حُسن الأدب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في ...﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قبسات من علوم القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 527 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القادر، القدير، المقتدر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 115 )           »          غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فرق بين الطبيب والذباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 644 - عددالزوار : 136526 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2024, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,451
الدولة : Egypt
افتراضي حُسن الأدب

حُسن الأدب



د. عثمان قدري مكانسي





نقصد به القول والفعل اللذين إن اتصف بهما المرء كان من المروءة بمكان ، ونال من الله تعالى الحظوة والقبول ، وإن خلا المرء منهما ناله ذم وقدح ، وابتعد عن دائرة النُّبل والمروءة .
ولئن كان خلوُّ المرء من بعض هذه الصفات لا يعد كَبير إثم ، إلا أن بعضها الآخر ـ إن خلت ـ منه كان من أهل الكبائر . . لكنها جميعاً آداب اجتماعية ، وأخلاقية دينية ، لا بد للمسلم النبيه أن يحوزها .
من هذه الصفات :
ـ ردُّ التحية ردّّاً له أثره الإيجابي في النفوس .
قال تعالى : (( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) ))(1) .
فالأفضل أن تردّ التحيّة بأفضل منها ، فإن قيل لك : السلامُ عليكم ، قلت : وعليكم السلام ، ورحمة الله وبركاته ، ومغفرته ، ورضوانه .
وقد جاءت الملائكةُ إبراهيم فحيَّوْه بالجملة الفعلية ، والفعل يدلُّ على الحدوث ، فأجابهم بتحيّة دلّت على الثبوت ، وذلك بالجملة الاسمية ، فكان رده أحسنَ (( أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ ))(2) .
وقد نعى الله تعالى على اليهود الذين يحرفون الكلم ، فإذا دخلوا على رسول الله أوهموه أنهم يسلمون ، فيقولون : (( السام عليكم )) ، والسامُ هو الموت . فهم ـ إذاً ـ يدعون عليه ، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعرف مرادهم فيردُّ قائلاً : (( وعليكم )) فيكون ردّه أبلغ ، لأنهم يدعون فلا يستجاب لهم ، وهو عليه الصلاة والسلام يدعو عليهم ، فيستجاب له . قال تعالى : (( وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ . . ))(3) .
ومن هذه الصفات أيضاً إكرام اليتيم ، والحضُّ على إطعام المسكين ، وقد مدح الله تعالى الأنصار ، الذين أكرموا إخوانهم المهاجرين إليهم فقال : (( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) ))(4).
كما نعى القرآن على الكفار ، الذين لا يحضون على إطعام الفقراء والمحتاجين ، ويأكلون مال اليتيم ، والمرأة ، والضعيف ، فلا يعطونهم ميراثهم ، ولا يهتمون في أكل المال ، أَمِنْ حرام كان ، أم من حلال ؟ قال تعالى : (( كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) ))(5) .
ويأمر الله تعالى نبيه الكريم ـ وهو القدوة لنا ـ فنحن مأمورون بما أمر به ـ أن يراعي بؤس اليتيم فلا يقهره ، وأن يعطي السائل ، فإن لم يستطع ، ردّه ردّاً جميلاً . قال تعالى : (( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) ))(6) .
كما هدد القرآن الكريم من يعيب الناس ، ويغتابهم ، ويطعن في أعراضهم ، أو يلمزهم سراً بعينه ، أو حاجبه . ويوقع بين الناس ، ولا يهتم إلا بجمع المال ، يحصيه ويعدُه بالنار والإحراق ، فهذا جزاؤه المناسب (( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) ))(7) .
ـ وقد نهى القرآن الكريم عن النجوى ؛ وغمز المؤمنين ، ومعصية الرسول الكريم ، (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ؟ ))(8) .
فإذا تحدثوا سراً وتناجوا ، فلا يكون ذلك بما فيه إثم من قبيح القول ، أو بما هو عدوان على الغير ، أو مخالفة ومعصية لأمر الرسول الكريم ، وليتحدثوا بما فيه خير وطاعة وإحسان ، وليخافوا الله فيمتثلوا أوامره ، ويجتنبوا نواهيه ، فسوف يجمعهم للحساب ، ويوفيهم أجورهم ، ويجازي كلاّ بعمله . . قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)))(9).
ـ وكان المسلمون يتنافسون في مجلس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أو غيره من المجالس . فأمرهم الله بالتواضع والإيثار ، وأن يفسحوا في المجلس لمن أراد الجلوس عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ليتساوى الناس في الأخذ من حظهم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وفي الحديث : (( لا يقيمنّ أحدكم رجلاً من مجلسه ، ثم يجلس فيه ، ولكنْ توسعوا ، وتفسّحوا، يفسح الله لكم )) ،وقد تكون الفسحة للمطيع في الرزق ، والصدر ، والقبر ، والجنة . وهذا يوضح فضل الله علينا حين يوسع لنا في خيرات الدنيا والآخرة ، كما أنّه إذا قيل لنا انهضوا من المجلس ، وقوموا لتوسعوا لغيركم فعلينا السمع والطاعة ، وهذا درس عمليٌّ في التواضع ، بدءاً من التوسعة وانتهاءً بالقيام . . قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))(10) .
ـ ومن الصفات حفظ السر ، لما فيه من فائدة السلامة والصيانة فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر أمراً لزوجته عائشة ، وحفصة واستكتمهما إياه ، فلم تحفظاه فعوتبتا على ذلك ، فما ينبغي لأحد أن يكشف سرَّ أحدٍ إن سأله أن يحفظه . (( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ))(11) .
ـ وهذا سيدنا إبراهيم حين جاءته الملائكة ، فلم يعرفهم وحسبهم بشراً ، فماذا فعل ؟ :
1ـ ذهب إلى أهله مسرعاً ، في خفية عن ضيفه ، لأن من أدب المضيف أن يبادر بإحضار الضيافة ، من غير أن يشعر به الضيف حذراً أن يشعر الضيف أنّه أثقل عليه ، فيمنعه من إحضارها ، وأسرع بالعودة حتى يؤنس ضيفه ، فلا يتركه وحده .
2ـ وجاء بعجل مشوي ، وهذا إمعان في إكرام الضيف .
3ـ ومن الأدب أن يقدَّم الطعام إلى الضيف مكان جلوسه ، فهذا أوجَهُ وأكرم .
4ـ ومن الأدب التلطف بالدعوة إلى الطعام ، فلم يقل لهم (( كلوا )) إنما قال متودداً : (( أَلَا تَأكُلُونَ )) .
قال تعالى : (( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) ))(12) .
وهذا لقمان الحكيم يوصي ابنه ـ ونحن من ورائه ـ بأمور عدة آمراً وناهياً :
(( يَا بُنَيَّ
أ ـ أَقِمِ الصَّلَاةَ
ب ـ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ
جـ ـ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
د ـ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)
هـ ـ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ
و ـ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)
ح ـ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) ))(13).
وفي سورة الإسراء آداب عدة :
1ـ ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) ))(14) .
2ـ أ ـ ((وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)
ب ـ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)
جـ ـ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)
3ـ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)
4ـ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)
5ـ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) ))(15) .
6ـ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
7ـ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) .
8ـ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) .
9ـ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا(36).
10ـ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ))(16) .
إنها آداب رائعة ، وشرائع راقية ، تبني مجتمعاً متماسكاً ، وأُمّةً حضارية .
وانظر معي إلى الأدب القرآني الرفيع ، ففي سورة يوسف نرى هذه الصورة المعلمة للأدب الراقي (17) .
1ـ أمر يوسف عليه السلام أن توضع السقاية ، وهي من ذهب مرصع بالجواهر في متاع أخيه بنيامين ليبقيه عنده .
2ـ نادى منادٍ إخوة يوسف ، إنكم سرقتم .
3ـ جاء إخوة يوسف إليهم يسألنوهم ! ماذا فقدتم ؟
4ـ قالوا لهم : فقدنا سقاية الملك ، وأنتم أخذتموها ، ألم نكرمكم ، ونحسن ضيافتكم ؟ ونوفِّ إليكم الكيل ، إنا لا نتهم عليها غيركم . . . فأين الأدب هنا ؟ . .
إنه من إخوة يوسف ، فالمنادون اتهموهم بالسرقة ، فردَّ عليهم هؤلاء : (( ماذا تفقدون )) بدل : (( ماذا سرقنا )) إرشاد لهم إلى مراعاة حسن الأدب ، وعدم المجازفة باتهام البريئين الغافلين بالسرقة ، ولهذا التزموا معهم الأدب فأجابوهم : (( نفقد صواع الملك )) بدل قولهم : (( سرقتم صواع الملك )) .
والأمثلة كثيرة ، وسبحان الله معلم الأدب ، الدال على الصواب .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]