|
الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سلبيات تعدد مصادر التلقي المفتوح في الثقافة الرقمية نايف عبوش لا شكَّ أنَّ الحضارة المعاصرة أَبْدَعَت الكثيرَ من المنجزات الهائلة في كلِّ المجالات العلميَّة والتقنية والاقتصادية والاجتماعيَّة والثقافيَّة، وكانت ثورتها في المعلوماتيَّة والاتصالات طفرةً هائلةً في التواصل وإلغاء الفواصل بين الناس؛ حتى باتت ظاهرةُ الانغماس الكليِّ في العالم الافتراضيِّ والإدمان الرقميِّ أمرًا شائعًا ومألوفًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيِّ على الشبكة العنكبوتية، رغم كل ما ترتَّب على تلك الظاهرة من عزلةٍ عن الواقع الحقيقيِّ الاجتماعيِّ. ولأنَّ الفضاء الرقميَّ مفتوحٌ للجميع في كلِّ الاتجاهات؛ فقد ترتَّب على هذه الحقيقة تدفُّقُ البيانات والمعلومات بشتى صورِها: السلبيَّة منها والإيجابيَّة، الهدَّامة والبنَّاءة، بشكلٍ انسيابيٍّ سَلِسٍ إلى المتلقِّي دون قيود أو محددات، إلا ما تُمليه عليه خياراته، ونوعيةُ اهتماماته، وخلفيتُه الثقافيَّة والدينية، وهو بذلك بات أشبهَ بمن يجلس على شاطئ نهر، يتأمُّل انسيابَ مجراه، وما يحمله من عوالق، وبالتالي فإنه إذا ما نَظَرَ إلى أعلى المجرى، فإنه سيكون أمام تدفُّق تيارٍ منساب بسلاسة، ويحمل معه مدخلاتٍ متعدِّدة ومتنوعة، وإن نَظَرَ أمامه فإنَّه سيكون أمام معطيات متنوِّعة، بإمكانه التعامل معها وفق اختياره، في حين أنه إذا نَظَرَ أسفل المجرى، فإنه سيكون أمام مخرجات قد عالجها، أو فاتَه قسم منها، ومن هنا يظهر أنَّ المتصفِّح لا خيار له في انسيابيَّة التدفُّق، إلا ما يقع منها أمامه؛ حيث يكون تعامله في المعالجة عندئذٍ حسب رغبته. ولأنَّ مصادر التغذية في مواقع التواصل الاجتماعيِّ على الشبكة العنكبوتية متعدِّدةٌ ولا حصر لها، ولأن تدفُّقها مفتوح في كلِّ الاتجاهات؛ فإنَّ المتلقِّيَ في هذا الفضاء الرقميِّ حرٌّ في التعاطي مع محتوى حزمة البيانات التي تقع أمامه، ويبقى اختياره لما يريده مِن التعاطي مع محتوى تلك البيانات متوقِّفًا على ميوله الشخصيَّة، واهتماماته الذاتيَّة، وخلفيَّتِه الاجتماعيَّة والدينيَّة. وإذا ما استثنينا التغذية المسيئة للقِيَم، ومواقع الإباحية الجنسية، والكتابات الالحاديَّة، التي تشكِّك في الوجود الإلهيِّ، فإنَّ تعدُّد مصادر التغذية والتلقي تثري معلومات المستخدمين، وتزيد من التراكم المعرفيِّ لهم بموسوعيَّة شاملةٍ لا عهد للثقافة الورقيَّة التقليديَّة بها. ويبقى التحصين الذاتيُّ للمتلقِّي عند دخوله الفضاء الرقميَّ المفتوح بانفلات - من أهمِّ المحددات التي تنأى به عن التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعيِّ ذات الطبيعة الهدَّامة بمحتوياتها، التي تشوِّش الوعي، وتُخلخل قيمَ الاعتقاد والأصالة، وتستلب الهويَّة، وتؤدِّي بالمحصِّلة إلى الضياع الحضاريِّ والدينيِّ والاجتماعيِّ معًا، وهي - بلا شكٍّ - تحدِّيات سلبيَّة، ومخاطرُ جديَّة، ينبغي الحَذَر من التعاطي معها، وعدمُ التفاعُل معها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |