رؤية.. (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127119 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي رؤية.. (قصة قصيرة)

رؤية.. (قصة قصيرة)


محمد حسن جباري


ممرُّ الرواق لم يعد واسعًا كالمعتاد.. جسد أمِّه صار في حجم حبَّة الحمّص.. أمَّا أخوه الأصغر ففي حجم الذرَّة!

كلُّ شيء.. الأبواب، النوافذ، الأثاث، الملاعق والسكاكين.. كلُّ شيء تضاءل أضعاف المرَّات.

قرَص نفسَه مرارًا.. كان يُحسُّ بألَم القرصة حقًّا!

ما السرُّ في ذلك؟
أيمكِن أن يكون جَسده تضخَّم إلى هذه الدَّرجة؟!
ربما العكس؟!

على كلِّ حال.. لا يُهمُّ، ما دام هو الأَضخمَ.. سروره بهذا الجسَد العملاق لا يقدَّر.

ابتسامة من الزهو بنفسه، كانت تندُّ عن شفتَيه مرَّة بعد أخرى.

سينتقم من غريمه (...) الذي ذَاق منه الويلات.. سيَرفعه من قَدمه كالحشرة الحقِيرة، ثمَّ يطوِّح به بعيدًا بعيدًا.

لن يرضخ لأوامر جارهم (الحاج محمود) الذي لا يكفُّ عن تعقُّب مشاغباته، التي غالبًا ما كان يثير زوابعَها في الحي.

كان يُحِسُّ أنَّ أرضيَّة المنزل تهتزُّ تحت وَقع قدميه الماردتين، قَهقهة مدوِّية تتفجَّر من حنجرته، وهو يَنظر إلى الهرَّة التي انكمشَت على نفسها، ولزمَت إحدى زوايا البَهْو.

سمعَت الأمُّ خشخشةَ الأواني في المطبخ، وهي تتهاوى على الأرض.. كانَت (نظَّارة) ابنها الأكبر من بين الحطام... أمَّا هو فقد دخل الغرفةَ، وأغلق على نفسه الباب.

افتح الباب يا بني.. (الأب وهو يقرع الباب).

فتح الباب عن "زيق" ضيق.. ويا لَهول المفاجأة!

أنف والده صار في حجم المدخنة، أمَّا شاربه الكثُّ فكان يتمدَّد فوق شفته كالسفينة! جسده تضخَّم أضعاف أضعاف المرَّات!
أمَّه، أخوه الأصغر، أخوه الأكبر.. كل شيء تعَملق حجمه جدًّا، حتى القطةُ.. صارت في حَجم الثور!

والذي زاد من شدَّة رعبه.. اسودَاد وجوههم، كانت متفحِّمة.. بل الدنيا كلها أمسَت سوداء مظلِمة، حتى الشمس.. لم يَبق من ضَوئها سوى بصيص واهِن.

انشقَّت حنجرتُه عن صيحة فزع مدويّة، تصبَّب العرَق من جسده، وغمرَته نَوبة من الهيستيريا.
وحوش، وحوش.. أريد أبي، أبي!
أنا أبوك يا بني..
أنتَ وَحش، وحش!

ابتسم الوالِد في هدوء، رفع النظارةَ التي غمرَت وجه ولده الصغيرَ، ثمَّ قال:

هذه هي السبب!
وحش، وحش.. أبي، أبي!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]