|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تدريس المهارات اللغوية وليد ممدوح عمر إن الوضع الأمثل في تقديم المهارات اللغوية ألا نقدم للطالب مهارتين مختلفتين في وقت واحد؛ كأن ندربه على تركيب جمل جديدة من كلمات ليس للطالب سابق عهد بها، فتتشكل أمامه صعوبتان: فهم الكلمات المحدثة وبناء جمل جديدة؛ مما يربك الطالب ويُعجزه، ومن ثم لا تتحقق الأهداف التعليمية المنوط بها تدريس مهارات اللغة الأربع: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة. أولاً: مهارة الاستماع: من المتعارف عليه في بدء تعلم اللغة الثانية أن الطالب لا يناسبه افتتاح طريقه التعليمي إلا بالاستماع إلى هذه اللغة الغريبة على سمعه؛ فإعمال حاسة السمع في أول الأمر له مقاصد شتى منها: أن يتعرف الطالب إلى النظام الصوتي للغة الجديدة وطبيعة الفوارق بينها وبين لغته الأم، وإزالة حاجز الرهبة سريعًا، والتعامل مع اللغة الوافدة بأسلوب أكثر تفعيلاً، عن طريق اكتشاف خصائصها الصوتية وتأمل الرموز والمقاطع وملاحظة المعلم حين ينطقها، فيكتسب الطالب قدرًا من الثقة تحفزه على المضي قدمًا، وأثبتت التجارب العملية أن استهلال التعلم بعرض مهارة القراءة أو الكتابة يضعف المردود ويزيد من صعوبات التعلم. أهداف تدريس مهارة الاستماع: أ) التعرف إلى الأصوات العربية والتمييز بينها. ب) معرفة الحركات القصيرة والطويلة. ج) التمييز بين الأصوات المتجاورة في المخرج والمتشابهة في النطق. د) إدراك العلاقة بين الرموز المكتوبة ومسمياتها المنطوقة. هـ) فَهم الظواهر الصوتية المختلفة كالتنوين والتشديد. و) التقاط الأفكار الرئيسة وتمييزها عن الأفكار الثانوية. ز) تخمين بعض معاني المفردات من خلال السياق وإيقاع المتحدث. ح) محاولة إيجاد رابط معنوي بين أجزاء النص المستمع إليه. خطوات عرض نص لفَهم المسموع: بعد اختيار مادة مسموعة ملائمة لمستوى الطلاب، يقوم المعلم بتهيئة طلابه لدرس الاستماع، ويوضح لهم طبيعة ما سيستمعون إليه (حوار- مقال - فقرة - إعلان..... ). أ) يؤمر الطلاب بإغلاق الكتب والاستماع إلى ما يتلى عليهم. ب) عرض المادة الصوتية (مسجلة أو حية)، دون إسراع أو إبطاء، مع مراعاة نقاء الصوت ووضوح الحروف وصحة الضبط والعناية بالوصل والوقف، والنبر والتنغيم. ج) مناقشة الطلاب فيما استمعوا إليه عن طريق توجيه أسئلة تستوعب النص (مشافهة أو كتابة). د) بعد الاستماع والتدريب يقوم الطلاب بقراءة النص جهرًا وملاحظة ما أخطؤوا في فهمه وينقسم الاستماع إلى قسمين هما: الاستماع المكثف ويكون الهدف منه تدريب الطلاب على الاستماع إلى بعض عناصر اللغة كجزء من برنامج تعليم اللغة العربية؛ حتى ترتقي قدرة الطالب على استيعاب محتوى النص المسموع بصورة مباشرة، وهذا النوع من الاستماع لا يجري إلا تحت إشراف المعلم، وهو بذلك مخالف للنوع الثاني من الاستماع وهو الاستماع الموسع الذي يهدف إلى تدريب الطلاب على الاستماع إلى مواد سبق عرضها عليهم، مع تغيير طفيف في بعض المفردات والتراكيب، وكذلك الموقف الذي ستعرض فيه هذه المواد. ثانيًا: مهارة الكلام: عرَف الإنسان الكلام قبل أن يعرف الكتابة، والأسوياء من الناس يتحدثون لغاتهم الأم دون أدنى صعوبة، في حين أن نسبة لا يستهان بها منهم قد لا يجيدون الكتابة مطلقًا، والأطفال يجيدون استخدام اللغة في التواصل مشافهة قبل أن يتعلموا الكتابة في المدارس النظامية، فالكلام هو المظهر الرئيسي للغة، وأمَّا الكتابة فهي محاولة لتمثيله، وما زال بعض اللغات يمارس بصورته المنطوقة دون المكتوبة في عصرنا هذا في حياة الناس، واللغات إنما تتمايز بمدى قدرتها على الانتشار بين قاعدة من المتكلمين قابلة للاتساع المطرد، واللغة العربية يتواصل بها ملايين الناس في العالم، وهي مرشحة لبلوغ مكانة مرموقة بين سائر اللغات الأكثر تداولاً إذا ما عني بتدريس الجانب الشفهي منها على النحو الأمثل. ولعل التركيب الحواري هو الأشهر بين القوالب الكلامية؛ إذ إنه يمد الطالب بألوان من الجمل والتعبيرات والألفاظ والأصوات التي يحتاج إليها الطالب في سياقات مختلفة، كما أن الطالب يضم بعض التركيبات النحوية في حواره؛ مما يعني أن هذا التدريب يمكن الطالب من ممارسة اللغة بمعظم عناصرها ومكوناتها التي تجري على لسانه؛ لكي يُنشئ عن طريقها جسورًا للتواصل مع الأفراد والجماعات. إن المعلم يستهل حواره مع الطلاب بطرح الأسئلة المتعلقة بموضوعات الكتاب، ويتلقف إجاباتهم، ثم يختار من بينهم من يعرض النص الحواري في قالب سردي يتضمن أبرز ما جاء فيه، ثم يقسم الطلاب إلى مجموعات - تتألف المجموعة من طالبين أو أكثر - للقيام بأداء علني للحوار أمام بقيتهم بشكل مسرحي، ولا يليق بالمدرس مقاطعة هذه الأنشطة بقصد التوجيه أو التصويب؛ حتى لا يرتبك أي منهم أو يستثقل القيام بتلك التدريبات، بل عليه أن يشد من أزرهم ويبعث الثقة في نفوسهم، ويكثر من عبارات الثناء والمديح، ولا يمتعض من ضعف إمكانات طائفة منهم، وقد صادفت كثيرًا من الطلاب مصابين برهبة من ممارسة مهارة التحدث، وبذلت ما في وسعي لأزيل عنهم آثار ما حسبوه مرضًا مزمنًا لا علاج له؛ فمن غير المعقول أن يتعلم الطالب لغة جديدة، ويعجز عن التواصل بها. إن أفضل طريقة لتعليم الطلاب مهارة الكلام هي أن نعرضهم لمواقف تدفعهم إلى التحدث، وهنا تبرز أهمية اختيار الموضوع الذي ستنعقد المحادثة حوله، والذي يجب أن يكون من أوسط ما يدرسه الطالب في المراحل التعليمية الأولى، فإذا اشتد عوده فتحت له الأبواب؛ لينطلق متحدثًا فيما يعن له، ففي تلك المرحلة يكون الطالب قد اكتسب القدرة على تحديد عناصر المحادثة واستدعاء المفردات والتراكيب الملائمة لها، ووضْع الجمل في سياقها الصحيح، وترتيب الأفكار التي سيتحدث عنها، والتعبير عنها في ضوء استيعابه لألفاظ اللغة ومبانيها الصرفية والنحوية. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |