|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علموا أولادكم كيف نتعامل مع المعلم عدنان بن سلمان الدريويش إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنْعَةُ مِنَ الرَّزَايَا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، العلم هو أفضلُ ما اكتسَبه البشر، وتنوَّرت به العقول، وعُمِّرت فيه الأوقات، وصُرفت فيه الأعمار، ينال به العبد الرِّفعة في الدارين، هو نورُ البصائر وشفاءُ الصدور، به تُوزَن الرجال وتُعرَف صحة الأقوال، ولعِظَم منزلته قرَنه الله بشهادته وشهادة الملائكة؛ قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]. أيها المسلمون، العلم تعلُّمه لله خشيةٌ، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيحٌ، وتعليمه لمن لا يعلَمه صدقة، هو نعمة امتنَّ الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113]، وامتنَّ الله به على عباده؛ قال تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151]. تقول فتاة: ابني مشاكس جدًّا وعنيدٌ، وربما تلفَّظ بالسِّباب والشتائم، دائمًا تشتكي منه المدرسة لسوء أخلاقه، هو لا يحترم معلِّمه ولا يقدِّره، ويعانده ويتحدَّاه، تعِبت معه، وحاولت تغييره بالنصيحة والموعظة، وتارة بالضرب والحرمان، ولكن لا فائدة، ماذا أفعل معه؟! يا عباد الله، إن احترام المعلم والمعلمة واجبٌ على كل شاب وفتاة، فهو بمنزلة المربي والمرشد لطلَّابه، هو ناقل المعلومات والمعارف إلى الأجيال، هو قدوةٌ لطلابه خاصة وللمجتمع عامة، هو الأقرب لهم، يَعرِف مشاكلَهم وسلوكياتهم، ويساعدهم على تعديلها؛ حتى يصبحوا أشخاصًا ناجحين وفاعلين في المجتمع، إلا أن هناك من الشباب والفتيات مَن يقوم بأفعال سيئة وسلبية تجاه المعلمين والمعلِّمات، تؤدي هذه الأفعال إلى إغضابهم - من صراخ واستفزاز ومشاغبة - مما يؤثر سلبًا على نفسيَّاتهم وعطائهم، وأداء واجباتهم، وهنا أنصح كل أب وأم بالتالي: أولًا: علِّموا أولادكم أن المعلم هو صاحب الفضل بعد الله في إيصال المعلومة، وإكساب المعارف الصحيحة لهم، ولذا كلما وجَد المعلم الاحترام والتقدير من الطالب، كان عطاؤه أفضلَ. ثانيًا: اغرِسوا محبة العلم والمعلم في نفوس أولادكم، ولا تسمحوا لهم بالسخرية منه أمامكم، أو التقليل من شأنه مهما كان السبب. ثالثًا: علِّموهم أن يتَّبعوا جميع القواعد والقوانين التي يضعها المعلم في فصله؛ كالهدوء والاستئذان والاحترام المتبادل. رابعًا: التواصل مع المعلم بشكل صحيح ومهذَّب، ومحاولة معرفة أسباب المشكلة قبل الحكم عليها؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا"؛ صححه الألباني. خامسًا: الصبر وتحمُّل غضب المعلم، والتأدب عند الجلوس معه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحَم صغيرنا، ويَعرِف لعالِمنا حقَّه"؛ الجامع الصغير. نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنَّته - صلى الله عليه وسلم - أقول قُولِي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئةٍ وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله، علِّموا أولادكم تصحيحَ النية عند الذَّهاب للمدرسة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة"؛ رواه أبو داود. وعلينا - آباءً وأمهاتٍ - عدمُ لوم المعلم علنًا، أو تقديم النصيحة له أمام طلابه، فالمعلم قدوةٌ في نظر طلابه، ويجب أن يبقى كذلك، وعند الخطأ تَحاوَر معه على انفراد. أيها المسلمون، علينا التركيز على حسنات المعلم، وليس فقط على سلبياته، فالإنسان مهما كان لا يسلَم من العيوب، وعلينا الحرص على الدعاء لكل معلم ومعلمة بالخير والتوفيق والسعادة، ودوام الصحة، نظير ما يقدِّمونه من خير وعلم لأولادنا. ولا ننسى - يا عباد الله - الدفاعَ عن المعلم وعن عِرضه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"؛ رواه البخاري، مع شُكره وتشجيعه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "مَن صنَع إليكم معروفًا فكافِئوه"؛ رواه النسائي. هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الْأَحْزَابِ: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ. عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |