|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شرح باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلِّف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية، وتحريم طاعتهم في معصية الله. ثم استدل لذلك بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]. ولاة الأمور، ذكر أهل العلم أنهم قسمان: العلماء، والأمراء. أما العلماء، فهم ولاة أمور المسلمين في بيان الشرع، وتعليم الشرع، وهداية الخلق إلى الحق، فهم ولاة أمور في هذا الجانب. وأما الأمراء، فهم ولاة الأمور في ضبط الأمن، وحماية الشريعة وإلزام الناس بها، فصار لهم وجهة، ولهؤلاء وجهة. والأصل: العلماء؛ لأن العلماء هم الذين يبيِّنون الشرع ويقولون للأمراء: هذا شرع الله فاعمَلوا به، ويلزم الأمراء بذلك، لكن الأمراء إذا علِموا الشرع، ولا طريق لهم إلى علم الشرع إلا عن طريق العلماء؛ نفَّذوه على الخلق. والعلماء يؤثِّرون على من في قلبه إيمان ودين؛ لأن الذي في قلبه إيمان ودين ينصاع للعلماء، ويأخذ بتوجيهاتهم وأمرهم. والأمراء ينصاع لهم من خاف من سطوتهم وكان عنده ضعفُ إيمان، يخاف من الأمير أكثر مما يخاف من العالِم، أو يخاف بعضهم أكثر مما يخاف من الله والعياذ بالله. فلذلك كان لا بد للأمة الإسلامية من علماء وأمراء، وكان واجبًا على الأمة الإسلامية أن يطيعوا العلماء وأن يطيعوا الأمراء، ولكن طاعة هؤلاء وهؤلاء تابعة لطاعة الله؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، ولم يقل: أطيعوا أولي الأمر منكم؛ لأن طاعة ولاة الأمر تابعة لا مستقلة، أما طاعة الله ورسوله فهي مستقلة؛ ولهذا أعاد فيها الفعل فقال: أطيعوا وأطيعوا، أما طاعة ولاة الأمور، فإنها تابعة ليست مستقلة. وعلى هذا فإذا أمَرَ ولاة الأمور بمعصية الله، فإنه لا سمع لهم ولا طاعة؛ لأن ولاة الأمور فوقهم وليُّ الأمر الأعلى جل وعلا وهو الله، فإذا أَمروا بمخالفته فلا سمع لهم ولا طاعة. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 650 - 652)
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |