جدولة تجارب الطفل - تخطيط تربوي واستعداد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 140 - عددالزوار : 16154 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5104 - عددالزوار : 2361120 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4691 - عددالزوار : 1658515 )           »          رسالة لمن ينادي بإزالة الواسطة بين الناس والقرآن والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حول إصلاح التعليم الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 77 - عددالزوار : 23504 )           »          احترام الرأي المخالف عند الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني.. راوٍ ماجنٌ وليس بمؤرخ مدقق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 331 )           »          خطر فتنة التكفير على الشباب وواجب البيان في زمن الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الاستقالة الصامتة في ميدان الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-04-2021, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,580
الدولة : Egypt
افتراضي جدولة تجارب الطفل - تخطيط تربوي واستعداد

جدولة تجارب الطفل - تخطيط تربوي واستعداد
مصعب الخالد الأبوعليان



يعمد الكثيرُ من الآباء الجيِّدين إلى وضع تصور مستقبلي لما سيكون عليه أبناؤهم بعد عشرين أو خمسة وعشرين عامًا، وغالبًا ما تكون المِهن والوظائف عناوينَ لمثل هذه التصورات، فترى الوالد يُلقِّبُ ابنَه بالطبيب، أو الطيَّار، أو المهندس - وهو لا يزال في السادسة - ويُحاوِلُ من خلال ذلك توجيهَ وعْيِه واهتماماته إلى ناحية معينة؛ تمامًا كما فعل المربي الفاضل الشيخ آق شمس الدين حين كان يأخذُ الأمير محمدًا الثانيَ إلى ساحل البحر؛ ليُرِيَه أسوارَ القسطنطينية، ويُحدِّثُه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل فاتحِها وجيشه؛ ليُذْكي فيه نيرانَ الطموح والتحدي، ويجعل منه (محمدًا الفاتح) المعروف في التاريخ العالمي.


تطوير:
ولا شكَّ في أن هذا منهج سديد جدًّا في التربية، إلا أن ثمةَ فرصةً رائعة لتطويره عبر الربط بين المراحل الزمنية لحياة الطفل، والتجارب التي ينبغي عليه في كل مرحلة أن يَمرَّ بها في خارطة تربوية تساعد الوالدين على القيام بمهمتهما.


هذه الخارطة يُمكِنُ إنشاؤها من خلال أسلوب جَدْولة تجارب الطفل، حيث تُقسَّم التجاربُ على الفترات الزمنية؛ وفقًا لرؤية تربوية حكيمة تراعي الفوارقَ الجنسية، والمراحل الزمنية، ونوعية التجارب ومستوياتها من حيث أثرُها على النموِّ النفسي، والعقلي، والروحي، والاجتماعي، والجسمي للطفل، وتَتَّصِلُ مراحل هذه الرؤية وصولاً إلى تنشئةِ فردٍ صالح قادر على اتخاذ القرار، يعرف نفسَه وقدراته جيدًا، ويمتلك رؤيتَه الشخصية لمستقبله.


تجارب ومحاور:
أما التجارب في سياق هذا الأسلوب فهي المواقف التي يتوجَّبُ عندها على الطفل الناشئ أن يعتمِدَ على نفسه في اتخاذ قراراته، والتصرف وفقًا للظروف، أو هي على نحوٍ أعمَّ: المواقف الجديدة، والتصرفات التي يتوجَّبُ على الطفل أن يتعرَّفَ إليها، ويعتاد القيام بها، وهي ليست - بطبيعة الحال - مواقفَ أو تصرفات ذات طابع غريزي بسيط، وإنما هي في غالبها مركَّبة وذات أبعاد ثقافية واجتماعية، ينبغي تعويد الطفل على مواجهتها بالتدرُّج، وعبر ربطها بالمنظومة القيمية.


وإلى جانب محور التجارب ومحور المراحل الزمنية هناك محورُ الفوارق الجنسيَّة، فلكلٍّ من الذكر والأنثى وضعيَّتُه الخاصة قياسًا بالآخر، ومن هنا فالتجارب التي ينبغي على كلٍّ منهما أن يستعدَّ لها مختلفة، ولا عَلاقة بين كون الطفل أكبر إخوته أو أصغرهم، وبين أسلوب جَدْولة التجارب؛ لأن لكل طفل مجالَ نموٍّ خاصًّا، وعبقرية شخصية فريدة لا ينبغي الإضرارُ بها، أو تضييقها اعتمادًا على موقعه في أسرته.

خارطة تربوية:
وتكمن أهمية هذا الأسلوب في:
1) مساعدة الوالدين على وضع تصورات مرحلية تتجاوب مع تصوراتهم العامة عن أبنائهم، وتُمكِّنُهم من معرفة الطريق التربوي الذي سيَسلُكانه وصولاً إلى النقطة المستقبليَّة التي يَرومان الوصول إليها.


2) كما أن هذا سيخفِّض - على نحوٍ ما - من المشكلات الأسرية التي تنشأ خلال السنين مع انفِتاح الطفل على تجاربَ جديدة، تَستثير حفيظةَ أحد الوالدين أو كِلَيهما، فتتسبَّبُ إما في نقاشات حادة بينهما، أو بينهما وبين أبنائهما.


3) فمن شأن اتفاق الوالدين على خطة عمل تربوية تتضمن أسلوبَ جدولة تجارب الطفل - أن يساعدَهما على اتخاذ قرارات رشيدة حِيالَ المستجدَّات، دون الوقوع تحت ضغط الطفل، أو ضغط التوترات الزوجية.


مثال تطبيقي:
سن الطفل جنسه التجارب التي يمر بها 7 سنوات ذكر / أنثى التعويد على الصلاة، الحصول على مصروف أسبوعي، التعويد على الصيام، الاستحمام وحده، يقضي الوقت مع بَني جِنسه. 10سنوات ذكر يذهب إلى المسجد مع والده، يحرص على الالتزام بمواعيد الصلاة، يلتحق بالأنشطة الاجتماعية في الحي أو المدرسة، يحضر المناسبات الاجتماعية مع والده، يقرأ الساعة، يختار ملابسه التي سيرتديها. 10 سنوات أنثى تعتاد على لُبس العباءة، تحرص على الالتزام بمواعيد الصلاة، تلتحق بالأنشطة الاجتماعية في الحي أو المدرسة، تحضر المناسبات الاجتماعية مع والدتها، تقرأ الساعة، تختار ملابسها التي سترتديها. 12 سنة ذكر يخرج إلى المسجد وحيدًا، يقضي حاجيات الأسرة، يتولَّى مسؤولية أمه وأخواته (مَحْرمٌ لهنَّ)، ينام في منزل جده، يشتري حاجياته بنفسه. 12 سنة أنثى تعتاد ارتداء الحجاب، تتولى بعض الأعمال المنزلية، تساعد في رعاية إخوتها الصغار، تشتري حاجياتها بنفسها.

كان هذا مجرد مثال، ولكل حالة ما يناسبُها، كما أن لكل أسرة وجهة نظرها، والمقصود من هذا المثال هو توضيح كيفية استخدام هذا الأسلوب؛ أسلوب جدولة تجارب الطفل.

متعلقات عملية:
بقي في سياق شرحنا لهذا الأسلوب التربوي أن نُعرِّج على بعض المسائل العملية في نقاط صغيرة وسريعة، هي:
متى ينبغي إعداد الجدول؟
الحقيقة هي أن الوقت المثالي لإعداد جدول التجارب قبلَ مولد الطفل؛ لأن ذلك سيَضبِط إيقاع العملية التربوية - بحول الله تعالى - منذ نعومة أظفاره، لكن إذا كان بعض الوقت قد فات فلا بأس من تدارُك المستقبل بإعداد الجدول من هذه اللحظة، بالتعاون مع شريك الحياة، وباستشارة أولي الخبرة التربوية.

تحول الوالديَّة إلى الرقابة والتوجيه:
ويَنبغي على الوالدين أن يستحضرا هذا الأمر أثناء إعدادهما لجدول تجارب الطفل، وأثناء تطبيقهما لبنود الخارطة التربوية (الخارطة هي الجدول في وضع التَّنفيذ)؛ فكل مرحلة زمنية تأتي ينبغي أن تكون سُلطتُهما فيها على الناشئ أقلَّ مِن سابقتها، وهذا من طبيعة الأشياء، وسيكون دَورهما أكثرَ فاعليَّة من خلال الانتقال إلى الرقابة والتوجيه، وتقييم التقدُّم، وتصحيح الأخطاء والدعم.


التدرج مطلوب دائمًا:
وخاصة عند اقتراب الطفل من دخول مرحلة زمنية جديدة؛ حيث يسعى الوالدان إلى إعداد طفلهما للمرحلة المُقبلة بشكل متدرج وحكيم؛ حتى لا يُفاجأ الناشئ بالتغيير؛ فيَعجز عن استيعاب دروسه، ولا شكَّ أن التدرج وصيةُ كل مربٍّ حكيم.


أخيرًا: ينبغي على كل زوجين أن يتذكَّرا جيدًا أنَّ كونهما والدَين جيدَين يعني في المقام الأول نجاحَهما في توفير بيئة صالحة لتنشئة فردٍ صالح جديد، ومن مقتَضَيات ذلك أن يكون كلٌّ منهما قدوةً صالحة لهذا الطفل الذي يتعرَّف إلى الحياة من خلالهما أولًا وقبل غيرهما، وهذه هي الإستراتيجية الأساسية للوالدية الإيجابية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]