|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هرب قبل الخطبة ثم عاد يخطبني ثانية أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: سائلة شارفت على الأربعين، حدث أن إحدى قريبات والدها أرادتها لابنها، وأجبرته على التقدم إليها، فهرب قبل موعد الرؤية الشرعية، ثم عاد تارة أخرى بعد سنوات ليخطبها، وتسأل: هل ترضى به أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قبل عشر سنوات أرادت إحدى قريبات والدي أن تخطبني لولدها، لكن يبدو أنها كانت تُجبره على ذلك؛ إذ إنه في يوم الرؤية الشرعية هرب ولم يأتِ، ومنذ ذلك اليوم انقطعت صلتنا بهم، ومنذ أيام عادت لخِطبتي من جديد، وهي تقول: إنه من طلب منها ذلك، فهل أقبل، خاصة وأنني شارفت على بلوغ الأربعين، أو أرفض حفظًا لكرامتي؟ أخشى أن يكون قد أُجبر مرة أخرى، مع العلم أنني أفوقه في المستوى العلمي، وأنا على قدر من التدين، وهو قد بدأ الصلاة مؤخرًا فقط حسب كلام والدته، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فللوهلة الأولى بدت رسالتكِ سهلة لا تحتاج كثيرًا من العناء، ولكن بمجرد أن خطوتُ خطوتي الأولى فيها تعثرتُ، عدتُ من جديد لقراءة الرسالة، وعادت نفس الفكرة مرة أخرى تخاطبني، إنها استشارة سهلة، ولكن بالقليل من التأمل وجدتُ عدة أسئلة تحيط بي من كل جانب، وتتكالب عليَّ. ربما تكون المشكلة في قلة المعلومات التي في الرسالة. فمثلًا كم عمر الخاطب؟ نتوقع أن يزيد عمره عن الأربعين عامًا، فهل سبق له الزواج أو حتى الارتباط؟ وإذا سبق له مثل هذا، فما هي حالته الاجتماعية الآن؟ ولو لم يكن قد سبق له الارتباط، فما السبب؟ بشكلٍ عام لا يمكن أن نأخذ قرار القبول أو الرفض بدلًا منكِ، أقصى ما يمكن أن نفعله أن نُسديَ إليكِ بعض النصائح، وأفضل ما يمكن أن نفعله أن نفكر معًا بصوتٍ مرتفع. لو جاءكِ خاطبٌ عليه نفس المآخذ، ولكنه لم يفرَّ من لقائك منذ عشر سنوات، فهل كنتِ سوف تترددين في مقابلته كما هو الحال الآن؟ أرجح أن إجابتكِ سوف تكون لا، لن أتردد، وسوف أعطيه وأعطي نفسي الفرصة كاملة، وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي، قابليه ولا تترددي. دعيني أقول لكِ: ليس من الصواب أن تأخذي أي موقف من هذا الخاطب؛ لأنه فرَّ يوم الرؤية الشرعية من عشر سنوات ولم يأتِ؛ لأن هذا لم يكن موجهًا ضدك بالأساس، بل كان فيما يبدو موقفًا من الزواج من أي فتاة لا يعرفها ولم يَرَها أو يجلس معها من قبل، ولم تكوني أنتِ مقصودة به، وربما كان عازفًا عن الزواج في هذا الوقت، أو مرتبطًا بأخرى، والأفضل أن ننسى أو نتناسى هذا الموقف تمامًا الآن. ربما يكون عندكِ حقٌّ في القلق بعدما اقتربت سنُّكِ من الأربعين، ولكن لا تجعلي هذا التأخير يدفعكِ للقبول بأي زيجة قد يكون فيها شقاؤكِ وعذابكِ فيما بقي من عمركِ. الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، ولا يمكن بأي حال أن ننصحكِ بقبول الزواج من رجلٍ لا يصلي، أو حتى يغلب الظن أنه يصلي بعض الوقت ويترك الصلاة وقتًا آخر. لا بأسَ بالارتباط بمن دونكِ في المستوى العلمي والتدين، طالما أنه لا يقل عن الحد الأدنى المقبول بالنسبة لكِ، فمثلًا لا يكون جاهلًا ويعيش في فراغ معرفي تام أو جاهل بما يدور حوله في الحياة، وليس بالضرورة أن تتزوجي من طالب علم شرعي، فيكفي أن يكون محافظًا على فروض الإسلام من صلاة وصيام، مؤديًا لزكاة ماله، مقرًّا بوجوب الشرع، وراضيًا بالاحتكام له في كل أمور حياته، فإن جهل شيئًا استفتى العلماء فيه. أنصحكِ بقبول زيارته لكم للرؤية الشرعية، فإن انصرف عنكِ بعدها، فاعلمي أن هذا خيرٌ قد أراده الله بكِ، وإن عاد خاطبًا فتوثقي من التزامه بالصلاة وحسن خلقه، وأن تؤخري العقد الشرعي حتى يوم البناء أو قبله بقليل، لا تتعجلي كما يفعل البعض بعقد الزواج فورًا، ثم يتضح لكِ بعدها أنه غير مناسب لكِ أو أنكِ أسأتِ الاختيار. يجب أن تتأكد لكِ توبته وندمه على ما فاته من عمره بلا صلاةٍ، وأن يقع في قلبكِ أنه تاب من هذه الكبيرة توبة نصوحًا. نراكِ قد أخذتِ بالأسباب واستشرتِ من حولكِ، بل وقضيتِ وقتًا في كتابة هذه الرسالة لنا، فهل استخرتِ رب الأسباب في شأنكِ؟ توكلي على الله في قبول اللقاء به، واستخيري الله على ذلك، وأكثري من الدعاء والتضرع إلى الله عسى أن يهديَكِ الله لِما فيه الخير والصواب، ويصرف عنكِ السوء؛ إنه سميعٌ عليم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |