دراسات في جسم الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 937 - عددالزوار : 120689 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2961 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 04:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,382
الدولة : Egypt
افتراضي دراسات في جسم الإنسان

دراسات في جسم الإنسان
أ. د. أبو اليزيد أبو زيد العجمي


إذا كانت المباحث النفسية حول طبيعة الإنسان لم تُصادِف كبيرَ نجاح حتى في الجزء التجريبيِّ منها، وشبيهٌ بهذه النتيجة بحوثُ علم الأخلاق، فإن الأمر يختلف نسبيًّا بالنسبة للعلوم التي شُغلت بجسم الإنسان ومكوناته، وإن كانت لا تزال أمامها كثير من علامات الاستفهام تحيِّرها وتضعها موضع المتحدِّي، رغم ما وصل إليه العلم في هذا المجال، ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].

لكن هذه الدراسات - مع اعترافها بالقصور - قدَّمت الكثير عن جسم الإنسان، ووصلت إلى نتائجَ صدَّقتها التجرِبة، وأفادت الإنسان في هذا المجال؛ منها:

أن هذا الجسم يمتلئ بالخلايا التي تتنوع وتختلف وإن اتَّحد رافدها الأول، وأن هذه الخلايا لا بد مِن أن تتبادل الصلات، وعلى قدر هذه الصلات تتوقف صحة الإنسان أو مرضه، وقوَّتُه أو ضعفه؛ "فكل عضو وكل نسيجٍ يخلق وسيطه الخاص على حساب بلازما الدم، وتتوقف صحة كل واحد منا أو مرضه، سعادته أو تعاسته، قوته أو ضعفه، على ترتيب التبادل المشترك بين هذه الخلايا ووسيطها"[1].

ومنها أن هذا الجسم يتكيَّف ويتلاءم مع كلِّ الظروف الجويَّة التي تُحِيط به بطريقة آلية، على عكس كثيرٍ من الحيوانات، ضخمت أو هزلت، ولعل في معرفة هذه الحقيقة ما يساعد الإنسان على اختراق حاجزِ الخوف من مكان أو بيئة لم يتعوَّد العيش فيها من قبل، والجسم البشري يحتفظ بالنشاط العادي لمبادلاته الكيميائية في أشقِّ الظروف المعاكسة، فالتعرُّض للبرد الشديد لا يقلل من تفاعل الأغذية، وتنهار درجة حرارة الجسم عند اقتراب الموت فقط، وعلى العكس من ذلك تقلل الدببة والراكون - حيوان أمريكي مفترس بحجم الهر - من تجدُّد خلاياها في فصل الشتاء، وتتراجع إلى حالة من الحياة أكثر بطئًا[2].

هذا التكيف الذي يحققه الجسم لا يقوم به بعض الأعضاء أو الغدد دون بعض، بل جميع الجسم بشقَّيْه العضلي والعقلي يتكاتف كلٌّ ليحقق هذه المَهمَّة، "يسجل المنبه الذي يقع عليه مِن بيئته بواسطة جهازه العصبي، وتُقدِّم أعضاؤه الجواب المناسب على هذا المنبه، ويناضل الإنسان في سبيل بقائه بعقلِه أكثر مما يناضل بجسمه، وفي هذا النضال المستمرِّ لا غنى له عن عقله ورئتَيْه وكَبِده وغُدَد الأندوكرين؛ مثلما أنه لا غنى له عن عضلاته ويدَيْه، وأدواته وآلاته وأسلحته"[3].

وما قرَّرته هذه البحوث من تكيُّف الجسم مع نفسه داخليًّا، ومع بيئته خارجيًّا - ميزة تميز الإنسان عن غيره من الأحياء، وإن كانت تدلُّ بالقطع على مدى تعقد وتشابك هذه الخلاصات التي تُكوِّن الإنسان وتعطيه سَمْته المميز.

ومن أهم النتائج التي وصلت إليها هذه الدراسات: تحديدُ العَلاقة بين الجسم والعقل، وتوقُّف كل من النشاطينِ على الآخر؛ فالنشاط العقلي والجسمي وجهانِ لشيء واحد، يخطئ مَن يعتبرهما شيئين مختلفين، ولعل في هذا ردًّا على أولئك الذين ينظرون إلى الإنسان من خلال الجانب الروحي أو العقلي فقط، وعلى أولئك الذين ينظرون إليه يبحثون في طبيعته على أنه مادَّة جامدة لا تخرج عن نطاق الأرض وما يلابسها من عدم رفعة أو سمو؛ "إذ إن الحقيقة لا تخرج عن أن الجسم والروح هما وجهان لشيء واحد، استخلصتهما وسائل مختلفة وخلاصات مختلفة أيضًا، حصلنا عليها بعقلنا من وحدة وجودنا الصلبة، والتناقض البادي بين المادة والعقل يمثِّل فقط تعارض نوعينِ من الفنون؛ ولهذا فإن الغلطة التي وقع فيها (ديكارت) كانتِ اعتقاده بصحة هذه الخلاصات، واعتباره المادة والعقل شيئين مختلفين، وقد كان لهذا التقسيم أثرُه البعيد في تاريخ معرفتنا بالإنسان"[4].

وهذه الأمثلة التي ذكرنا مِن نجاح الدراسات التجرِيبية والتشريحية لجسم الإنسان - مؤشرٌ طيِّب لتوفيق الإنسان في هذه الناحية أكثر مِن غيرها من الدراسات، وقد أكد الفهم القرآني للآيات التي تتحدَّث عن الإنسان صحةَ هذه النتائج، وليس غريبًا أن تجد إشاراتٍ في أقوال المفسرين القدامى تنطق بذلك، وإن كان علماء التشريح لم يقفوا عليها أول الأمر.

ولا أريد بذلك أن أتحدَّث عن صلة القرآن بهذه الدراسات أو صلتِها هي به؛ فذلك أمر يحتاج إلى بحث مستقلٍّ، ولكني أردتُ أن أُشِير إلى أن نجاح هذه الدراسات جاء من تصديق القرآن لها، ومطابقتها للواقع الملموس من جانب آخر، ولا تناقض؛ فالقرآن والكون - بما فيه الإنسان - آياتٌ لله ناطقة بالحق المبين.

[1] ألكسيس كاريل: الإنسان ذلك المجهول، ص 79، تعريب: شفيق فريد، مؤسسة المعارف، بيروت، الطبعة الثانية 1977م.

[2] الإنسان ذلك المجهول، ص 99.

[3] المرجع السابق، ص 112.

[4] المرجع السابق، ص 141.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.08 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]