|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طرق تدريس الحاسب وتقنية المعلومات في مدارس التعليم العام.. الواقع والمأمول هياء بنت عيد الرشيدي دأبَت المملكة العربية السعودية ممثَّلةً في وزارة التعليم بتطوير نظام التعليم العام وَفق رؤية مستقبلية تستمر حتى عام 1444هـ، بهدف تنشئة "طالبٌ يحقِّق أعلى إمكانياته، ذو شخصية متكاملة، ومشاركٌ في تنمية مجتمعه، ومنتمٍ لدينه ووطنه، من خلال نظام تعليمي عالي الجودة"؛ لِمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، والسعي إلى الوقوف في مصافِّ الدول المتقدمة، وتم ترجمة هذه الرؤية ضمن مشروع الإستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام والتي تندرج تحت مظلة مشروع الملك عبدالله رحمه الله لتطوير التعليم العام، وكان من أهدافها العنايةُ بطرق التدريس؛ وذلك بتحقيق عدد من السياسات ضمن هدفٍ عام ينصُّ على (تحسين المناهج الدراسية وطرق التدريس وعمليات التقويم؛ بما ينعكس إيجابًا على تعلم الطلاب). وتحقيقًا لهذا الهدف؛ نتجَت تحولات تطويرية في منهج الحاسب وتقنية المعلومات للمرحلتين المتوسطة والثانوية، مراعيةً التكامل بين مكوناته وترابطها تأثيرًا وتأثرًا ببعضها، حيث تمثلَت في تحولات مرتبطة بكل من أدوار المعلم وأدوار المتعلم، والمحتوى الدراسي، وربطه بالواقع التكنولوجي وإستراتيجيات التعليم والتعلم وطرق التدريس، وكذلك تحولات مرتبطة بالتقويم وأساليبه وأدواته. ونظرًا لكون طرق التدريس تلعب دورًا هامًّا في عملية تعليم وتعلم مناهج الحاسب؛ فقد حَددت وثيقتا منهج الحاسب وتقنية المعلومات للمرحلتين المتوسطة والثانوية إطارًا عامًّا لطرق التدريس وإستراتيجياته يمكن الاسترشاد بها عند تدريس المقررات وَفق طبيعة الدروس النظرية والعمَلية، وصنفَتها في أربع مجموعات، وهي: 1- عرض ومناقشة المعلومات: وتتضمن طريقة المحاضرة، والمناقشة والندوة والقراءة، والضيوف الزائرين، وغالبًا ما يكون تركيزها على تقديم المعلومات والحقائق والمفاهيم. 2- التفكير وحل المشكلات: وتتضمن طريقة حل المشكلات، والاكتشاف، والعصف الذهني، ودراسة الحالة، وتستخدم في تحقيق الأهداف المتعلقة بالتحليل وحل المشكلات والإبداع والتفكير في سياق حقيقي والوصول إلى حلول عملية. 3- المشاهدة والتدريب والعمل: وتتضمن طرق الملاحظة، والمحاكاة، والعروض التوضيحية/ العملية، والزيارات الميدانية، والتدريبات والتمارين النظرية وتدريبات معمل الحاسب والواجبات المنزلية، وتستخدم غالبًا في الجوانب التطبيقية التي تتطلب المشاهدة والوقوف على بعض الأشياء سواء في الموضوعات العملية أو النظرية. 4- المشروعات: وتتضمن طريقة المشروعات سواء كانت جزئية أو كاملة، وتستخدم في الموضوعات التطبيقية التي تتطلب الإنتاج؛ كبرمجة برنامج صغير، أو تصميم عرض تقديمي، أو مطوية أو مدونة؛ (وثيقة منهج الحاسب للمرحلة الثانوية، 2013م، ص61)، (وثيقة منهج الحاسب للمرحلة المتوسطة، 2014م، ص54). وباستقراء واقع تدريس الحاسب والوقوف عليه؛ نجد أن تغيير وتطوير المنهج أحدَث فجوة بين رؤية مطوِّري المنهج وبين واقع الميدان التربوي الذي يتمثل في صعوبة تطبيق طرق التدريس الملائمة لمناهج الحاسب حيث أهم تحدٍّ وُجد أمام المعلِّمة هو خوضها في غِمار طرق التدريس؛ من أجل اختيار الطريقة الملائمة لتقديم المحتوى الدراسي بما يضمن تكوينَ شخصية متكاملة للطالبة. إلا أننا نجد أن طرق التدريس في معظمها تعتمد على الطرق المباشرة؛ كالإلقاء والحوار والمناقشة والتعلم التعاوني، مع وجود ضعف واضح في تطبيق إستراتيجيات التدريس الحديثة، ومع توفر مَعاملَ للحاسب لا يزال هناك فَهمٌ خاطئ حول دمج تقنيات التعليم