من أسرار القرآن ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 889 - عددالزوار : 119566 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8871 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1199 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 22008 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2021, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,296
الدولة : Egypt
افتراضي من أسرار القرآن ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾

من أسرار القرآن

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]

الشيخ طه محمد الساكت

لهذه المجلة عليَّ دَيْنٌ واجب وحق محتوم، تهاونت فيه منذ انتقلت إلى التدريس، ولئن جاز أن يفخر المرء بشيء، إن أحق ما يفخر به هو الرجوع إلى الحق، وهأنذا أستعين الله - جلت قدرته - في أداء هذا الدَّيْن، وأكتب على بركته تعالى في (أسرار القرآن الكريم)، ولست أقصد إلى تفسيره وشرح ما فيه من أخلاق وآداب، وحكم وأحكام؛ فتلك مهمة يقوم بها حضرات إخواني الوعاظ أجلَّ القيام؛ إنما أحاول أن أطرف القراء بتحف من أسراره وما أبدعها! وأن أتحفهم بطرف من بدائعه وما أروعها وأكثرها! ولعل من أمارات التوفيق - وما توفيقي إلا بالله - أن يكون أول نجوم هذا الدَّين سر إنزال هذا القرآن الكريم في هذا الشهر العظيم.

مما لا شك فيه أن الله - تبارك وتعالى - نزَّل الذكر الحكيم على خاتم النبيين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، في خلال رسالته، وهي ثلاث وعشرون سنة، أنزله منجمًا مفرقًا على حسب الوقائع والمصالح؛ تيسيرًا لحفظه وكتابته، وإعانة على وعيه وفهمه، وتحقيقًا لتمام إعجازه ونشر هدايته، وكان أول نجم صدر منه سورة العلق، وما أجمل المناسبة بين بدء القرآن وخلق الإنسان، وتعداد نعم الرحمن! إنه اللطف والجمال الذي يعجز البيان عن كشف أسراره، وتعيا الأقلام دون الوصول إلى مناره، نزل هذا الصدر المعظم في ليلة هي أعظم الليالي بركة وقدرًا، وأجلها شأنًا وذكرًا، وأكثرها للعاملين مثوبة وأجرًا ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، فلئن تفاخرت الشهور إن شهر رمضان غُرَّتها، ولئن تباهت الليالي إن ليلة القدر درتها، ذلك فضل الله الذي قضت حكمته أن يفضل بعض الشهور والأزمنة على بعض، كما فضل بعض المساجد والأمكنة على بعض، وكما فضل بعض عباده وجعلهم درجات ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، وإذا كان من اللطائف أن يعين هذا الشهر وقتًا للصيام، وفرضًا للفطام العام، فإن من أجمل اللطائف أن تُبْهَم ليلة القدر، ويتيمة الدهر؛ ذلك بأنه لما خص رمضان بأعظم آيات الربوبية، ناسب أن يُخَصَّ بأهم سمات العبودية، فبقدر هضم النفس، يترقى العبد في مدارج الأنس، ويصل إلى معارج القدس، فتصفو روحه من الأكدار، ويندمج في سلك المقربين الأخيار، ولا يزال مجدًّا دائبًا حتى يظفر ببغيته، ويستمكن من طَلِبته، محتفلاً بهذه الليلة المباركة في ليالٍ مباركات، وهل ينال هذا الفضل إذا عرفها، فأخلد إليها وألقى عصا التسيار عندها؟ ما أجل إحياء هذا الشهر الكريم بما كان يحييه به النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع العبادات، وصنوف القربات! لقد كان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، وكان يجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره، وكان إذا دخل العشر جدَّ وشدَّ المئزر[1]، وأحيا ليله، وأيقظ أهله ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].


المصدر: نور الإسلام عدد 15 غرة شعبان سنة 1360هـ 24 أغسطس سنة 1941م السنة7



[1] كناية عن شدة الاجتهاد، وكل ذلك ثابت بالأخبار الصحيحة؛ وإنما تجاوزت عن السند - على غير عادتي - قصدًا إلى الاختصار.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]