شرح حديث أنس: إنكم تعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2020, 07:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أنس: إنكم تعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر

شرح حديث أنس: إنكم تعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عن أنسٍ - رضي اللهُ عنه - قال: «إنَّكمْ لتَعْملونَ أعْمالًا هِي أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كنّا نَعُدُّهَا علَي عَهْدِ رسولِ اللهِ صلَّي اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الموبِقات». رواه البخاري؛ وقال: «الموبِقات»: المُهْلِكاتُ.

قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:
أنسُ بن مالكٍ رضي الله عنه من المُعمرين، فبقي بعد النبي صلي الله عليه وسلم حوالي تسعين سنة. فتغيَّرتِ الأمورُ في عهدِه رضي الله عنه واختلفتْ أحوال الناس، وصاروا يتهاونون في بعض الأمورِ العظيمة في عهد الصحابة رضي الله عنهم؛ مثل صلاةِ الجماعة، فقد كان الصحابةُ رضي الله عنهم لا يتَخلَّفُ أحد عنها إلَّا منافقٌ أو مريضٌ معذور، ولكنَّ الناس تهاونوا بها ولم يكونوا على ما كان عليه الصحابةُ رضي الله عنهم في عهدِ النبي صلي الله عليه وسلم. بل إنَّ الناس في عهدنا صاروا يتهاونون بالصلاة نفسِها لا بصلاة الجماعةِ فقط، فلا يُصلُّون، أو يُصلُّون ويتركون، أو يؤخِّرون الصلاة عن وقتها، كلُّ هذه أعمال يسيرة عند بعض الناس، لكنَّها في عهد النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم كانت تُعَدُّ من الموبِقات.

وكذلك أيضًا الغشُّ في عهد النبي عليه الصلاة والسلام قال: «مَنْ غَشَّ فليْسَ منِّي». لكنِ انظرْ إلى النّاس اليوم تجدْ أنَّ الغِشَّ عندهم أهونُ من كثيرٍ من الأشياء، بل إنَّ بعضَهم - والعياذ بالله - يعُدُّ الغشَّ من الشطارة في البيع والشراءِ والعقود، ويرى أنَّ هذا من باب الحِذْق والذَّكاءِ والدَّهاء نسألُ الله العافية - مع أنَّ النبي صلي الله عليه وسلم تَبَرَّأ من الإنسان الذي يغشُّ النّاس.

ومِنْ ذلك الكذب: والكذبُ من الأشياءِ العظيمةِ في عهد الصحابة - رضي الله عنهم - فيرونَه من الموبقات، لكنَّ كثيرًا من الناس يعدُّه أمرًا هيِّنًا، فتجدُه يكذبُ ولا يُبالي بالكذبِ، مع أنَّ النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لا يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا».


وربَّما يكذبُ في أمورٍ أخطرَ فيجْحدَ ما يجبُ عليه للناس، أو يدَّعي ما ليس له ويحاكمهم عند القاضي ويحلفُ على ذلك، فيكون - والعياذُ بالله - ممن يلقي اللهَ وهو عليه غضبان.

إلى غير ذلك من المسائلِ الكثيرة التي يَعدُّها الصحابةُ من المهْلكاتِ، ولكنَّ النّاس اختلفوا فصارتْ في أعينهم أدَقَّ مِنَ الشَّعْرِ، وذلك لأنه كلما قوي الإيمان عَظُمتِ المعصيةُ عند الإنسان، وكلَّما ضعف الإيمان خَفَّتِ المعصية في قلب الإنسانِ ورآها أمرًا هيِّنًا، يتهاون ويتكاسلُ عن الواجبِ ولا يبالي، لأنَّه ضعيف الإيمان.


المصدر: «شرح رياض الصالحين»





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]