|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حينما يعجز الرجل عن تأمين حاجات أسرته أ. أروى الغلاييني السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم وفي عِلْمكم، جميع القائمين على موقع الألوكة. المشكلة أراها في كثير من البيوت، وأودُّ أخْذ العبرة والعِظة. تزوَّج الرجُل بقريبتِه، كانت حالتهم المادية قليلة جدًّا، سكَنَا مع العائلة الأكبر - أي مع أهل الزَّوج - حتَّى بنى الزَّوج بيتًا متواضعًا لهما واستقرَّا فيه. استمرَّت حياتُهما، كانت الزَّوجة تَخيط ملابسَ لبعض النِّساء بمبلغ زهيد حتى تُعين نفسَها وزوجَها بشؤون المنزل، واستمرَّت على ذلك تُنفِق على نفسِها وتُعين زوجها، حيثُ قام بعْدها ببناءِ منزلٍ أكْبر، وتحمَّل من الدُّيون ما يكمل به البناء، وبعد أن تمَّ سداد الدَّين، كانت الزَّوجة قدِ اعتادتْ على الإنفاق على نفسِها، وكذلك زوجُها اعتاد ذلك، بدأت تطالبه بالإنفاق - ملابس العيد مثلاً - كان يُحضرها لكن بعد مُفاوضات كثيرة، وبعد حواراتٍ ونقاشات. استسلمتِ الزَّوجة للأمْر، فأصبحت لا تُطالبه إلا فيما ندر، وربَّما لا تطالبه: إن أعطاها كان به، وإلا فلا، وتُنْفِق على نفسها بما يأتيها من عيديَّات أو من بيع وشراء؛ لكنَّه قليل يكاد لا يكفيها. وقد جاء دور بناتِها في الطلب، ونفس القصة، حين طلبهم للملابس مثلاً كان يقول: ملابسكم جديدة، ونحن فيما مضى كنَّا نلبس القديم والمرقَّع، كان يشتري له مثلاً مرَّات في السنة، ثمَّ أصبحت مرَّتين: في أحد العيدين وفي الإجازة الصيفيَّة، والآن أصبحت مرَّة واحدة، وقد ملَّ الأبناء من الطلب، فالشيء لا يأتي إلا بعد عناء كبير - أقصد الملابسَ بصفة خاصة - أمَّا الطعام والشَّراب، فلا يدخلان في هذه المشكلة أبدًا. القصة عمرها فوق الـ 30 عامًا، ورأيتُ الآن من الزيجات الحاليَّة مَن يبدؤون حياتَهم بالديون، فتعمل الزَّوجة عملاً بسيطًا تُنْفق منه على نفسها وعلى أطفالها، في حين أنَّ الزَّوج يسدِّد الديون - من إيجار، وأقساط سيارة، وقروض... إلخ. السؤال: • من المخطئ هنا؟ • من المسؤول عمَّا حدث؟ • ما المفروض أن تعمله الزَّوجة حتى تتجنَّب تبِعات التعوُّد في المستقبل؟ وقد قيل في المثل: "ولدك مثل ما تربينه، وزوجك مثل ما تعوِّدينه". • ما هو عمل الزوج المفترض عليه؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السائلة الفاضلة، ليس هناك وصفة جاهزة لتساؤُلاتك، فالأمر نسبي إلى حدٍّ كبير جدًّا، يعتمد على حجم الحُبِّ الذي يربط بين الزَّوجين. وما ذكرتِه عن هذين الزَّوجين صوَّر حياتَهما كأنَّهما آلتان، تعملان وتكدَّان دون أدْنى مشاعر حبٍّ وعواطف بيْنهما، كأنَّهما يقومان بمهمَّة تبدأ نَهارًا لتنتهِي ليلاً، ثُم يُعاوِدان المهمَّة في اليوم التَّالي وهكذا، وربما في هذه الأسرة للزوج نظرته الخاصة بالإنفاق والاقتصاد وعدم الصرف؛ أي: ربما تتكرر هذه الحادثة مع عائلة أخرى، ولكن الزَّوج له قناعات مختلفة، فعندما تصبح حالته المادية جيِّدة ينفق على زوجتِه بكرم وسخاء؛ تعويضًا لها عمَّا قاستْه بالأيام الخوالي، وامتنانًا لها، وتقديرًا لجهدها. وبعض الأشخاص - وذكرت هذا الزَّوج نموذجًا، وأنا أُلاحظها كمن لهم جذور بدويَّة تعوَّدت على الإكْرام - يكون كريمًا جدًّا بالطَّعام والشراب كعادة البدْو؛ لكنَّه لا يرى أيَّ دافع لصرْف النُّقود على ملابس قد تتقطَّع وتبلى بعد حين. ولأنَّ الموضوع تختلف إجابتُه من أُسرةٍ لأُخرى أقول: إنَّه من الصعب تحديد المخطئ هنا. ولكنِّي أؤكِّد على ضرورة أن تضع الزَّوجة والزَّوج في بداية حياتهما إطارًا يكون معلومًا للطَّرف الآخر، وهذا الإطار يُطرح ويكرَّر ويكون واضحًا، وليس يحتمل التَّأويل، وهذا الإطار يوضع بأسلوب وطريقة تتَّفق مع قول الله - عزَّ وجلَّ -: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]؛ إذْ هو إطار ضمن السَّكن والرَّحمة والمودَّة، والتدبُّر والتفكُّر بهذه الآيات الجليلة. هذه الزَّوجة وغيرها من الزَّوجات أقترح عليها أن تقوِّي روابط الحبِّ والمشاعر بينها وبين زوجها، وبفضل الله تكون النتائج أفضلَ بكثير ممَّا تتوقع.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |