تأملات في معاني الروح والنفس في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 4723 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1094 - عددالزوار : 128002 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2021, 04:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,743
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في معاني الروح والنفس في القرآن الكريم

تأملات في معاني الروح والنفس في القرآن الكريم


علي الصلابي


إن الروح من المخلوقات العظيمة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وقد كرَّم الله الروح وأقنى عليها في القرآن الكريم في عدة مواضع، ووظائفها رفيعة، وأما النفس فغالب اتصالها بالبدن.
تأتي كلمةُ الروح في القرآن على عِدّة أوجه:
المعنى الأول: القرآن؛ كقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقَيمٍ *﴾ [الشورى: 52].
المعنى الثاني: الوحي؛ كقوله تعالى: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ﴾ [غافر: 15].
المعنى الثالث: جبريل: كقوله تعالى: ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا *﴾ [مريم: 17] ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ *﴾ [الشعراء: 193].
المعنى الرابع: القوة والثبات والنصرة؛ التي يؤيد الله بها من شاء من عباده المؤمنين، كما قال تعالى: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَآدُّونَ مَنْ حاض اللَّهُ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ، أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة: 22].
المعنى الخامس: المسيح ابن مريم، قال تعالى: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [النساء: 171].
المعنى السادس: حياة الإنسان، كقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً*﴾ [الإسراء: 85] (الروح لابن القيم ص، 241) فهي الجزءُ الذي به تحصلُ الحياةُ، والتحرُّك، واستجلابُ المنافع، واستدفاعُ المضار (مفردات ألفاظ القرآن للراغب ص، 369)، وهـذا هو المعنى المقصود في كتابنا هـذا.
فالروحُ جسمٌ مخالِفٌ بالماهية لهـذا الجسم المحسوس، وهو: جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء، ويسري فيها سريان الماء في الورد، وسريان الدهن في الزيتون، والنار في الفحم.
هل الروح قديمة أم مخلوقة؟

الروحُ مخلوقةٌ مبتدعة، باتفاق العلماء وسائر أهل السنة، وقد حكى إجماعَ العلماءِ على أنها مخلوقة غيرُ واحدٍ من أئمة المسلمين، مثل محمد بن نصر المروزي الإمام المشهور، الذي هو أعلمُ أهل زمانه بالإجماعِ، أو من أعلمهم.
والأدلةُ من الكتاب والسنة الدالة على خلقها كثيرة، مثل قوله تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الرعد: 16] فهـذا عام لا تخصيصَ فيه بوجهٍ ما، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا *﴾ [الإنسان: 1] وقوله جلّ وعلا لزكريا: ﴿وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا *﴾ [مريم: 9]. فالإنسانُ عبارة عن البدن والروح معاً، بل الروح أخصُّ منه بالبدن، وإنَّما البدن مطيةٌ للروح.
وقد جاءت الكثير من النصوص عن النبي (ﷺ) أنّ الأرواح تُقْبَضُ، وتُوْضَعُ في كفنِ وحَنوطٍ تأتي بهما الملائكة، ويُصْعَدُ بهما، وتُنَعَّمُ، وتُعَذَّبُ، وتُمْسَكُ بالنوم، وتُرْسَلُ، وكلُّ هـذا شأنُ المخلوق المُحْدَثِ (القيامة الصغرى، د. عمر الأشقر ص 95).
ولو لم تكن الروحُ مخلوقةً مربوبةً لما أقرّت بالربوبية، وقد قال الله للأرواح حين أخذ الميثاق على العباد وهم في عالم الذر: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، وذلك ما قرره الحق في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: 172] وما دام هو ربُّهم، فإنّهم مربون مخلوقون.
والردُّ على مَنْ زعمَ أنَّ الروحَ غيرُ مخلوقةٍ وأنَّها جزءٌ من ذات الله تعالى كما يقال هـذه الخرقةُ من هـذا الثوب، فالمراد بقوله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: 85]، أي إنّها تكوّنت بأمره، أو لأنّها بكلمته كانت، و(الأمرُ) في القرآن يذكر، ويراد به المصدرُ تارةً، ويرادُ به المفعولُ تارةً أخرى، وهو (المأمور به) كقوله تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل: 1] أي المأمور به.
ويمكن أن يقال أيضاً: إنّ لفظة (من) في قوله لابتداء ﴿مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾، وليس نصّاً في أنّ الروحَ بعضُ الأمرِ ومن جنسه، بل هي لابتداء الغايةِ، إذ كونت بالأمر، وصدرت عنه، وهـذا مثل قوله: أي من أمره كان ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾، وكقوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13] ونظير هـذا أيضاً قوله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53] أي منه صدرت ولم تكن بعض ذاته.
وأما قوله تعالى في آدم عليه السلام: ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ [الحجر: 29] وقوله في مريم: ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا﴾ [الأنبياء: 91] فينبغي أن يُعْلَمَ أنَّ المضافَ إلى الله تعالى نوعان:
الأول: صفاتٌ لا تقوم إلا به، كالعلم والقدرة، والكلام، والسمع، والبصر، فهـذه إضافة صفة إلى موصوف بها، فعلمه وكلامه وقدرته وحياته صفاتٌ له، وكذا وجهه ويده سبحانه.
والثاني: إضافة أعيان منفصلة عنه، كالبيت، والناقة، والعبد، والرسول، والروح. كقوله تعالى: ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا *﴾ [الشمس: 13] وكقوله: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان: 1] وقوله: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾ [الحج: 26] فهـذه إضافةُ مخلوقٍ إلى خالقه، لكنَّها إضافةٌ تقتضي تخصيصاً وتشريفاً، يتميّزُ بها المضافُ إلى غيره (القيامة الصغرى، د. عمر الأشقر ص 95).
هل النفس هي الروح؟

إنّ النفسَ تُطلقَ على أمور، وكذلك الروحُ، فيتّحدُ مدلولهما تارةً، ويختلفُ تارةً، فالنفس تطلَقُ على الروح، ولكنْ غالب ما تسمّى نفساً إذا كانت متصلةً بالبدن، وأمّا إذا أُخذت مجردةً فتسميةُ الروح أغلبُ عليها، وتطلق على الدم، ففي الحديث: «ما لا نَفْسَ له سائلةٌ لا يَنْجِّسُ الماءَ إذا ماتَ فيه». والنفس: الذات ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ [النور: 61] ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29] ونحو ذلك.
وأما الروح، فلا تطلقُ على البدن، لا بانفراده، ولا مع النفس، وتطلق الروحُ على القرآن ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى: 52] وعلى جبريل ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ*﴾ [الشعراء: 193] وتطلق الروحُ على الهواء المتردد في بدن الإنسان أيضاً، وأمّا ما يؤيد الله به أولياءه، فهي روحٌ خرى، كما قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة: 22].
وتطلق الروح على أخصّ من هـذا كله وهو: قوة المعرفة بالله، والإنابة إليه، ومحبته، وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته، ونسبة هـذه الروح إلى الروح كنسبة الروح إلى البدن، فللعلم روحٌ، وللإحسانِ روحٌ، وللمحبةِ روحٌ، وللتوكّلِ روحٌ، وللصدقِ روحٌ، والناس متفاوتون في هـذه الروح: فمن الناسِ مَنْ تغلب عليه هـذه الأرواحُ فيصير روحانياً، ومنهم من يفقدها فيصير أرضياً بهيمياً (المنحة الإلـهية في تهذيب الطحاوية، عبد الآخر الغنيمي ص 235).
المصدر:


د. علي محمد الصلابي، سلسلة أركان الإيمان: الإيمان باليوم الآخر، ص 23-28.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.46 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]