|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (46) ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5] الشيخ عبدالله محمد الطوالة إعجَازٌ في إيجَازٍ.. وبَلاغةٌ مُتناهِيةٌ.. وأسَالِيبُ بَيانِيةٌ مُذْهِلةٌ.. ودِلالاتٌ عَمِيقَةٌ مُتَنوعِةٌ.. هكذا هو أُسلُوبُ القُرآنِ العَجِيبِ. تأمَّل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ ﴾.. إنَّهُ وعدٌ مؤكدٌ من أرحم الراحمين لنبيهِ الكريمِ بعطاءٍ عظِيمٍ، وقد أكَّدَ اللهُ وعدَهُ بالواوِ وباللامِ وبسوفَ وبكافِ الخِطابِ. تأمَّل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ ﴾.. فيُعطِي جاءت بصيغةِ المضارعِ، لتُفِيدَ استمرَارَ العَطاءِ وعَدمَ انقِطاعهِ.. وأنَّهُ عَطاءٌ عامٌ يشمَلُ كلَّ أنواعِ العطاءِ. تأمَّل أكثر: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ ﴾.. فهو عَطاءٌ ربانيٌ كبيرٌ ومميزٌ.. والكافُ كافُ الخِطابِ والخصُوصِيةِ.. فهو عَطاءٌ رَبانيٌ خَاصٌ، اختصَ اللهُ بهِ أحبَّ خَلقهِ إليهِ، وأكرَمَهُم عليهِ.. واللهُ يختصُ برَحمَتهِ من يَشاءُ. تأمَّل: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾.. فالرِّضا هو أعلى دَرجَاتِ العَطاء.. ولن يبلغُ أحدٌ درجةَ الرِّضا إلا إذا أذنَ اللهُ وأعطَى، وفي الحديث القدسي الصحيح يقول اللهُ جلَّ وعلا لأهلِ الجنَّةِ: « أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا اسخَطُ عليكم أبدًا ». ولكي يَظهَرَ لك وجهٌ آخرَ مِن الإعجَازِ قَارِن قَولهُ تَعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ بقولِهم: (سيُعطِيكَ فلانٌ حتى يُرضِيك).. لترى أنَّ كلمةَ (فَتَرْضَى) أعمُّ وأشملُ وأوسَعُ من كلمةِ (يُرضِيكَ).. وأنَّ الفاءَ تفيدُ سُرعةَ وقُربَ تَحقُّقِ الرِّضَا. حقًا إنَّهُ ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].. ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |