|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() امتنع عن الإجابة خوفا!! أ. حنافي جواد رويت عن "حدونعمار" فيما يرويه عن السيدِ الواقِعِ؛ قال: أغلبُ الناس في الطريقِ غير المستقيم، فقد طغى الافتخارُ على جلِّهم، والافتخار درجات؛ وأشرُّها ما يسكنُ الضَّحْضاح. أبتعدُ عن النَّاسِ قدرَ المستطاع، أخالطُ أقل ما يمكن، أفضِّلُ الاعتزالَ وأطلب الإفادةَ من أهلِها، جلُّ النَّاسِ مرضى بين أيديهم الدواء، لكن لا يستعملونه، والدواء كثير، فلا تبالغ، ولا يؤخذ الدواءُ إلا من متخصِّصٍ. أهمل النَّاسُ الدواءَ الحقيقي واتبعوا الشهوات، لهذا اعتزلتُ الناس. الحياة كما أرى؛ أن تسلكَ طريقَ الله من خلالِ منهج الكتاب والسنة، والاقتصادُ في السنةِ أفضلُ من الاجتهادِ في البدعة، والمطلوب الرِّضا بما قسم لك الله. لا تهتم بالمظاهرِ والأشكال، اقنع بما قسم لك الله من اليسير، فازهدِ الزُّهدَ المعتدل. مسألة الرفقة أساسية، ويجبُ أن تكونَ صالحة، أمَّا أهلُ المنكراتِ فادع لهم، ولا تسايرْهم ولا تحقدْ عليهم. وسعادة الحقيقةِ غير مرتبطة بالمال، عاملِ النَّاسَ على حدٍّ سواء، وأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه. الأغلبيةُ الساحقة ترفضُ الفقيرَ والمسكين، لماذا؟! لأنَّه فقير وليست له وجاهة في المجتمعِ والنَّاس، وقد يحترمُ رغم فقرِه لشراسته. الغنيُّ محبوب حبًّا مصلحيًّا كاذبًا، إنهم يتقرَّبون منهُ نظرًا إلى المصالحِ التي يمكن أن ينفذَها لهم، داخل حصن القانون أو خارجه. وقد يتقرَّبونَ منه لأجلِ غناه فقط، وإن كانت لا تُرجى مساعدته، لكن عند التحقيقِ نجدُ أنَّ هناك مصالحَ خفية، قد يُصافحُ ذو الوجاهة أو يبتسم له خوفًا منه أو لقضاءِ مصالح معينة، ليس محبة حقيقية، وهذا لا ينسحبُ على كلِّ النَّاس، بل أغلبهم. يُقبّل أبناءُ الأغنياءِ وذوو الوجاهةِ والسلطة، وكذا أبناءُ الفقراء الشرسون الأقوياء تقربًا من أولئك، وخوفًا من هؤلاء اتقاء لشرهم، أمَّا أبناء الفقراء المحتاجون فلا يُنظر إليهم، وإذا نُظِرَ إليهم فنظرة المهملِ غير المهتم. وهذه المسألة يشتركُ فيها المغاربةُ قاطبة، بغضِّ الطرف عن درجةِ تدينهم، لكن هناك ثلة قليلة جدًّا، استطاعت أن تقبِّل لله وتبتسمَ لله وتقتربَ لله وتنفر لله وتصافح لله، إنهم قلةٌ قليلة؛ لأنَّ الغالبيةَ الساحقة لم تستعملِ الدواء. أمَّا حالُ الأقاربِ في زمننا فلا يخرج عمَّا ذكرناه سلفًا؛ إذ طغتِ النظرةُ المصلحية والسلطوية على الأقاربِ وذوي الرَّحم والجيران والناس كافَّة، والاستثناء لا بدَّ منه. هذه الحقائقُ لا تخفى على النَّاس؛ على أكثرِهم، إنَّما المشكلُ مشكل التطبيق، أمَّا لماذا يغيبُ التطبيق؟ فلغيابِ الإخلاصِ لله والاتباع. لا يتميزُ فيما ذكرنا حاملو الشهاداتِ والمتمدرسون عن غيرِهم من الأميِّين الذين يجهلون كتابةَ اسمِهم. سألته عن موضوعِ الخيانة وأكلِ أموال الناس بالباطل، فامتنع عن الإجابة، فسألتُه فقال: ليست لي خبرة في الموضوع، وتبيَّنَ لي أنه امتنعَ خوفًا! ذرفت عيناي من وطْءِ الحقيقةِ العلقمية، التي ما كدت أستسيغها، كفكفتُ ما طقتُ من دموعي، وانهطل وابلٌ منها لم أطق حبسَها، يخط عابرًا أنفي وشاربي وفمي وذقني إلى أن بلغَ نحري وعبر صدري، فانسلَّ إلى أعماقي حيث درر الصَّدرِ ومجمع الحب، فانبعثت سيالة سيالة من البؤرةِ إلى مراكزِ التحكم، فانطرح عليَّ وقتئذ سؤالٌ حرج محير بلفظ خشن، بهِ ما يكفي من الجفاء؛ قال القائل: هل أنت يا ذا منهم؟ هل من سلالتِك مَن هو منهم؟ فأجبتُ مرتبكًا متلعثمًا: لا يا سيدي، لستُ منهم، ولا أفكر أن أكون، أنا متواضعٌ لين في يدِ إخواني؛ أخفضُ جناحي لهم خفضَ الطَّيرِ جناحيه لأبنائه وفراخه، لا يا سيدي لستُ منهم، فقال: سمعتُ عنك كذا وكذا وكذا، وأغلبهم يعرفُ ذلك، لماذا تكذب؟ فأجبتُ لا يا سيدي، لا أكذب، وما ذاك من شيمي، فجرَّني من تلابيبِ ثيابي جرًّا عنيفًا اهتزت معها فرائصي[1]، فألقيت بقلمي وانطلقتُ معه إلى حيثما لا أدري. [1]- والفَرِيصةُ: اللحمُ الذي بين الكتف والصدر.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |