الشحناء تمنع المغفرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3609 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صحابي جليل يتحدث عن إسلامه (عمرو بن عبسة السلمي) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2025, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,113
الدولة : Egypt
افتراضي الشحناء تمنع المغفرة

الشحناء تمنع المغفرة



كتبه/ غانم بو حزين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) (رواه ابن ماجه وابن حبان وابن أبي عاصم، وحسنه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ اطَّلَعَ الله إِلَى خَلْقِهِ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤمِنِينَ ويُمْلِي لِلْكافِرِينَ ويَدَعُ أهْلَ الحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ) (رواه البيهقي، وحسنه الألباني).
والمشاحن كما ذكر ابن الأثير هو: المعادي، والشحناء: العداوة، والتشاحن تفاعل منه. وقال المناوي: لعل المراد البغضاء التي بين المؤمنين من قبل نفوسهم الأمارة بالسوء. وقال ملا القاري في مرقاة المفاتيح: مشاحن أي: مباغض ومعادٍ لأحدٍ؛ لا لأجل الدين.
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا؛ إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا).
فما أعظمَها من فاجعة؛ أن يغفر الله لجميع المسلمين ويُنْظَر المتشاحنون! ‏تخيَّل نفسك أيها المشاحن أنك في جَمْعٍ من الناس تنتظر عطاء أو قضاء حاجة في يوم الاثنين؛ فتقضى حوائج الحضور، ويُقال لك: ارجع يوم الخميس، وهكذا كلما حضرت لحاجتك تُؤجَّل بين اثنين وخميس، وإذا تمَّ عام وجاءت ليلة النصف من شعبان قيل لك: راجعنا العام القادم، وهكذا حالك مرتين بالأسبوع، ومرة كل عام تغدو وتروح دون أن تُحقِّقَ مصلحتك التي تريد! كم من المسلمين اليوم -مع الأسف- هذه حالهم في كل مجتمعاتهم!
قال الإمام ابن عبد البر -رحمه الله-: "وَفِيهِ تَعْظِيمُ ذَنْبِ الْمُهَاجَرَةِ وَالْعَدَاوَةِ وَالشَّحْنَاءِ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَأْمَنُهُمُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ، الْمُصَدِّقُونَ بِوَعْدِ اللَّهِ وَوَعِيدِهِ، الْمُجْتَنِبُونَ لِكَبَائِرِ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشِ. وَالْعَبْدُ الْمُسْلِمُ مَنْ وَصَفْنَا حَالَهُ، وَمَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، فَهَؤُلَاءِ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَهْجُرَهُمْ، وَلَا أَنْ يُبْغِضَهُمْ، بَلْ مَحَبَّتُهُمْ دِينٌ، وَمُوَالَاتُهُمْ زِيَادَةٌ فِي الْإِيمَانِ، وَالْيَقِينِ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الذُّنُوبَ بَيْنَ الْعِبَادِ إِذَا تَسَاقَطُوهَا وَغَفَرَهَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، أَوْ خَرَجَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَمَّا لَزِمَهُ مِنْهَا؛ سَقَطَتِ الْمُطَالَبَةُ مِنَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الْحَدِيثِ: (حَتَّى يَصطَلِحَا)؛ فَإِذَا اصْطَلَحَا: غُفِرَ لَهُمَا" (الاستذكار).
ونقل مثله القاضي ابن العربي -رحمه الله- في (المسالك في شرح موطأ مالك).
وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الهجران بين المسلم وأخيه المسلم؛ حرصًا وحفاظًا على هذه الرابطة الإيمانية؛ ففي الصحيحين عن أبي أيُّوب الأنصاري -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هذَا وَيُعْرِضُ هذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ)، وفي رواية: (فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ).
‏وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على سَدِّ كل باب أو ذريعة تُفضي إلى الشحناء والقطيعة؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال: قَالَ رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَحاسَدُوا، وَلا تناجَشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَا هُنا، ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دَمُهُ، ومَالُهُ، وعِرْضُهُ).
وتأمَّل أحوال كثير من المسلمين عندما تركوا هَدْي سيِّد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-؛ تكاد الشحناء تكون هي داء الأُمَّة اليوم، ومرض كثير من المسلمين مع انفتاح الدنيا وشدة التنافُس فيها، فكيف نستقبل شهر رمضان بقلوب مثقلة بالأحقاد والبغضاء؟!
فليخش المشاحن على نفسه، وليبادر بإصلاح ذات البين.
وقد سُئِل ابن مسعود -رضي الله عنه-: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟ قال: "ما كان أحدُنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرَّة حقد على أخيه المسلم!"، ‏الله أكبر! إنها قلوب سليمة؛ فلم يسبقنا السلف إلى الله -تعالى- بكثرة الركوع والسجود فقط، ولكنهم سبقونا بنقاء القلوب وسلامة الصدور.
فتذكَّروا يا عباد الله.. أنه في ليلة النصف من شعبان سيحرم أناس من المغفرة والرحمة؛ لأنهم ملأوا قلوبهم حقدًا على إخوانهم، فعليكم دور كبير في أعناقكم، وهو تفقُّد هؤلاء المتشاحنين والسعي بينهم في الصلح وتقريب القلوب، وتأليفها؛ قال الله -تعالى-: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء: 114).
نسأل الله العظيم أن يُؤلِّف بين قلوبنا، وأن يُصلِحَ ذاتَ بَيْنِنا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]