أثناء التدريس؛ كعرض المحتوى برمجيًّا، واعتباره أحد أساليب التدريس الحديثة، دون مراعاة اتجاهات وميول واهتمامات الطالبات. وقد يعود السبب إلى أن بعض المعلمات تُصرُّ على أن طريقة تدريسها هي الأفضل؛ لأنها تعوَّدَت عليها، وكذلك لشعورها بالتهديد وأن خبراتها وإحساسها بقدراتها في خطر، فيصبح من الصعب عليها أن تعترف بوجود خطأ ما في تلك الطريقة (فودة، 2006م، ص 276)، ويُبقي ذلك على تقليدية طرق التدريس ودَور المعلمة كمحور رئيس في عملية التدريس، ولا ننكر وجود بعض المعلمات اللاتي يسعَين جاهدات في تأدية أدوارهن الجديدة، وتطبيق الطرق الحديثة في التدريس وإستراتيجيات التعلم؛ كطريقة حل المشكلات والاستكشاف والتعليم المتمايز، وغيرها من الاتجاهات الحديثة، والتركيز على الطالبة كمحور في عملية التعلم، ولا يعدو ذلك كونَه جهدًا فرديًّا من قبل المعلمة المُطَّلعة، ولا يُعمَّم كواقع لطرق التدريس. وقد يعود ذلك إلى بروز عدد من التحديات التي تعيق تنفيذ طرق تدريس الحاسب الملائمة، من أهمها ما يلي: 1- التفاوت في مستويات إعداد معلمات الحاسب وتأهيلهن، وضعف القدرة على استيعاب طرق التدريس الحديثة، ووجود صعوبة عند تنفيذها، وضعف الدافعية للتجديد والتطوير في طرق التدريس. 2- ضعف المحتوى العلمي للبرامج التدريبية المقدَّمة لهن حول إستراتيجيات وطرق التدريس وكيفية تطبيقها في الموقف التعليمي. 3- قلة الإمكانيات المادية والبشرية في بعض المدارس يؤثر على طرق التدريس المختارة. 4- التفاوت في المستوى الاجتماعي والاقتصادي بين مدارس التعليم العام في المدن والهجر والقرى. 5- وجود بيئات متعددة لتقنية المعلومات في معامل الحاسب؛ فبعض المدارس تستخدم برمجيات متوافقة مع المحتوى، وبعض المعامل تحتوي على برمجيات قديمة لا تتوافق مع التقدم المتسارع ومحتوى المنهج الحديث. 6- ارتفاع كلفة بعض البرمجيات، وعدم توفرها؛ مما يستدعي البحث عن برمجيات بديلة تستخدم أثناء تنفيذ الدرس. 7- عدم توفر خدمة الإنترنت في معامل الحاسب، على الرغم من ضرورة توفيرها لتدريس بعض موضوعات المقررات الدراسية. 8- تتطلب بعض طرق التدريس وقتًا أطول من 45 دقيقة، وعدد حصص المادة لبعض المقررات حصة واحدة أسبوعيًّا، والبعض تقدم في حصتين أسبوعيًّا قد تكون منفصلة أو متصلة. 9- التفاوت في أعداد الطالبات بين مدارس التعليم العام، الذي لا يتناسب مع عدد الأجهزة في معمل الحاسب؛ مما يتطلب اختيار بعض طرق التدريس الجمعي. 10- افتقار منهج الحاسب إلى بحوث تربوية ودراسات ميدانية على مستوى المملكة، تتعلق بالمنهج بشكل عام، وطرق التدريس بشكل خاص. وتؤكد العديد من الدراسات على فاعلية استخدام طرق التدريس الحديثة في ظروف مُقننة؛ منها: دراسة (البلوي، 1433هـ) التي توصي بضرورة عقد دورات تدريبية لمعلمات الحاسب؛ بهدف تنمية قدراتهن على استخدام طرق تدريس وإستراتيجيات حديثة أثبتت فاعليتها في تنمية التفكير، وعلى المعلمات الأخذ بمبدأ التنويع في طرق التدريس وإتاحة الفرصة للطالبات لممارسة التفكير من خلال أساليب التعلم النشط، وأوصت دراسة (الحمود، 2009م) باستخدام إستراتيجية التعلم المبني على مشكلة؛ وذلك للارتقاء بمستوى تحصيل الطالبات في مادة الحاسب الآلي وتنمي مهارات التفكير لديهن. وهدفَت دراسة (الصيعري، 2010م) إلى التعرف على أثر التعلم بالمشاريع القائم على (الويب) في تنمية مهارة حل المشكلات والتحصيل في مادة الحاسب الآلي لطالبات المرحلة الثانوية، ونتج عنها وجودُ أثر عالٍ لأسلوب التعلم بالمشاريع، القائم على الويب في تنمية التحصيل الدراسي، واكتساب مهارة حل المشكلات، وفي ضوء ما أسفرَت عنه النتائجُ أوصت الباحثة بضرورة تحسين ممارسات