|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خاطب لديه أولاد، هل أقبله؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال أنا فتاه عمري 35 سنة، يتقدَّم لي كثيرٌ من الخطَّاب ولا يتمُّ أمر الزواج، وتقدَّم لي زوجٌ عمره 42، مطلق وعنده أربعة أولاد، وشرطه أنْ أكون أمًّا وزوجةً في الوقت نفسه، وأنا محتارةٌ جدًّا في أولاده ومسؤوليَّتهم، وخائفة من عمري لأني كبرت، وخائفة من أنْ تمرَّ الأيَّام ويضيعَ العمر؛ خائفة من مسألة العمر، وخائفة من مسؤوليَّة الأولاد، قلت: أشترط أنْ يأتي بخادمة دائمة، هو مدرس ووضعه الماديُّ جيد، يملك سكنًا، أنا قلتُ: شرطي ألا أكون مسؤولةً عنهم غير أني سأكون حنونًا عليهم، وأحضر لهم متطلَّباتهم، وتكون هناك خادمة دائمة، وأنا خائفةٌ من أنْ يُحمِّلني مسؤوليَّتهم في كلِّ شيء، ولو قصرت في أيِّ شيء يقولُ: ولِمَ تزوَّجتُكِ؟! أنا حائرة جدًّا، ولم تتمَّ الرؤية الشرعيَّة بعدُ، هل بعد الرؤية الشرعيَّة وتمام الموافقة أتكلَّم معه؟ لا أدري ماذا أفعل؟ وما هي الشروط التي أضعها؟ أرجو مساعدتي وتوجيهي في التحدُّث معه، وماذا أشترطُ من شروطٍ؟ وجِّهوني في مشكلتي أنا محتارة في أمري. أرجو الإسراع في الإجابة، منتظرة الإجابة حتى أقرِّر حياتي معه، رجاءً لا يُهمَل موضوعي، وجزاكم الله كلَّ خير. الجواب الأخت الفاضلة حياكِ الله. مع تقدُّم العمر وتجاوُز الثلاثين بخمس سنوات، على الفتاة أنْ تنظُر لأمْر الزواج نظرةً أكثر تفهُّمًا, وبصورة أقل تشدُّدًا؛ إذ تقلُّ فرص تقدُّم الشباب بشكلٍ ملحوظ, وتبدأ الصِّفات غير المرغوبة في النموِّ، وتضمحلُّ الصفات المرغوبة بالطَّبع كلَّما اقتربت من الأربعين. وردَ عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: هلَك أبي وترك سبع بنات - أو تسع بنات - فتزوَّجت امرأة ثيِّبًا، فقال لي رسول الله: ((تزوَّجتَ يا جابر؟))، فقلت: نعم، فقال: ((أبِكرًا أم ثيِّبًا؟))، قلت: بل ثيِّبًا، قال: ((فهلاَّ جارية تُلاعِبها وتُلاعِبك، تضاحكها وتضاحكك))، قال: فقلت له: إنَّ عبدالله هلَك وترَك بنات، وإني كرهت أنْ أجيئهنَّ بمثلهنَّ؛ فتزوَّجتُ امرأةً تقومُ عليهن وتصلحهن فقال: ((بارَك الله لك))، أو قال: ((خيرًا))؛ رواه البخاري. فقد يحمِل الأخ أو الأب هَمَّ أولاد أو أخوات لا سبيلَ له للقيام بشُؤونهم ورِعايتهم, فيبحَثُ لهم عن فتاةٍ يظنُّ فيها الخيرَ ويرى عليها أثَر الصلاح وتحمُّل المسؤوليَّة, والأبُ أولى من الأخ في حمْل هَمِّ الأبناء وتأمين الرعاية لهم, ولِمَن تُشارِكه ذلك وتعينُه عليه عظيمُ الأجر - إنْ شاء الله. آنَ لنا أنْ نُفكِّر بصراحةٍ أكبر, وواقعيَّة أكثر. لن تتوقَّع الفتاةُ في الخامسة والثلاثين من عُمرها أنْ يأتيها شابٌّ من عمرها, لم يسبقْ له الزواج, لديه مسكن مريح وسيَّارة, يعمَلُ عملاً مرموقًا, ومن عائلة طيِّبة...إلخ. ومن مبدأ الصراحة فإنَّ الشابَّ بهذه المواصفات لن يتقدَّم إلا لفتاةٍ أصغر سنًّا, إلا ما يَشاءُ الله أنْ يكتُبه من رزقٍ, فلن يحولَ دونَه حائلٌ. فتفكيرُك بتقدُّم العمر بكِ أراهُ تفكيرًا عقلانيًّا واقعيًّا رائعًا؛ وعليه أنصَحُكِ أنْ تقبَلِي مبدئيًّا برُؤية خاطِبكِ, وبعدَ الرؤية تتمُّ مُناقَشة الأمور واستِيضاح ما أشكَلَ عليكِ منها: فما معنى تحمُّل مسؤوليَّة الأطفال؟ وما حدود تلك المسؤوليَّة؟ وهل هناك أعمالٌ أو نظام معيَّن عليكِ اتِّباعه معهم؟ هل يقصد دراستهم ومتابعة مستواهم الدراسي مثلاً؟ هل يريدُ أنْ تعامليهم كأبناء لكِ، لهم ما للأبناء من حقوق ورعاية، أو يعني أكثر من ذلك؟ فكثيرٌ من الأزواج ممَّن لديهم أبناءٌ يخشى أنْ تتسلَّط عليهم زوجته، وتقسو عليهم، وتفسد علاقتهم بأبيهم، كما تفعَلُ بعض زوجات الأب ممَّن لا يراعين حقَّ الله في هؤلاء الأطفال، ولا يخشين عقابه, والقصص من الواقع تُجبِر المرء على التخوُّف من ذلك, خاصَّة إنْ رزقتْ زوجةُ الأب بمولود, فالتفريق بين أولادها وأولاده في المعاملة يكونُ ساعتئذٍ في مُنتَهى القسوة والشدَّة على أنفُسهم الصغيرة. لهذا؛ عليكِ بالاطِّلاع على حقيقة الأمر، ومَدَى تأثُّره بتلك الفِكرة, قبل رفْض فُرصةٍ قد تأتي وقد تذهب بلا عودة. وبخصوص مسؤوليَّة الأولاد فليستْ كما تتصوَّرين؛ فمتى ما عامَلتِهم وكأنَّهم أبناء لكِ, فلن تَجِدي في نفسكِ إلا كل حِرْصٍ عليهم, ولن يكونَ في قلبكِ إلا كلُّ محبَّةٍ لهم, والمعنى العام لكلمة مسؤوليَّة الأولاد هو القيامُ بكافَّة شُؤونهم ومُتابَعتها على أفضل وأتَمِّ وجهٍ, وكلُّ ذلك في حُدود الاستطاعة. وإنْ كان هذا الزواج محفوفًا ببعض المنغِّصات، فعلى هذا جُبِلتِ الحياة الدنيا, وعلى ذلك جعَلَها الله, فتوكَّلي على الله واستَخِيريه في أمْر القبول, وإنْ كان خاطبكِ صالحًا دينًا وخُلقًا، فلا تتردَّدي في قبوله؛ عملاً بالنصيحة النبويَّة الكريمة, واعلَمي أنَّ في رعاية هؤلاء الأبناء من الأجر والخير العظيم ما قد يُيَسِّرُ حياتكِ ويجعَلُها أكثر جمالاً. وفَّقكِ الله وهَداكِ لما فيه الخير لكِ, ولا تنسي صَلاةَ الاستخارة قبل قَراركِ الأخير؛ فما خاب مَن استخار علاَّم الغُيوب وفوَّض أمرَه إليه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |