الجمع بين النهي عن سب الأموات وحديث: (أنتم شهداء الله..) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 558 - عددالزوار : 134216 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1007 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5486 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1314 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1705 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1413 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 19007 )           »          يوم القيامة: نفسي.. نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3092 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-08-2024, 08:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,301
الدولة : Egypt
افتراضي الجمع بين النهي عن سب الأموات وحديث: (أنتم شهداء الله..)

الجمع بين النهي عن سب الأموات وحديث: (أنتم شهداء الله..)

  • الكاتب: إسلام ويب


طلب الذكر الحسن بعد الموت وارد في دعاء الأنبياء كما في دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: {{واجعل لي لسان صدق في الآخرين}} ، والثناء الحسن بعد الموت منحة ربانية للأنبياء عليهم السلام جميعا، قال تعالى: {وجعلنا لهم لسان صدق عليا}، وقال تعالى: { {وتركنا عليه في الآخرين}} ، ويبقي لأعداء الرسل ذكر الهوان والهلاك، وكل إنسان يجري على ألسنة الخلق ذكره بعد الموت بما فيه من خير أو شر، وقد وردت أحاديث تنهى عن سب الأموات، ووردت أحاديث فيها إقرار للصحابة حين أثنوا بالشر على بعض الأموات، فكيف يمكن الجمع بين ما سبق.

فقد روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «(لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)» .
وبوَّب البخاري رحمه الله: "باب: ثناء الناس على الميت"، وأورد حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت)، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: (وجبت)، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: ما وجبت؟ قال: (هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله فى الأرض).
فكيف أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ثنائهم بالشر على الجنازة الثانية ووافقهم على قولهم، وأكد على شهادتهم مع نهيه عن سب الأموات؟

في الجواب عن هذا التعارض توجيهات كثيرة لأهل العلم:
فقد حمل بعضهم إقراره لهم بذكر الجنازة الثانية بالشر؛ لأن صاحبها كان منافقا معروفا، ويقوي هذا الاحتمال ما ورد عند الإمام أحمد في المسند عن أبي قتادة بإسناد صحيح من أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على الجنازة التي أثنوا عليها خيرا، ولم يصل على الأخرى، ومما يؤيد هذا الاحتمال أيضا جزم النبي صلى الله عليه وسلم له بالنار في قوله: (وجبت له النار)؛ إذ لا تجب ويقطع بها للمذنبين، بل هم فى مشيئة الله، ذكر هذا الاحتمال الإمام النووي والقاضي عياض وغيرهما.
ولم يرتض هذا الاحتمال بعض شراح الحديث بل جعل الحديثين في المسلمين، قال الإمام الصنعاني: "ولا يقال إن الذي أثنوا عليه شراً ليس بمؤمن، لأنه قد أخرج الحاكم في ذمه: "بئس المرء لقد كان فظاً غليظاً"، والظاهر أنه مسلم إذ لو كان كافراً لما تعرضوا لذمه بغير كفره" ا.هـ
وعلى هذا القول بأنه كان مسلما فيحمل ثناؤهم عليه شرا على أنه إنما سوغه النبي عليه الصلاة والسلام بعد الموت وقبل الدفن ليتعظ، فساق الأحياء بما ينتشر عنه من سوء الذكر، وربما عساه يزهد كثيرا من الناس عن حضور الصلاة عليه، فإذا دفن وجب الإمساك عنه، قال الإمام الصنعاني: "وهو الذي يناسب التعليل بإفضائهم إلى ما قدموا فإن الإفضاء الحقيقي بعد الدفن" ا.هـ
وحمل بعضهم الثناء بالشر على أنه من باب الشهادة، لا من باب السب، فما كان على جهة الشهادة على الميت بما فعل فإنه يجوز، كالمجاهر بالفسق أو بالبدعة فإن هؤلاء لا يحرم ذكرهم بالشر للحذر من طريقهم ومن الاقتداء بهم لا بقصد السب والإساءة أو الشماتة، ولعل هذا أقرب التوجيهات المذكورة في الجمع بين الحديثين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.72 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]