|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من ثمرات السلامة الصدر ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن سلامة الصدر من الخصال الحميدة المأمور بها شرعًا، ونعني بها: سلامته من أمراض الحقد والحسد والكراهية والبغضاء، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: « كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ» ، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» [1]. وقد وصف الله تعالى أهل الجنة، فقال: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [الأعراف: 43]؛ أي وأذهبنا ما في قلوبهم من حقد وضغن، مما يكون عادة بين أهل الدنيا؛ لأن ذلك ينغص على أهل الجنة نعيمهم[2]. أحبتي في الله، إن سلامة الصدر من ثمراتها بناء مجتمع متماسك، تسود فيه الألفة والمحبة والإخاء والتعاون والتكافل، فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [3]. وسلامة الصدر من ثمراتها أيضًا أنها تزكي الأعمال، وتكون سببًا في قبولها، ففي الحديث عَنْأَبِي هُرَيْرَةَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» [4]. أحبتي في الله، إن شهر مضان، هو شهر المحبة والتآخي، وشهر الصلح والتأليف بين القلوب، فعنْأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» [5]. ومن هنا حثَّت الشريعة على الصلح والإصلاح بين المتخاصمين، فقد قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1][6]، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن السعي في الإصلاح بين المتخاصمين تجارة رابحة، وقربة عظيمة، فعَنْأنَسٍأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي أَيُّوبَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى تِجَارَةٍ» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «صِلْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَقَرِّبْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا» [7]. فاللهم طهِّر قلوبنا، وجمِّلها بالعفو والصفح والإحسان ياذا الجلال والإكرام، والحمد لله رب العالمين. [1] سنن ابن ماجه، باب الورع والتقوى. [2] تفسير المراغي، ج3، ص153. [3] صحيح مسلم، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم. [4] صحيح مسلم » كتاب البر والصلة والآداب،باب النهي عن الشحناء والتهاجر. [5] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب،باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي. [6] سنن الترمذي،كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم:2510. [7] كشف الأستار، كِتَابُ الأَدَبِ،بَابُ الإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وحسَّنه الألباني لغيره. منقول
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |