شمسُ الإسلام تُشرق رغم ضراوة الصراع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 968 - عددالزوار : 122144 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-11-2021, 10:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي شمسُ الإسلام تُشرق رغم ضراوة الصراع

شمسُ الإسلام تُشرق رغم ضراوة الصراع




د. زين العابدين كامل



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،

لا شك أن تمسك الأمة المسلمة بدينها وثوابتها من أهم عوامل النصر والتمكين والنهضة ، ومن تتبع صفحات التاريخ الإسلامي، يرى أنه فى فترة يسيرة فى حساب القرون والأزمنة ،ظهر الإسلام وامتدت رقعته حتى حدود الصين والهند وأقصى الأندلس وقلب إفريقية ،وأنشأ حضارة متكاملة ،وكان المرجو والمعقول أن تستمر هذة الحضارة ،ولكن الذى حدث أن منحنى التقدم توقف لفترة ثم بدأ بعد ذلك فى الهبوط الحاد ،وذلك يعود إلى عدة أسباب منها:


تفريط المسلمين فى دينهم ومنهجهم وثوابتهم ، ثم الحملات الصليبية المتتابعة ،وهذة الحملات أحدثت دويا هائلا أدى إلى تراجع ملحوظ فى حضارة المسلمين وقوتهم.
ثم حركة التغريب فى الوطن العربي، ولقد سعى الاستعمار إلى إيقاف شمس حضارة الإسلام التى ظلت مشرقة لعدة قرون متتابعة ، وقد ظهر ذلك جليًا فى أواخر عهد الدولة العثمانية ،فلقد نجح أعداء الأمة آنذاك فى استئصال كل الكفاءات المتواجدة على الساحة الإسلامية والعربية ،وذلك في ظل ضراوة الصراع القائم فى حينها ،وأصبح العالم ينظر إلى دولة المسلمين على أنها (تركة الرجل المريض) والكل ينتظر متى ينتهي أجله، وبدأت عمليات التغريب التى استمرت إلى وقتنا هذا.
ومن هنا نقول أنه لا تعارض بين الأصالة والمعاصرة ، فإن الأصالة مصطلح يعنى به الرجوع إلى الأصول، والتي تعني عند أمة الإسلام الوحي المتمثل في الكتاب والسنة، لأنهما مصدرا التشريع الإسلامي، وهى الميراث الديني والثقافي والحضارى وأما المعاصرة فهى تعنى مواكبة العصر ومعايشته فلكل عصر عصريته ، والحداثة أو المعاصرة تعني عملية التغيير التي بمقتضاها تحصل المجتمعات المختلفة على الصفات المشتركة التي تتميز بها المجتمعات المتقدمة.
والعصرية مصطلح يطلق على المجتمع إذا اتصف بها، و هى تعني مجموعة الخصائص البنائية التي تميز المجتمع العصري ، وهذا التقدم والتطور فى الحياة المعاصرة ليس فيه حرج بشرط ،ألا يتعارض مع نصوص الوحى ،أو يتعارض مع ثوابت الدين ،أما أن تكون المعاصرة هى محاولة تغريب العالم الإسلامي؛ وطمس هويته الإسلامية، وصبغها بالصبغة الغربية فهذا هو المحذور ، فلا مانع من التأثر بالثقافات الأخرى، فالتأثير والتأثر من خصائص أي حضارة، ولكن يجب أن تكون هناك معايير لهذا التأثر، بحيث يكون ما نتأثر به قائمًا على المصلحة التى لا تتعارض مع الثوابت أو تؤثر على العقيدة و أحكام الشريعة ،و لقد حقق الاستعمار الأوروبي هدفه في الاستفادة من المنشآت والاصلاحات المادية التي قام بها و التى أحدثت قدرًا كبيرًا من التغريب فى مصر، وذلك عن طريق العلوم والمناهج التى تٌدرس فى بعض المدارس،كتدريس الرسم والموسيقى وغيرهما.
وها نحن الأن فى مجتمعاتنا نرى قدرًا قد انتشر من مظاهر التغريب ،كالتبرج والعرى والسفور وإعطاء أسماء أجنبية للمحال التجارية وللأبناء أيضا وتقليد سلوكيات الغرب وعاداتهم و الاحتفال بالأعياد التي ليست من الإسلام، فهذة هى مظاهر التغريب المذمومة، فعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم، شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟"!! متفق عليه.
ومع ذلك فإننا نؤكد على أن شمس الإسلام ما زالت مشرقة ،فإذا غربت فى مكان فإنها تشرق فى مكان آخر، أمتٌنا أمةٌ منصورة ظاهرة إلى قيام الساعة.لا تضعف فى ناحية إلا وتقوى وتنتصر فى ناحية أخرى ،فعندما ضعفت الدولة العباسية ظهر السلاجقة وحموا الأمة من الدولة البويهية الشيعية ،ثم ظهر نور الدين فى الأراضى الشامية ،ولما ضعف الإسلام فى الديار المغربية والمصرية ظهر صلاح بالدولة الأيوبية ،ولما استعصت على الأمويين والعباسيين القسطنطينية استسلمت للدولة العثمانية وتحققت البشارة النبوية ، لتفتحن القسطنطينية، ولما خرج المسلمون من الأندلس انتشر الإسلام وسط افريقيا والجزائر الأندونيسية، فهذة الأمة محفوظة بحفظ الله لها ،وهو الذي يدبر لها أمرها و مِن تقدير الله -تعالى- أنه في عام 656هـ، ولد "عثمان أرطغرُل" مؤسس الدولة العثمانية، وهي السَّنة التي غزا فيها المغول بلاد المسلمين بقيادة "هولاكو"، وأسقطوا بغداد عاصمة الخلافة العباسية، لقد كان الخطب عظيمًا والحدث جللاً، والمصيبة كبرى؛ جاء التتار فهتكوا الأعراض، وسفكوا الدماء، وقتلوا الأنفس، ونهبوا الأموال، وخرَّبوا الديار، في تلك الظروف الصعبة وُلد عثمان مؤسس الدولة العثمانية.

فبداية التمكين هي أقصى نقطة مِن الضعف، وتلك هي بداية الصعود نحو العزة والنصر والتمكين، والله المستعان.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]