التدريس بالمرحلة الثانوية من خلال البُعد عن الأساليب التقليدية التي تركز على اكتساب المعارف لذاتها، وسلبية الطالبة في تحصيلها، وضرورة التركيز على الأساليب والنماذج التي تستند على فلسفة تربوية واضحة. وبما أن أي تطور يحصل على طرق التدريس يؤثر إيجابًا على أركان العملية التعليمية؛ فإن ذلك يدفعنا إلى محاولة تجربة طرق التدريس الحديثة والفعَّالة التي تُراعي ميول واهتمامات الطالبات واتجاهاتهن، ورصد سلبيات وإيجابيات هذه الطرق بعد تطبيقها وفق الأسس السليمة. ومن أجل استثمار العقل البشري وجعله منتجًا للمعرفة بدلاً من تلقيها، فإن علينا كتربويين اقتراحَ عدد من الحلول التي تنهض بطرق التدريس خاصةً، والعملية التعليمية بشكل عام، ومنها: 1- العناية ببرامج إعداد معلمة الحاسب؛ لجعلها تتلاءم مع مستجدات الميدان التربوي، وما يطرأ عليه نتيجة التقدم التكنولوجي. 2- التركيز على التطوير المهني لمعلمة الحاسب؛ بتدريبها باستمرار على تطوير الأداء التدريسي في ضوء الاتجاهات الحديثة لطرق التدريس، التي تجعل الطالبة محورًا للعملية التعليمية. 3- الاهتمام بالبيئة التعليمية وتوفير الاحتياجات المادية التي تُعين على تدريس المادة وفق ما يتطلبه المحتوى التعليمي. 4- استخدام طرق تدريس تتناسب مع ميول وقدرات الطالبات واتجاهاتهن نحو تحصيل المعرفة، وذلك من خلال الكشف عن هذه الميول والاتجاهات، وقياس قدرات الطالبات والمهارات السابقة لديهن عن طريق الاختبارات القبلية أو أنشطة تهيئة قبل التخطيط لعملية التدريس. 5- تكثيف إجراء بحوث تربوية في مختلِف أساليب البحث العلمي تتناول تقويم منهج الحاسب ومكوناته؛ وذلك للتعرف على المشكلات التدريسية وواقع تدريس مناهج الحاسب الآلي في ضوء الإستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام، ومشروع تطوير الحاسب. وختامًا؛ علينا استشعار أهمية طرق التدريس في النهوض بالعملية التعليمية، التي تعتمد على نجاح الموقف التعليمي وما يحدث فيه من تفاعل بين المعلمة وطالباتها، فمتى ما كانت طريقة التدريس تراعي الفروق الفردية بين الطالبات كان ذلك أدعى لضمان تقديم طرق تدريس فعَّالة بهدف إعداد نشءٍ قادر على التعامل مع أدوات وتقنيات العصر الرقمي. المراجع: • البلوي، أمل سلامة (1433ه)، مدى تمكن معلمات الحاسب الآلي للمرحلة الثانوية من مهارات التدريس اللازمة لتنمية التفكير الناقد لدى طالباتهن في ضوء أهداف محددة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: الرياض. • الحمود، سهام (2009م)، أثر إستراتيجية التعلم المبني على المشكلة في التحصيل الدراسي وتنمية مهارات التفكير العليا في مادة الحاسب الآلي، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة الملك سعود: الرياض. • شركة تطوير للخدمات التعليمية (2013م)، وثيقة منهج الحاسب وتقنية المعلومات للمرحلة الثانوية "الخطة العاجلة"، المملكة العربية السعودية: وزارة التربية والتعليم. • شركة تطوير للخدمات التعليمية (2014م)، وثيقة منهج الحاسب وتقنية المعلومات للمرحلة المتوسطة، المملكة العربية السعودية: وزارة التعليم. • الصيعري، هيفاء سعيد صالح (2010م)، التعلم بالمشاريع القائم على الويب وأثره على تنمية مهارة حل المشكلات والتحصيل في مادة الحاسب الآلي، بحث مقدَّم في المؤتمر الدولي الخامس (مستقبل إصلاح التعليم العربي لمجتمع المعرفة تجارب ومعايير ورؤى): مصر. • فودة، ألفت محمد (2006م)، إعداد معلم الحاسب. ط1، مكتبة الملك فهد الوطنية: الرياض. [*] مشرفة تربوية في إدارة التربية والتعليم بالمجمعة، طالبة دكتوراه مناهج وطرق تدريس- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |