|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نعمة المطر الشيخ أحمد إبراهيم الجوني الخطبة الأولى الحمد لله رب العالمين، أحمَده وأشكره حمد الشاكرين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بعثه ربه رحمةً للعالمين، فصلوات الله وسلامه عليه عددَ قَطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعلى آله وأصحابه الأخيار، ورضِي الله عن التابعين لهم بإحسانٍ ما تعاقب الليل والنهار؛ أما بعد:فاتقوا الله جل وعلا القائل: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]. ولقد منَّ الله علينا بالمطر، وهو من أعظم النِّعم وأجلِّها، هذه النعمة التي امتنَّ الله تعالى بها على أهل الأرض قاطبةً من الإنس والأنعام وسائر المخلوقات؛ قال الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾ [السجدة: 27]. واعلموا أيها الأحبة في الله: أن الذي ساق المطر إلى تلك الأماكن الجرداء اليابسة القاحلة، فأخرج منها النبات الأخضر الجميل لن يخذلكم وأنتم تدعونه، وترجون رحمته بالليل والنهار، وتعلنون افتقاركم الشديد إليه، وأنتم تعلمون علمَ اليقين، أنه بدون هذا الماء تموت الأرض وجميع الكائنات الحية التي تعيش عليها؛ كما قال الحق سبحانه وتعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]. وإنزال الغيث أيها الأحبة في الله: إنما أمره بيد الله وحده لا بيد غيره، فهو سبحانه يُنزله متى شاء، وعلى من يشاء، وكل ذلك لحكمة لا يعلمها إلا هو؛ قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما: ليس عامٌ بأكثر مطرًا من عام، ولكن الله يصرفه أين شاء، ثم قرأ الآية: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50]. لقد كنا بالأمس مُجدبين، بعد أنِ انحبس عنا المطر فترةً من الزمن، وبقينا أيامًا نرى ونسمع بنزول الأمطار في المواقع من حولنا، ولا نرى إلا سحابًا عابرًا يمر من فوقنا، ثم أنزل الله علينا خيره وكرمه، ففرَّج عنا، بهذا الغيث بفضله ورحمته؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]. ألَا فقابلوا هذه النعمة العظيمة بالشكر والعرفان، ولا تقابلوها بالكفر والعصيان، ولا تنسبوها لرياح شمالية، ولا جنوبية، ولا غربية، ولا لشهر كذا، أو لنَوء كذا وكذا، فتلك كلها خاضعة لأمر الله لا تملك من أمرها شيئًا، فلا تعلقوا قلوبكم بشيء من تلك الأسباب، وإنما علِّقوها برب الأسباب جل وعلا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى:أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب))؛ [حديث في الصحيحين من رواية زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه]. ألَا فاتقوا الله عباد الله، وقدروا هذه النعمة حق قدرها، وأديموا الشكر لرب الأرض والسماء. اللهم زِدنا من فضلك المِدرار، واجعلنا من الشاكرين لك بالليل والنهار، المستغفرين بالأسحار، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على ما أعطى وأجزل، نحمَده تبارك وتعالى حمدَ الذاكرين الشاكرين، الطالبين لمزيد فضله، والصلاة والسلام على إمام العارفين، وسيد المرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:فلقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفعالًا وأدعيةً نقولها عند نزول المطر؛ أُورد لكم منها: ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: ((اللهم صيِّبًا نافعًا))؛ [رواه البخاري]، وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه موقوفًا عليه، أنه كان إذا سمع صوت الرعد، ترك الحديث وقال: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته"؛ [رواه البخاري]. ويُستحب عند نزول المطر أن يحسِر الواحد منا شيئًا من ملابسه؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: ((أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرٌ، فحسَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لِمَ صنعت هذا؟ قال: لأنه حديثُ عهدٍ بربه))؛ [رواه مسلم]. وكان صلى الله عليه وسلم إذا نزل المطر قال: ((مُطرنا بفضل الله ورحمته))؛ [رواه البخاري]. فخذوا بسُنة نبيكم صلى الله عليه وسلم تهتدوا، وتؤجروا، اللهم كما أغثت بلادنا بالأمطار، فأغِث قلوبنا بالإيمان، برحمتك يا عزيز يا غفار. هذا، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |