في نفس عمري، فهل يناسبني؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141134 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-08-2021, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي في نفس عمري، فهل يناسبني؟

في نفس عمري، فهل يناسبني؟


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، أحبَّني زميلي في الجامعة حبًّا جنونيًّا، وهو على استعداد أن يفعل أي شيء حتى أكون له، وأنا على يقين من صِدق نيَّته وحُسن دينه وأخلاقه، وقد فاتَحني في الموضوع، وأننا سنرتبط بعد تخرُّجه من الجامعة، لكن المشكلة أنه في نفس عمري، ويبدو أصغر سنًّا مني، وهذا ما يجعلني في حَيْرة من أمري، فهل هو مناسب لي؟


الجواب
دعينا نتَّفق أولاً أنه في جميع الحالات لا يجوز له الاعتراف لكِ بتلك المشاعر، وبثُّكِ أشواقه وإعلانُه الحبَّ الجنوني، وأنه على استعداد لتخطِّي الصِّعاب وارتقاء الأهوال من أجْلكِ، ولو كان صادقًا في حديثه، مُخلصًا في حبِّه.
لعلَّ سؤالكِ ناتج عن خِبرة واقعيَّة مما نشاهده ونلحظه بين الأزواج؛ حيث تَظهر علامات تقدُّم العمر وآثاره على المرأة بصورة أسرع من الرجل، ربما بعدَّة سنوات، وهذا صحيح في الغالب، لكنَّه ليس دائمًا.
وعندما تنظر الفتاة للخاطب، عليها ألاَّ تَحصر تفكيرها في جانبٍ، وتُغفل بقيَّة الجوانب؛ فليس من المعقول أن تبحثَ الفتاة عن زوجٍ أكبرَ منها بثلاث سنوات تحديدًا، وعلى خُلق ودين، ويحبُّها بشدَّة، ووسيم، وله دخل مادي مناسب، كل هذه صفات مرغوبة في الخاطب، لكنَّها كثيرًا ما تتَّصف بالمبالغة إذا ما نظَرنا إلى واقع الحال، وفي الحقيقة فإني شخصيًّا أرى أنَّ مَن يَكبركِ بعدة سنوات أنسبُ ممن في نفس عُمركِ، لكن السؤال:
هل سيكون من السهل أن تجدي ضالتكِ بين الشباب؟
هل تتوقَّعين أن يأتِيَك مَن يحمل صفات هذا الشاب، ويخلو مما لا يُرضيكِ فيه؟
لا شكَّ أنه غير واقعي!
أنتِ تُفكِّرين في المستقبل؛ إذ لن يؤرِّقكِ العمر وأنتِ دون العشرين، هبي أنَّكِ في الأربعين من عُمركِ وزوجكِ كذلك، أيُّكم سيبدو أكبرَ؟
نعم أنتِ في أغلب الأحوال، لكن أيبدو هذا سببًا مُقنعًا لرَفْض خاطب على خُلق ودين، ويحبكِ بجنون؟!
ثم إنه يبدو صغيرًا الآن؛ لأنه بكلِّ بساطة لَم يتحمَّل أعباءً ولا مسؤولية بيت وأبناء، ولَم يَقِس متاعب العمل ومشاغل الحياة، هو طالب في الصف الثاني من الجامعة، فما الذي عساه أن يُظهرَه أكبر من عُمره؟! ألاَ تُلاحظين معي أنَّ اهتمام النساء بأنفسهنَّ الآن لَم يَعُد كالسابق؟
كثيرًا ما أرى امرأة تجاوَزَت الأربعين وتبدو في الثلاثين، فالوعي الغذائي والطبي وسهولة اطِّلاع المرأة على كيفيَّة العناية بنفسها والاهتمام بصحتها، ساعَدَت الكثير على تخطِّي هذه العَقَبات والاستمتاع بصحة وشكلٍ جيِّد، حتى مرحلة متأخِّرة من العمر.
كما أن الحبَّ الحقيقي بَيِّن لا يتغيَّر بتغيُّر شَكْل المرأة، ولا أُبالغ إن قلت: إني أُلاحِظ أن محبَّة الزوج الحقيقية لزوجه، لا تقوم على أساس جمال المظهر، أو نَضارة البشرة، أو حُسن القوام؛ وإنما تُبنى وتَقوى بجمال الخُلق وسُمو الرُّوح، ألاَ تَرين حولكِ من العجائز مَن قد تَجَعَّد جلدُها، واحْدَودبَ ظهرُها، واخْتَفَت كلُّ آثار جمالها، ولها زوج يَهيم بها حبًّا، ويَطير بها فرحًا؟!
لقد عاشَا معًا أجملَ أيَّام العُمر، ورأى من طيب عِشرتها وجمال أخلاقها، وطهارة قلبها، ونقاء سَريرتها - ما جعَل مِفتاح المحبة لَدَيه لا يتعلَّق إلاَّ بالجوهر، والجوهر فقط.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما غِرْت على نساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلاَّ على خديجة، وإني لَم أُدركها، قالت: وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا ذبَح الشاة فيقول: ((أَرْسلوا بها إلى أصدقاء خديجة))، قالت: فأغْضَبتُه يومًا، فقلت: خديجة، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إني قد رُزِقْت حبَّها))"؛ رواه مسلم.
سبحان الله! كم كان عمر خديجة - رضي الله عنها؟ وكم كان عمر عائشة التي ما غارَت إلاَّ منها؟! فالحب ليس كما تظنُّ الكثير من النساء، يعتمد على جمال الشكل وحلاوة المنظر، وإن كان له دورٌ، لكنه يتضاءل بمرور الزمن، ويَنكمش أمام حُسن المعاشرة، وحُسن الأخلاق؛ حتى لا تَدَع له مجالاً أو دورًا يُذكَر.
فإن كنت تَرَين فيه الخيرية والصلاح، فلا تَرُدِّيه، ويبقى أهمُّ ما أودُّ أن أنصحَكِ به، وهو أنه لا ينبغي لكِ التعامل معه بأيِّ شكل، أو التواصل معه بأي وسيلة؛ مباشرة كانت، أو إلكترونية، أو هاتفية، واعْلَمي أن محبَّته لكِ ليستْ مَدعاة لارتكاب المعصية، وأنَّ محبَّة الله أغلى وأعظم من محبَّة الناس أجمعين، ولن تُحْرَمي رزقًا كتبَه الله لكِ بالتزام شرْع الله، وتجنُّب ما نهى عنه؛﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2].

وفَّقكِ الله لِمَا فيه الخير والصلاح، ورَزَقكِ زوجًا طيِّبًا، تَسعدين به ويَسعد بكِ، ويُرزَق حبَّكِ رزقًا، إنه على كلِّ شيءٍ قدير، وبالإجابة جدير.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.01 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]