حديث للنساء عن النساء .

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة والأخوات الطيبون الكرام .

منذ مدة طويلة وأنا أود كتابة هذا الموضوع , وفي كل مرة أأجله . وأخيرا شجعتني على كتابته الأخت (سفيرة الأحزان ) على ما أظن

والتي كتبت فقالت : {نخطئ نحن النساء عندما نعتقد أن للرجل قلبا واحدا}
ومعناه أن الرجل له قلوب كثيرة وأنه بإمكانه أن يحب كل من يلتقي بها وربما يمشي معها أو يقيم معها علاقة في السر أو العلن .

وأنا فضلا عن كوني رجلا فلدي خبرة واسعة في هذا المجال , فبحكم عملي وأيضا بحكم وصفي (زارع المحبة) بين قلوب الأزواج والزوجات
فإني التقي بالكثير من الأزواج والزوجات ممن يعانون مشاكل وأحزان كالتي ذكرتها سفيرة الأحزان , والتي أفضل أن أسميها سفيرة الأفراح وأتمنى أن تكون كذلك في القريب العاجل إن شاء الله .

في الحقيقة تخطئ المرأة خطأ خطيرا عندما تعتقد أن زوجها له أكثر من قلب , وتخطئ خطأ آخر أخطر منه عندما تعتقد أنه ليس له قلب.
ولكن مع الأسف الغالبية الساحقة من النساء هذا هو اعتقادهن وهذا ما كتبته إحدى الأخوات قبل أيام في هذا الملتقى حيث قالت المرأة تستخدم نصف دماغها الأيسر المتخصص في العواطف والمشاعر
والنواحي الفنية والجمالية , كما قالت هي بالنص :فالمرأة مجالها العاطفة، الخيال ، الإبداع، التناسق، الألحان، الذوق.. .
أما الرجل فيستخدم نصف دماغه الأيمن المتخصص في كل أمر جاف وفعل غليظ , أو كما قالت هي بالنص : الأرقام , التخطيط , الترتيب ، القرارات , التحليل , أوامر, نواهي .. .
وأقـَرها ووافقها على هذا الكلام الجميع وكأنه أمر مسلـّم به.
فلا يا أخواتي النساء , لا تظلموا الرجال !
فمن الظلم البيّــن القول أن الرجل له أكثر من قلب ومن الظلم الشديد القول إنه ليس له قلب .
فالرجل له قلب وقلب واحد فقط .
لكنه أحيانا يبتلى بمن يكسِـر هذا القلب ويحطـِّمه !
لقد قلتُ في موضوع سابق إنه في كثير من الأحيان المرأة تدفع زوجها إلي أن يهجرها ويبتعد عنها بل وإلى أن يتزوج عنها وذلك بسوء معاملتها وإهمالها .
أخبروني عما ذا يبحث الرجل من خلال الزواج ؟
بالتأكيد هو يبحث عن السعادة والاستقرار والمودة والرحمة والمحبة....
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }
فإذا لم يجد الرجل هذه السعادة أو هذه المودة في مكان ما, فإنه بالتأكيد سيبحث عنها في مكان آخر , هكذا يقول قانون الفِــطرة الإلهي .
لذلك أجزم أنه من المستحيل أن يكون الرجل سعيدا في بيته مع زوجته وأولاده ثم يتخلى عنهم وينشئ عشا آخر.
فمن فعل ذلك أي هجر بيته (ماديا أو معنويا ) فلسان حاله يقول: {مكره أخوك لا بطل}
لذلك من المهم جدا لاستمرار واستقرار الحياة الزوجية أن يعرف كل طرف رغبات الطرف الثاني ويحاول توفيرها . وليس بالضرورة أن كل ما تحبه أنت أو تريده وترغب فيه يحبه غيرك أيضا ويرغب فيه.
وتأكدي أيتها الزوجة أنك مهما كنت تعيسة أو حزينة أو شقية في حياتك الزوجية فأن زوجك أشد منك تعاسة وحزنا وشقاء !
وتأكد أيها الزوج أنك مهما كنت تعيسا أو حزينا فإن زوجتك أشد منك تعاسة وأكثر حزنا ...........
قال الله عز وجل عن الأزواج والزوجات :{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}
فهل يمكن أن تــشعر بالدفء ولباسك الداخلي بارد ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
لن تشعر بالدفء حتى يدفأ هو أولا.
أعني أن الزوجة لن تشعر بالسعادة حتى يَسعد زوجها أولاً
وأن الزوج لن يذوق طعم السعادة ولن يجد رائحتها حتى تكون الزوجة قد وجدتها .
ولا تنسوا :{أن فاقد الشيء لا يعطيه } قطعا جزما
أتمنى أن تجدوا في هذه الكلمة ما يفيدكم , ومن وجد فيها خللا فليسُده أو خطأ فليصلحه أو تقصيرا فليكمله حتى يعم النفع , وأتمنى لكم السعادة من كل قلبي .
انتظر تعليقاتكم وانتقاداتكم

ملاحظة خاصة بصديقي أبي محمود السوري: قلت لي قبل أيام إن اسمي الجديد (زارع المحبة ) لم يعجبك! فبإمكانك أن تناديني باسمي السابق (إسماعيل) وهو اسمي الحقيقي فعلا وأتشرف به.

السلام عليكم .