|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التعامل مع الزوجة المتبرجة أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: رجل عمره خمسون عامًا متزوِّج مِن امرأةٍ عمرها ثلاثون عامًا، يشكو من عنادها وتبَرُّجها، وقد نصحها أكثر من مرة لكنها لم تستجِبْ لنُصحه، مما دفَعه إلى التفكير في طلاقِها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا رجل عمري خمسون عامًا، ورغم أنَّ عمرها ثلاثون عامًا ورغم أنها الزَّوجة الثانية فإنني متأكِّد أنَّها تحبُّني، وكل شيءٍ بيننا ممتاز، إلا أنها عنيدة، وتضع المكياج وتلبس الملابس الضيقة! كنتُ اشترطتُ عليها قبل الزواج ألا تلبس إلا الملابس الواسعة، وقد نبهتُها إلى هذا الخطأ بشتى الطرُق، لكنها لم تَستجبْ. بسبب عِنادِها وتبرُّجها فكَّرتُ في طلاقِها، لكنَّني تراجعتُ بسبب الأولاد؛ فلديَّ منها ولد وبنت، ومِن حقها حضانتهما لصغر سنِّهما، فهل الطلاق حل لمشكلتي؟ وماذا عن وضع الأولاد؟ أفيدوني، فقد تعبتُ مِن عنادها، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أيها الفاضل، حياك الله. قبل الخوض في أمركما - والذي أسأل الله تعالى أن يُصلحه - دعنا نتفق على أن الفارق العمري بينكما ليس هينًا؛ إذ تُعدُّ المرأة في الثلاثين شابَّةً صغيرة تختلف أفكارُها ومشاعرها ونفسيتها وحالها بالجملة عنك، وقد يظهر ذلك جليًّا في سلوك سيئ نُطلق عليه جميعًا: "العناد". ولِتَتصور الموقف حاوِلْ أن تستحضرَ حال والد أو والدة في العشرين مِن عمره، رزقه الله بولد يكبر وينمو أمام عينَيه وتبدأ شخصية ولده تتكوَّن لتتجلى صفة العناد وتكون سيدة الموقف ومحل مشكلات الأسرة! الفارق العمري بينهما كبير ولن تُحل المشكلات إلا أن يتفهَّمَ الوالد الذي يكبر ولده بعشرين عامًا نفسية وشخصية واحتياجات ولده! المرأة العنيدة في نظر زوجها غير صالحة، ولو بَذَلَتْ له ما بَذَلَتْ، ولو تفنَّنتْ في التجمُّل له ولو... ولو...، كلُّ ذلك لا يصمد في وجه العناد كثيرًا، ولا تُثقِل الصفات كفة الميزان إن كانتْ صفة "العناد" هي الخصم على الكفة الأخرى! واسمحْ لي أن أصارحك أنَّ هذا ظلم بَيِّنٌ، وجور واضح؛ إذ ليس مِن صفات العدل أن تطغى إحدى الصفات السيئة على سائر الصفات فتَمحو فيها كل جميل، وترخِّص كل نفيس. لقد اتبعتَ الطريق الصحيح في نُصحها، ولكنَّك أَتبعته بهجرٍ لا أدري هل كان في وقته أو أنك تعجلتَه مِن فرط غضبك، وعلى كلِّ حال فالنصح الحقيقي الذي يؤتي ثماره ويُحقق هدفه لا بدَّ أن يكونَ مصحوبًا بكثير من الصبر والحكمة وتفهُّم نفسية المنصوح ومن أين يؤتى. ثم إنك هدمتَ ما فعلت مِن مُناصحة بالخير وحضٍّ على الطاعة بأن هددتها بالطلاق، وقد جانَبَتك الحكمة؛ فذلك التهديدُ سوف يسلبها شعورها بالأمان معك، وستفقد معه كل معاني الحب الجميلة التي أنت مُستيقن من بقائها حتى هذه اللحظة. الحبُّ بين الزوجين شعور جميل، وأساسٌ متين للتفاهُم، ومقوِّم قوي مِن مقومات السعادة الأسرية، ولكنه كأيِّ مشاعر تَنتعش بالريِّ، وتذبل بالقسوة والعنف والحِدَّة في التعامل. لن تكسبَ قلبها إلا باللين، ولن تصل إلى ما تصبو إليه إلا بالحكمة والهدوء، وأول درجات الحكمة أن تُشعرها بالأمان؛ فقد يكون تهديدُك لها بمثابة داعم لاستمرارها في تلك المعصية؛ حيث ستُفكر في أنها قد تُطلَّق في أية لحظة، وستتخذ خطوات للتصرف السليم والذي مِن وجهة نظرها هو أن تشعرَ وتُشعِر مَن حولها بأنها ما زالتْ أنثى صغيرة ومرغوبة ليتيسر لها الزواج بعد أن يحدُث الطلاق، فأنت بذلك ساعدتها على التمسك بما هي عليه دون أن تقصد، وأَعَنْتَها على المعصية دون أن تدري! فاعملْ على كسب قلبها، والتقرب منها، مع الصبر الشديد عليها إن هي أطاعتك في الظاهر وعادتْ لما هي عليه مِن تبرُّج. ثم إنَّ لها عليك حقًّا لا يعفيك منه أن لك بيتًا آخر؛ وهو: تعليمها أحكام الدين وأُسس الشرع ومبادئ الإسلام التي يَصلح بها دينها مِن عبادات واجبة وفرائض محكمة. فجرِّب أن تجلسَا معًا بعيدًا عن الأبناء - لصِغَر سنهما - وأن تقرأ عليها أو تقرأ هي عليك وتشرح لها ما يشكل عليها، أو تبحثا معًا عن بعض الأحكام الفقهية وتُثني عليها وعلى صوتها وهي تقرأ وعلى مدى فَهمها وملاحظاتها نحو ذلك. المرأة في مختلف الأعمار تكون أشد حاجة للعطف والإشباع العاطفي، وخير ما تُشبع به عاطفتها وتكسب به مودتها وتضمن حُسن عِشرتها الكلمة الطيبة التي يصعُب عليك كرجلٍ أن تدرك مدى تأثيرها عليها وتَحكمها بها وبقلبها؛ جرِّب أن تبثها عبارات الشوق وكلمات المحبة، وأن تمسحَ على شَعرها بمودة ورفق وستُذهلك النتيجة. وليتذكَّر كل زوج أنَّ زوجته لا تحتاج منه ما يحتاج منها مِن تعبيرات عملية وأفعال واقعية تدل على المحبة، لكنها تهوى الكلمات، وتأسرها عِبارات لمديح، ولو لم تكنْ مطابقةً للواقع، هكذا خلقهنَّ الله وعلى ذلك فطَرَهنَّ، فتعامَلْ معها بما تُحب هي، وليس بما تراه أنت صحيحًا ونافعًا. وفَّقك الله ويسَّر أمرك، وهدى زوجتك، وأصلح بينكما، ورزقكما البركة والسعادة والهناء. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |