنَةٍ مُتَطاوِلَةٍ؟! ﴿ أفَلا تَعْقِلُونَ ﴾، حَتى لا تُجادِلُوا مِثْلَ هَذا الجِدالِ المُحالِ.

٢- شمولية خاصة لكلمة أهل الكتاب: تشمل الذين نسبوا إلى التوراة دون الإنجيل:
قوله تعالى في محكم كتابه: ﴿ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ﴾ [الأحزاب: 26].

تفسير ابن عثيمين رحمه الله: وقوله: ﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ المراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى، لكن المراد بهم هنا في الآية طائفة من اليهود، وهم بنو قريظة، وسبق أن بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع ثلاث قبائل من اليهود، قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم ساكنون فيها، فأجرى بينهم وبينه عهدًا، ولكنهم نقضوا ذلك العهد، ولم يَبْقَ إلا بنو قريظة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانَ أهْلُ الكِتابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْراةَ بالعِبْرانِيَّةِ، ويُفَسِّرُونَها بالعَرَبِيَّةِ لأهْلِ الإسْلامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ، وقُولوا: ﴿ آمَنّا باللَّهِ وما أُنْزِلَ إلَيْنا ﴾[1].

٣- شمولية خاصة لكلمة أهل الكتاب: تشمل الذين نسبوا إلى الإنجيل والتوراة دون الذين نسبوا إلى التوراة دون الإنجيل:
قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 171].

تفسير ابن عثيمين رحمه الله: قوله هنا: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾ عام أُريد به الخاص، والمراد بهم النصارى؛ لأن الله سبحانه وتعالى ذكر حال اليهود فيما سبق من قوله: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾ [النساء: 157]، وما قبلها أيضًا.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

[1] البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٤٤٨٥[صحيح].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.43 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]