الحظ عدو الجميلات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14756 - عددالزوار : 1085280 )           »          النهي عن حصر أسماء الله تعالى وصفاته بعددٍ معين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سورة الإخلاص وعلاقتها بالتوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الهداية من أدلة إثبات وجود الخالق جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ثمرات قوة الإيمان بقوله سبحانه (والله على كل شيء قدير) والأسباب الجالبة له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التسبيح غراس الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          استجابة الله تعالى لأدعية النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كثرة طرق الخير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          100 فائدة من كتاب الداء والدواء لابن القيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من درر العلامة ابن القيم عن الأغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-06-2019, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,339
الدولة : Egypt
افتراضي الحظ عدو الجميلات

الحظ عدو الجميلات

عبير النحاس


كنت أحمل بيدي لفافة هديتي الوردية , و أحمل في جوانحي لهفة لرؤية تلك القادمة توا من عالم المجهول , لم تتأخر سارة عن الحضور إلى غرفة الضيوف و هي تحمل المولودة الجديدة لتباركها الحاضرات و تنالها دعواتهن اللطيفة , تناقلتها الأيدي , و غمرتها القبلات , و كانت ألسنتنا تردد عبارة "ما شاء الله لا قوة إلا بالله " لتحمي الطفلة ذات الملامح الرائعة من لسعات العيون الحاسدة , كنا سعيدات بها و بجمالها قبل أن تقطع علينا سها سرورنا بكلمتها الحزينة :
" رزقها الله حظا طيبا "
ساد الوجوم جميع الوجوه , و عادت للذاكرة قصة سها , كانت تتمتع بأحلى وجه و أجمل قوام على الإطلاق , و لم تكن لتتخيلها إلا صورة على غلاف مجلة أو ملكة من ملكات الجمال , و كان ذلك التناغم بين عينيها الواسعتين و ملامحها الأخرى الدقيقة رائعا و غريبا في آن معا , و كان أصلها العريق و تعليمها العالي يضفيان عليها نوعا من هيبة و أنفة , و قد حفظت ما وهبها الله من جمال في حجاب جد أنيق يشبه تماما أناقة خلقتها و براعة محياها , لم تشفع لها كل تلك الميزات و لا قصة الحب الساحرة التي عاشتها مع زوجها قبل الزواج و في بداياته في استمرار العلاقة بينهما , و لم يستطع طفلهما الجميل أن يكون عقدة الربط بين القلبين , فكان أن طلقها زوجها و هاجر نحو بلاد الرومان , و لحق به ابنه الوحيد , و بقيت سها وحيدة في منزلها الكبير الجميل الذي ورثته من والدها , و قد ملأته بالغريب النادر من الأثاث و التحف, و لم يستطع هو أن يملئ في قلبها أي متسع فقد كان الحزن قد سيطر على المكان بقوة و ثبات , و قد تزوجت سها مرة ثانية بعد أن يئست من عودة الزوج المهاجر , و لم يستمر الزواج إلا لبضع شهور و قد اكتشفت في زوجها الجديد ما لم تحتمله من خصال , و كانت عبارتها التي ترددها دائما "زوجي تغير فهل تغير حظي ؟ .." , و تجلدت طويلا , و لكن الحزن القابع خلف قناع ابتسامتها بدأ يظهر للملأ أنواعا من العلل تصيبها بين الحين و الحين .
وصدقت صور الجميلات المطلقات نظرية سها , فقد كن أمامي كزهرات رائعات أذبلهن الهم , و قد بات من المعروف أن الحظ يصطف إلى جانب الفتاة التي فارق الحسن محياها , و يجانب تلك التي رزقها الله جمالا و سحرا بل و يوقعها بين براثن رجل سيئ الطباع أو صعب المراس .
و إن كان هذا الحال ليس هو السائد دوما , ولكن شعورا ما كان يعيش فينا بأن السعادة يجب أن ترافق الحسن في بيت الزوجية , و لكنَّ ما رأيته و أراه لا يقيده قانون , فالسعادة لم تكن تنظر للجمال أو للعلم أو للمال , و حالات الطلاق كانت تحتوي على جميع الأصناف من البشر , و سألت سؤالي لصديقاتي :
لم قد يزهد الرجل في الزوجة الجميلة ويذيقها ألوانا من الأسى , و هي التي كانت حلم الطفولة والصبا و ربما حلم الجميع على الإطلاق ؟
و كان الجواب كالتالي :

بتنا لا نهتم لرؤية فتياتنا و قد نقص حظهن من الجمال ... فأساليب التجميل باتت كثيرة و غدا العالم لا يعرف امرأة قبيحة بل هي من لا تعرف كيف تبدو حسناء .

قد تفرط الزوجة الجميلة في ثقتها بنفسها فتترك زينتها و اهتمامها بجمال ما تلبس وتفقد اهتمامها بعطرها و شعرها و نظافتها الشخصية , و هذا كفيل بسلبها كل أنواع الجاذبيَّة التي وهبها الله تعالى إياها , في حين تجد من كان رزقها من الحسن متواضعا تجهد و تعتني بنفسها فتبارز الحسناوات بما تصنعه .

ربما كان كل حظ الجميلات هو الجمال فقط , و قد يظن البعض أن هذا يكفي , و في الحقيقة هو الخطوة الأولى للدخول إلى القلوب , ثم يأتي بعدها الخلق الحسن و العقل النيِّر و ربما كانت الحسناء تفتقد هذه الأخيرة .


ترى الجميلة اهتماما من العيون بها دون غيرها و يتوثق هذا الشعور لديها مع ما يفتحه لها جمالها من أبواب القلوب المغلقة و لكنها تنسى أنه يفتحها لمرة واحدة فقط و العشرة تحتاج غيره من المفاتيح ( كالحنان و الهمة و التواضع و التضحية ) .

تعرف من تواضع الحسن في محياها أن رأسمالها يسيرفتسعى لزيادته بمهارات و قدرات تتمثل في فنون العمل المنزلي و في اهتمامها بأولادها و في عنايتها بزوجها و تقديرها له , و ربما تعتمد الحسناء على جمالها فتفشل في السباق, و الحياة الواقعية تحتاج تدريبا و عملا و همة و تميزا .


فهل نفرح بالجمال بعد ما أخبرنا الحرف , و هل نحزن لغيابه ؟؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.23 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]