|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أسس الأخلاق في الإسلام هند بنت مصطفى شريفي للأخلاق في الإسلام أسس وقواعد[1] يعتمد عليها بناء المسلم وتكوينه الأخلاقي، ومن الأسس التي يمكن أن نستنبطها من أحداث غزوة الفتح ما يلي: 1-أن الأخلاق الإسلامية تتلاءم مع الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها[2]: فالأخلاق تنقسم إلى قسمين: أ- أخلاق فطرية، تظهر في الإنسان من أول حياته وبداية نشأته، كما قال صلى الله عليه وسلم ![]() ب- أخلاق مكتسبة من البيئة الطبيعية أو الاجتماعية أو توالي الخبرات والتجارب. ولاكتساب خُلق ما لابد من وجود هذا الاستعداد الفطري لاكتسابه، وهذا يتفاوت من إنسان لآخر، فالناس كما تفاوت حظوظهم من الذكاء الفطري والصفات الجسدية، فكذلك تتفاوت طبائعهم الخلقية. ومما يدل على وجود الفروق في الهبات الفطرية الخلقية: قوله صلى الله عليه وسلم ![]() وكان هذا حال صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أسلم من كبارهم وكرامهم يوم الفتح، كأبي سفيان وحكيم بن حزام والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين،-وكانوا جميعا من المعروفين بالفضل والصدق في البذل والتضحية كما أُثر عنهم في سيرهم-،كان لهم في الإسلام مكانة عالية وتحولت عداوتهم للأسلام وكراهيتهم له إلى جهاد ونصرة للحق وتضحية في سبيل الله تعالى. ومن شواهد موافقة الأخلاق الإسلامية للفطرة، ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء، فقد روت أن فاطمة بنت عتبة [6]رضي الله عنها جاءت ( تبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ عليها أن ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ﴾ [7] قالت: فوضعت يدها على رأسها حياء، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى منها)[8]. وكذلك استنكرت ذلك هند بنت عتبة رضي الله عنها ذلك واستهجنت أن يقع من أصحاب النفوس العفيفة، وقالت: (وهل تزني الحرة)[9]، فقد كانت الفطرة العربية السليمة النقية تصون الأعراض وتحافظ على الحرمات والمقدسات، وتستنكر وترفض خدشها والمساس بها. والحاسة الأخلاقية كالحواس الأخرى المغروسة في الطبيعة البشرية، يستحسن الإنسان بواسطتها بعض الأفعال، ويستقبح البعض الآخر، وهذا مما يميز الإنسان عن الحيوان[10]. وهذه الحاسة عميقة وراسخة في فطرة الإنسان، ولم يغفلها الإسلام بل عمل على تنظيمها، وتوجيهها، ووضع المقاييس والمعايير الثابتة لها، فلا تميل وتتبع الهوى والمصالح الشخصية، إنما ترجع إلى معايير مطردة، بعيدة عن التأثر بالأهواء، وهي الموازين الإسلامية التي جاءت لتنمية الفاضل من هذه الأخلاق، ولتوجيه وتعديل المنحرف منها. وفطرية الأخلاق دليل على إمكانية تقويمها وتهذيبها لتكون أخلاقا فاضلة حميدة، ولكن يشترط لذلك سلامة هذه الفطرة وصحتها، فالفطرة قد تفسد أحيان-أو غالبا-إذا تعاقبت عليها عوامل الفساد، فلا تتقبل الأخلاق الفاضلة، بل قد تنكرها[11]،كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( والفعل إذا صادف محلا قابلا تم، وإلا لم يتم، والعلم بالمحبوب يورث طلبه، والعلم بالمكروه يورث تركه...وهذا كله إنما يحصل مع صحة الفطرة وسلامتها، وأما مع فسادها فقد يحس الإنسان باللذيذ فلا يجد له لذة بل يؤلمه، وكذلك يلتذ بالمؤلم لفساد الفطرة)[12]. 2-ارتباط الأخلاق بالعقيدة والشريعة الإسلامية: أحاط الإسلام الفرد في المجتمع الإسلامي بسياج من الأخلاق، ويمتد هذا السياج ليشمل سائر شئون الحياة الدينية والدنيوية، فيشمل بذلك أمور الدين كلها ليحقق ترابطا قويا بين الخلاق والعقيدة وبينها وبين الشريعة. أما ارتباط الأخلاق بالعقيدة فهو من جانبين: الجانب الأول: أن الإيمان بالله تعالى دافع إلى الالتزام بالأخلاق المرضية عنده تعالى، ويتجلى ذلك في حرص الإسلام على وجود وازع إيماني أخلاقي في داخل نفس المؤمن، لتزكية هذه النفس وإبقائها دائما في حالة من الطهر والتسامي، كما قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [13]. بل إن الالتزام بالأخلاق الفاضلة هو من معايير صدق الإيمان، وهو البر الذي قال عنه تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ﴾ [14]. فالعقيدة الإسلامية هي الأساس الأول لإقامة صرح الأخلاق، فمنها ينبع الخلق[15]، وهي الحارس القائم في الضمير على أمانة تنفيذ أوامر الله، وهي الحافز النفسي على الطاعة والاستقامة على الفضائل التي أمر بها الشرع، والابتعاد عن الرذائل التي حذر منها ونهى عنها[16]. ومن الممكن أن يسمى هذا الوازع (الضمير الأخلاقي)، وربط التربية الأخلاقية بالإيمان بالله، أساس لنمو هذا الضمير، الذي يهدف إلى كسب رضى الله تعالى عن طريق التزامه بالفضائل الأخلاقية، والدين الإسلامي لم يكتفِ بأن يلزم هذا الضمير الأخلاقي بالفضائل فحسب، بل أنه بعد أن يغذيه وينوره يعتمد عليه من جديد لدعم سلطانه الخاص[17]، ليحقق تقوى الله والإخلاص له تعالى في نفوس المؤمنين، فإذا لم يتوفر الإخلاص لله في القلب، لم تثمر الطاعات الظاهرة أي قرب له تعالى، وإذا لم تتهذب النفس بالأخلاق الفاضلة، لم يغنها أي غناء ما قد تلبسه على مرأى الناس من ثوب الصلاح والتقوى[18]. إضافة إلى ذلك فإن الإيمان بعلم الله تعالى، وإطلاعه على كل شئون العبد، يقيم داخل نفسه حسيبا، يراقب كل عمل لا تبصره عين الناس أو تطاله يد الحكم، وذلك يحدث داخل النفس المؤمنة رهبة من اقتراف الأخلاق الفاحشة الذميمة، أقوى من رهبته الحكام أو الناس. الجانب الثاني: ومن الممكن اعتباره نتيجة للجانب الأول، فإذا كان الإيمان بالله هو الدافع للسلوك القويم والأخلاق الحميدة، فإن لهذه الأخلاق أثرا يتناسب مع الإيمان تناسبا طرديا، فإذا التزم المسلم بأمهات الفضائل التي أمر بها الإسلام، وأتى بها مخلصا، فإنه يبلغ من الإيمان منزلة عالية، وكلما ارتقت وحسنت أخلاقه، بلغ درجة أعلى كما قال صلى الله عليه وسلم ![]() فهناك تلازم بين الإيمان وحسن الخلق، فكلما كان العبد أحسن خلقا، كان أكمل إيمانا، وكلما أحسن للناس بالبشاشة وطلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى، كان أفضل عند ربه[20]، وكان له من المكانة والقرب من رسوله صلى الله عليه وسلم ما ليس لغيره كما قال ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |