عصيان.. (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4509 - عددالزوار : 1299836 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117977 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3643 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-04-2021, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي عصيان.. (قصة قصيرة)

عصيان.. (قصة قصيرة)


عبير غالب ظاظا





مع بدايات مساءٍ ما، سمعت هدير الصوت الثائر يجلجل في المكان، ارتديتُ ملابس العصافير على عجل، وحملتُ عَلمَ عُمقي الصغير، دسسته في حقيبتي، ووردةَ روحي علَّقتها بدبُّوس شَعري، ثم خرجتُ من نفسي، فالتقيتُ حواسي تسير في موكب عظيم مع أرواحِ الثائرين مثلي، كنا نهتف للحب، وننشد للحرية..

مشيتُ في نهايةِ الصف مع بعض الخُطى الأنثوية الشجاعة، أثملتْنا الأناشيد، وحملتْنا الهتافات على أكُفِّها كطيورٍ تجابهُ الأقفاص.


فجأة، هاجمتنا بنادقُ الصيادين، وصار الرصاص يأتينا من كل حدب وصوب، الثائرون يركضون، وأنا معهم، أفلتَ ظلِّي حذاءَه، حافيًا يجري، والدماء تعانقُ كعبَيْه، لم أعِ إلا أنني ومن معي من إناث قد أدخَلَنا الأبطالُ ممن لم يهربوا إلى دكانٍ في الحي، وأغلقوا علينا حتى يعمَّ الشارعَ الأمانُ.


على العتم رحت أتحسَّس قدمي فقد شعرت بسخونةٍ فيها، بدأتُ أستوعبُ الصوتَ شيئًا فشيئًا، بعض البناتِ تبكينَ خوفًا، وبعضهن تتهامسن بفرح، وكأنَّ لحظة الخوف العتيدة قد زادت من إصرارهِنَّ.


انتظرنا قرابةَ الساعة، وصيحات الرصاص تصدحُ في الخارجِ، لا نعلم ما يجري، ثم جاء أحدهم وفتحَ الباب لنا، وشكَرَنا، ثم دعانا للخروج بسرعة، والعودة إلى منازلنا.


حملتُ نفسي، وعدتُ مُجرجِرةً خطايَ النازفة، باحثةً عن وردتي المسحوقة، كنت أشاهدُ جثث الظلال المرمية على الأرصفة، وأشعر بالموتِ يقهقه في كل مكان، وجدتُ الجسدَ فاتحًا لي قضبانَه، دخلتُ إليهِ، فروَّعني المشهد؛ من جاء وقلَبَ أثاثي؟!


من بعثر أشيائي؟!

من كسَّر لوحاتي؟!

وحوشُ الكبتِ يبحثون عني في خيالي، وأعصابي..
أعلنتُ العصيانَ على ذاتي، وتمردتُ.

ومنذ ذلك الحين بقيَ ظلِّي وحيدًا حافيًا، يَطوف الحواري، ويجوبُ الذاكرة؛ بلا مدينة تحتويه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]