|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في تجاهلها.. فضل محمد الحميدان ومن سُلطانها المتجبِّر في عمق هذا اﻹحساس المشغول بها: ذلك التجاهُل الرقيق المحبَّب إليَّ منها، وكأنه الإيماء الحييُّ حين يأتيك من امرأة تفقه أسرار الغزل القلبيَّة، وفلسفتها الشاعرة الرقيقة. تجاهل غَدا صورةً مأنوسةً لا تفارق سحرها، كيف لا، وهو المكون من أجزاء دمائها؟! كيف لا، وقد بَدا فيها الجمال الذي يَلد جمالاً، والفتنة التي تستجر فتنةً؟! وليس يُغريك هذا التجاهل المحب أشدَّ ما يغريك إلا وهو متصل بتلك النفحة السماوية المتشكِّلة في مشهد البسمة النابضة من محيَّاها؛ تلك البسمة المرصَّعة بالجلال، المذكِّرة إياك بسحر الطبيعة المتبرِّجة، وقد تخللتها عروق الحسن والأبهة والكمال، أو بزينة تلك السماء المسكونة بالهَيبة والرَّوعة، وهي تَستعد لاستقبال شلالات النور المسكونة في ألق البدر ورقيِّه واستعلائه. وأنتَ حين تتأمَّل - بنظر طويل فاحِص - طبيعةَ هذا السلوك الأنثوي المعقود بين جفنيها، وإيماءَة الدلِّ المُنطلِق من آماق عينيها، تتوثَّق من أصل الحكمة العربية التي فسَّرت سر القدرة القاهرة التي تمتلكها عاشقة تُحسن الفتنة بتجاهلها، كما تُحسن التجاهُل بفِتنتها. وإنها وإن كان التجاهل منها سبيلاً من سبل الكبرياء في كيفيات الحب، فإنه فيها على ذلك سنَّة سنيَّة من سنن اﻹحياء في فن الحب، وطهْر الحبِّ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |