|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعيش في أسرة سيئة الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال ♦ الملخص: فتاة تعيش في أسرة سيئة الأخلاق؛ والدها كان يشرب الخمر ولا يُصلي، وأمها تُدَخِّن، وتسأل: ماذا أفعل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أعيش في أسرةٍ لا أحبها، أبي كان يشرب الخمر والآن تركها، لكنه لا يصلي، وأمي تصلي ولكنها تدخن. أحاول أن أنصحَ أختي لكنها لا تسمع، وأنا أطيع والديَّ رغم سلوكهما، فأرجو أن تنصحوني في كيفية التعامُل معهم؟ الحمدُ لله أنا إنسانة أصلي وأُحب الدِّين. فأشيروا عليَّ بارك الله فيكم الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فالحمد لله الذي مَنَّ عليك بالاستقامة في ظل تلك الغربة الأسرية، وأبشري بالخير أيتها الابنة الكريمة؛ فإنَّ مِن عدل الله تعالى أن جَعَل الأجر على قدر النصب، ولا شك أن غُربتك بين أهلك الأقربين مِن أشد أنواع الابتلاء؛ ولذلك ضرَب الله تعالى بها المثل في كتابه الخالد، واستحقت الإشارة إليها فيما يكون بين المؤمنين وأهلهم كنموذج عالٍ في التجرد لله مِن كل هذه المؤثرات والمعوقات، فاقرئي قوله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 11، 12]. فها هي امرأة فرعون وغربتها بين قومها، واستعلاؤها على زينة الدنيا وطلب النجاة لنفسها، وها هو خليلُ الرحمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم ضرب الله به المثل فيما يكون بين الولد والوالد؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 41، 42] إلى آخر القصة. وضرَب الله تعالى المثَل فيما يكون بين الوالد والولد؛ فقال تعالى: ﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 42، 43]. بل قد تعُمُّ غربة المسلم جميع قومه وبني وطنه، كما كان بين خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام والمؤمنين مع قومهم: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4]. فتسلي أيتها الابنة الكريمة بهذه الأمثلة التي ضرَبَها اللهُ للأمة الإسلامية مِن سيرة عباده المؤمنين وأنبيائه الصالحين. والحاصل أيتها الابنة الفاضلة أن هذا الطريق الذي تسيرين فيه قد سبقك عليه صالحُ المؤمنين، فلا تستوحشي فكما قيل: هَذَا سَبِيلٌ لَسْتَ فِيهِ بِأَوْحَدِ واستعيني بالله تعالى واصبري، وسلي الله تعالى التوفيق والسداد والثبات، ومِن أعظم ما يعصمك مِن تلك المُنكَرات بعد الانعزال الشعوري عن تلك المعاصي، وأقصد بذلك ما عناه الإمامُ ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" (3/ 278) وهو يَصِفُهم: "هم مع الناس مُخالطون، والناسُ يَرَوْنَ ظواهرهم، وقد ستر الله حقائقهم وأحوالهم عن رؤية الخلق لها، فحالهم ملتبس على الناس لا يعرفونه، فإذا رأوا منهم ما يرون من أبناء الدنيا من الأكل والشرب واللباس، والنكاح، وطلاقة الوجه، وحسن العشرة قالوا: هؤلاء من أبناء الدنيا، وإذا رأوا ذلك الجد والهمم، والصبر والصدق، وحلاوة المعرفة والإيمان والذكر، وشاهدوا منهم أمورًا ليست من أمور أبناء الدنيا، قالوا: هؤلاء من أبناء الآخرة... فهم بين الناس بأبدانهم، وبين الرفيق الأعلى بقلوبهم". أقول: مِن أعظم ما تستعينين به على العصمة مِن أذية الأهل - دعوتهم للهداية والخير والصلاح، وابقي بين أسرتك إلى أن ييسرَ الله لك زوجًا صالحًا. وفقك الله، وسدَّد خُطاك، وألهمك رشدك، وأعاذك مِن شر نفسك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |