اتخاذ القرار في الدراسة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4453 - عددالزوار : 879701 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3987 - عددالزوار : 410231 )           »          صلاة التراويح .. فضلها وأحكامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          مقترحات في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 87 - عددالزوار : 19794 )           »          العليـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة الصحابة في إظهار حــب النـبـي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الزواج مسؤولية وتضحية وقبول للرأي الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          صيام يوم عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كيف نجبر ما انتقص من فريضة الصيام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2021, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,499
الدولة : Egypt
افتراضي اتخاذ القرار في الدراسة

اتخاذ القرار في الدراسة


أ. فيصل العشاري






السؤال



ملخص السؤال:

شابٌّ متردد بين الدراسة والعمل في التجارة، ولا يستطيع اتخاذ القرار الصحيح، ويسأل: ماذا أصنع في حياتي التي تضيع بلا هدف؟



تفاصيل السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم




عندما يُرهقك عملُ الشيء نهارًا، وتتأرْجَح يَمْنةً ويَسْرَةً كما السكران نحو فراشك كل ليلة لتنام يومًا كاملًا قضيتَهُ وأنت تُشاهد جبلًا كاملًا من فيديوهات التحفيز، ومقالات التنمية البشرية، وأقوالٍ لناجحين، وحِكَم لحكماء...، هذه الليلة ستكون آخر ليلة لي أنامها بدون (استحقاق)، غدًا سأصحو مبكرًا، وسأملأ يومي نشاطًا وحيويَّةً، وأبدأ مِن جديد؛ هكذا تكون قراراتك قبل النوم!




ثم تُخبرك الشمسُ التي تعامدتْ مع بيتِك بأنك إنسانٌ فاشلٌ حقًّا، وها أنتَ ما زلتَ نائمًا ككل يومٍ، وصلاةُ الظهيرة قد حانتْ، وأنت لم تزلْ نائمًا حتى الأذان!




حياتي باتتْ كإنسانٍ أغراه قلَمٌ ليكتبَ فجَمَع أوراقًا، وبدأ يكتُب سطرًا هنا وجملةً هناك.




ويا للفرحة، (5) أوراق كاملة حشوتُها حروفًا وكلماتٍ، ويا للصدمة، فقلمي الذي كتبتُ به أوراقي قلمٌ جاف، كلُّ ورقةٍ هي سنةٌ مِن العمر، 5 سنوات ضاعتْ دونما شيء تحقَّق، ضاعتْ وراء خزعبلات وقرارات ليليةٍ تمحوها شمسُ النهار!




5 سنوات أنتظر فيها أن يكونَ الغدُ أفضلَ لأكتَشِفَ أن يومي الذي ضاع هو نفس يومي الذي سيأتي، ولا فارقَ بينهما ألْبَتَّة، مُشَتَّتٌ أنا إلى حدّ الممات، لا أملك أيَّ قرارٍ، أجلس مع فلانٍ مرَّةً أُقَرِّر شيئًا، ثم يجدني صديقي في طريقي فأُغَيِّر القرار، أُشاهد حلقةَ برنامج في التلفاز فأعود لقرارٍ سابقٍ، وهكذا حتى اللانهاية.




عزمتُ أن أفتتحَ مَشروعًا تجاريًّا ذات يومٍ، قررتُ، عزمتُ، استأجرتُ المحل، اشتريت العدة، لكن أحدهم زرَع بُذُور الشك داخلي مِن نجاح المشروع أو عدمه؛ لتصيرَ البذورُ في تلك الليلة أشجارًا تَحُول بين رِئَتِي والهواء الذي أستنشقه، لأُغَيِّر رأيي كاملًا! واليوم المشروع نفسه الذي كنتُ أريد افتتاحه قام به شخصٌ آخر والمشروعُ ناجح جدًّا!




وكقراري بإكمال دراستي مثلًا، سجلتُ في الجامعة، وأتممتُ فصلًا دراسيًّا في كلية الهندسة، وأرهقتْني مصروفاتها التي لو استمررتُ فيها لاستطعتُ أن أُوَفِّرَها كالمعتاد، لكن أحدَهم نصحني بأن أتركها، وأن الأعمال الحرة خيرٌ، والدراسة اليوم لا فائدة منها، ولن أجدَ بها وظيفة!




