يا ليتني بكيت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121728 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2020, 10:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي يا ليتني بكيت

يا ليتني بكيت


د. خالد راتب







يتقلَّب الإنسان بين فرح وحزن، وضيق وسَعَةٍ، تفرحه الأيام ساعةً، وتُبْكيه ساعات، يغتني لحظة ويفتقر دهورًا، ساعة وساعة، بل ساعة وساعات.













أمواج وأمواج تقلب القلوب، وتَصْرف الأبصار، وتضعف الأبدان، والقلب يعتصر كمدًا؛ كي تسعفه العينُ بقطرات الدُّموع التي تُطْفئ نار الكمد والحزن فيه، ينتظر، وينتظر، ويطول الانتظار، ولكن العين جمدتْ فيها الدُّموع وتحجَّرت، فانتظرت هي أيضًا مَن يُليِّن لَها ماءها؛ كي تبكي وتبكي بكاء لا انقطاع له، هذه المرَّة تحتاج أن تبكي، ولكن ما عادت تعرف لماذا تبكي؟!







أتبكي من خيانة الخائنين؟!







أتبكي على الحبِّ الصافي الذي رحل عنَّا في سفر طويل؟!







أتبكي على قسوة الأخِ على أخيه، وكأنَّه عدوٌّ مبين؟!







أتبكي على من يبيع دينه بِدُنيا فانية؟!







أتبكي على مُخالفة قولٍ لعمل لا يَلْقى تطبيقًا إلى يوم الدِّين؟!







أتبكي على أُمَّة نائمة تغطُّ في نومها، كأنها في قبورها تنتظر حسابَها؟!







على ماذا تبكي؟! ولماذا تبكي؟!







أتبكي لمجرَّد البكاء؟ أم تبكي لتطفئ النار الحامية؟!







ابْكِي يا عينُ ابكي، وأكثِري من البكاء، أم أصبحتِ أنت الأخرى قاسية! ابْكي ابكي هطلاً؛ كي نُطْفئ أحقادًا وأضغانًا في القلب كالجبال الراسية.







ابكي كي تَقْتلعي من القلب النِّفاق المتأصِّل.







ابكي لا تقطعي البكاء؛ فما زالت القلوب قاسية!







ابكي؛ فإنَّ الجبال تشقَّقَت وأخرجت مياهًا صافية، وأنتِ ما زلتِ في جُمودك قاسية، فلماذا منَعْتِ البكاء حتى تصيري صافية؟!







أقول لك: لماذا لا تبكين، فهل أنت عن نفسك راضية؟! أم أنك ضَمِنت الجنَّة، وأصبحْتِ في مستقرِّها باقية؟!







ابكي أو لا تبكي، فما عاد ينفع البكاء؛ فالأمَّة لا تحتاج إلى دموعك النائمة، بل تحتاج إلى طاقة تقوِّي القلب الضعيف بين أضْلُع واهية، تحتاج إلى طاقة تفكُّ الأسر والقيود عن جوارح خلف القضبان باقية.







دعْكِ من البكاء، كفى نُواحًا، ما عاد يجدي البكاء من أناس زَهِدوا في آخرة باقية، وعضُّوا على دنيا فانية!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]