فلو استغللتُ الوقت وعملتُ الآن فستُصبح النقود بين يديَّ، ولن أحتاج إلى والدي، ولن أضْطَرَّ إلى أن أُدَبِّر أموري بدراهمَ محدودةٍ!




ولا تتعجَّبُوا إن أخْبَرْتُكم بأني تركتُ الدراسةَ، واتَّجَهْتُ إلى العمل، ولم أنجحْ في العمل، وخسرتُ مشروعي وتراكمت الديون، وخسرتُ الدراسة!!




والمُضْحِكُ المُبْكي أن زملاء دُفعتي ممن كانوا يدْرُسون معي تخرَّجوا منذ 3 أشهر فقط، وأغلبهم وجَد عملًا ووظيفةً، وما زلتُ أنا أتخبط بين قراراتٍ لا أستطيع أن أستمرَّ فيها!




وهأنذا أجلس أمام هذا الحاسوب، لم أنجحْ؛ لا في العمل ولا التجارة، ولم أُحَقِّق أي شيء يُذْكَر، في الوقت الذي أكْمَل فيه معظمُ جيلي دراسته، ومَن لم يُكملْ تعلَّمَ صنعةً تُدِرُّ عليه المالَ الوفيرَ، ومنهم مَن تزوَّج، وما زلتُ أنا منتظرًا أن آخُذ قرارًا.




كنتُ جالسًا منذ شهرينِ وحيدًا في غرفتي، أُفَكِّر فيما وصل إليه الحال، وأنْدُب حظي السيئ، عندها دخلتْ عليَّ أمي، تلك المُسِنَّةُ العظيمةُ التي لولاها لما تحملتُ الحياة وأيامها السيئة والعصيبة، لم أستغربْ سؤالها: ما بال حالك يا ولدي؟




دُموعي المُنْهَمِرة فضحتني، أخبرتُها وفَضْفَضْتُ لها بكل شيءٍ، توقَّعْتُ منها البكاءَ أو الشفَقة، لكنها وبلغةِ الواثق قالتْ: اسمعْ، أريد منك أن تُكْمِلَ دراستك، وكفاك مَضْيَعَةً للوقت، أريدك أن تكونَ أحسن الناس وأفضلهم، وبعد جلسةٍ دامتْ أكثر مِن ساعةٍ مَلَأتْ قلبي بالأمل، ثم رحلتْ وأغلقتِ البابَ وهي تدعو لي بالتوفيق.




عزمتُ حينها على أن أُكْمِلَ دراستي، وأنْ أكُفَّ النظَر عن كلِّ شيء عدا الدراسة، وبالفعل توجَّهْتُ إلى وزارة التربية والتعليم، وتقدَّمْتُ بطلَب إعادة الثانوية العامة؛ وفاتحتُ أحد أقاربي في الموضوع، وشد على يدي، وأخْبَرَني بألا أقلق مِن تكاليف الدراسة، وأنه مُسْتَعِدٌّ لمساعدتي.




ولم أُكَذِّب خبرًا، وبدأت الدراسة، والامتحاناتُ على الأبواب، ولم يتبقَّ سوى عدة أشهُر، لكني واجَهْتُ عدة صُعُوبات في مادة الفيزياء نغصتْ عليَّ مُرادي، وعُرِضَ عليَّ عملٌ براتبٍ لا بأس به، وكالمعتاد بدأتُ أشُكّ وأتَرَدَّد، وانتابني خوفٌ ألا أستطيع إكمال الهندسة بعد الثانوية، وبدأت أفكر في العمل من جديد؛ لأني لا أستطيع أن أعيش 5 سنوات في فقر وخوف، وأخاف أن أكون بعد 5 سنوات كما أنا الآن.




فماذا أصنع بالله عليكم؟ هل أتحمَّل 5 سنوات من حياتي كطالبٍ بمصروفٍ يوميٍّ؟ أو أُعاوِد المحاوَلة في سوق العمل والتجارة والمشاريع؟



أشيروا عليَّ وساعدوني فيما أنا فيه، وجزاكم الله خيرًا


الجواب



الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.




لو لم يكن في مُضُي (السنوات الخمس) إلا أن صقلتْ موهبتك الأدبية لكان هذا كافيًا، فنحن أمام مقطوعةٍ أدبيةٍ رائعةٍ في قدرتك الكبيرة على اقتناص المعاني التشبيهية البليغة لشرح حالتك ومعاناتك، وأنا أعتبرها (ملْحمة شخصيةً) جادتْ بها قريحتُك، وسطَّرَتْها أناملك الأدبيةُ.



(لا تحزن) هو عنوان كتاب لبعض الفضلاء، وهو عنوانُ سعادة المؤمن كذلك الذي لا ينظر إلى الماضي إلا على سبيل العِظَة والفكرة والاعتبار، لا على سبيل لَوْم النفس والتحسُّر والانكسار، ويكفيك في ذلك حديث النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إنْ أصابَتْهُ سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صبَر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم.



صحيحٌ أنه لا بد مِن النظر إلى قاعدة: ﴿ قل هو مِن عند أنفسكم ﴾، ولكنه نظر تفكُّر واعتبار كما أسلفنا، بحيث يكون منطلقًا لما ستؤول إليه أمورُك في المستقبل، وقد أحسنتْ والدتُك صُنعًا بتحفيزها إياك على مُواصَلة دراستك، فهي مفتاحُ تفوُّقك، ومفتاحُ وظيفتك، وعنوانُ مكانتك الاجتماعية مستقبلًا.



لا تنظر إلى مستقبلك نظرةً ماديَّةً بحْتة، بحساب الربح والخسارة في الدراهم، نعم ذلك مطلوبٌ، لكنه مطلوب إلى حدٍّ ما، ولا ينبغي أن يتجاوزَ الحد الذي يصلُح به حالك، وتسير به أمورك، ولتجعل لنفسِك في الناحية الأدبية والأكاديمية الحظَّ الأكبر مِن هذا النظر وهذه الحسبة.



تاريخُك يشي بشخصية (الفنان) أو الأديب الذي يحب التأمُّل فيما حوله، ويَسْبَح في كونٍ مِن الخيالات والأحلام الوَرْدِيَّة، وهذا ليس عيبًا فيك، بل هو جزء مِن تكوينك النفسيِّ، وأثمر موهبةً أدبيَّة في طريقة صياغة الكلام، وسعة الخيال الأدبي، وهي موهبةٌ يمكن تنميتها واستغلالها مستقبلًا بجانب أعمالك الأخرى.



جميلٌ أنك تُتابع المقالات والمقاطع التحفيزية المتعلِّقة بالتنمية البشرية، لكن الأجمل أنْ تبدأَ التنفيذ الفوريّ بعد التخطيط النظري، لتجمعَ بين النظرية والتطبيق، والقول والعمل.



حدِّدْ لنفسك هدفًا تسعى إليه، ولتكن الدراسة الأكاديمية مثلًا، وهذا الهدفُ سيكون وسيلةً لتحقيق أهداف أخرى، وهكذا تمُرُّ بسلسلة أهداف مترابطة، يجُرُّ بعضها بعضًا، المهم هو أن تبادرَ إلى الإمساك بطرف السلسة.



النفس كسول، وتشعر بالعجز والخوَر!



استعِنْ عليها بمولاك بما أولاك مِن فراغٍ وقوةٍ وصحةٍ، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، و((استَعِنْ بالله ولا تعجزْ)).



ابدأ بالخطوة الأولى مِن مشوار الألف ميل، وستصل إلى مُبتغاك بإذن الله تعالى.



لا مانع من أنْ تجمعَ بين الدراسة والتجارة، على أن تكونَ الدراسةُ هي الأساس -كونها مرحلة مؤقتة وضرورية - أما التجارةُ فيمكنك المواصَلة معها بقية حياتك.




نسأل الله تعالى أن يُعينك على نفسك، وأن يُيَسِّرَ أمرك، ويُنير دَرْبَك



والله الموفِّق


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.99 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]