|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل ما أعاني منه مشكلة؟ أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أدري - والله - ماذا أقول لك؟! تستطيع أن تقول: إنَّ عندي تقلُّبًا في الشخصيَّة؛ فمثلاً أكون في فترة اجتماعيًّا جدًّا ومحبوبًا، وفجأةً! في يوم وليلة أميلُ للعزلة، وأظلُّ لفترة في هذا الوضْع حتى أصيرَ لا أُطيق الناس، وكثيرَ الصمت، وأعود لحالتي الأولى، وهكذا. ومثلاً أكون - لا قدَّر الله - عاصيًا، وفجأةً ينزل الإيمان قلبي. حتى زملائي في المدرسة أحيانًا يقولون لي: لا أحدَ يعرفك؛ "يوم طائع، ويوم تخربها"!! يعني تستطيع أن تقول: إنَّ في شخصيتي تناقضاتٍ كثيرةً، وأنا شخصيًّا لا أحسُّ باستقرار، مع العِلم أنَّ عندي "تَأْتأةً" - شديدة في بعض الأحيان، وخفيفة في بعضها - مع أنَّ المواقفَ في تلك الحالات متشابهة غالبًا. سؤالي هو: هل هذا الشيء طبيعي؟ أم أنَّه يُنبئ عن خطر؟ أم للعادة السِّريَّة دخلٌ في ذلك؟ الجواب أخي الصغير،، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. رائعٌ أن تسأل مثلَ هذه الأسئلة عن نفسك؛ وكي لا أُتعبك معي في القراءة، حتى تعرفَ الجواب على تساؤلاتِك أقول لك: اطمئنَّ يا بني، فهذه هي طبيعةُ مرحلة المراهقة التي تمرُّ بها الآن. يصطلح علماء النفس على هذه المرحلة باسم (المراهقة)؛ لكنِّي أُفضِّل عليه المصطلح القرآني الدقيق (الْحُلُم)؛ قال - تعالى -: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [النور: 59]. فمرحلة المراهقة قصيرةٌ في الزمن كحُلم، والتفكيرُ فيها غير واقعي كالحلم، وممتلئة بالتناقضات كأضغاثِ الأحلام، ومليئة بكلِّ الأحلام، ليس الحلم الجنسي فحسبُ؛ بل وأحلام اليقظة أيضًا. في المراهقة يا أخي الكريم، يعيش الفرد ألوانًا من الصِّراعات: صِراعات بين الذات، وبين الجماعات التي ينتمي إليها، بين أحلام الطُّفولة وطموحات الرِّجال، بين الرغبة وعدم القدرة على إشباعها، بين النَّفس الأمَّارة بالسُّوء والنفس اللَّوَّامة، بين ما كان يتصوَّره بريئًا يسيرًا في صِغره، وبين المجتمع الكبير والمُخيف، بين ما يُريد وما يُريده الآخَرون، فهو بين الصِّغار كبير، وبين الكِبار صغير، مهمَّش داخل البيت، ذو قيمة خارجه، صِراعات لا تنتهي، حتى داخل تكوينه الجَسدي تَظهر بصور سريعة ومتلاحقة وفجائيَّة، فتؤثِّر مباشرة على مِزاجه وتفكيره ونفسيته. ربَّما كنتَ يا أخي، من عائلة متديِّنة؛ ولهذا يظهر أثرُ الالْتزام عليك بين الحِين والآخَر؛ رغبةً منك، ورغبةً لدى العائلة أن يكونَ ابنُها من الشباب الملتزم، لكن قِيَم المدرسة والشارع والأصدقاء تختلف عن قِيَم البيت كثيرًا؛ ولهذا تجد نفسك ممزقًا بين ما تحبُّ أن تكون عليه، وبين ما تحبُّ أن تجرِّبه وتعيشه مع أقرانك. هي مرحلةٌ غير مستقرَّة في العادة، وربَّما تحتاج إلى خمس سنواتٍ أخرى حتَّى تتمكنَ من الوقوف على أرضية صُلبة، تتخلَّص فيها من كلِّ الصِّراعات والتناقضات التي تجدها في نفسك الآن، أمَّا إنِ استمرَّ وضعُك كما هو، حتى بعد خروجك من مرحلة المراهقة، فلا تتردَّد في عرْض حالتك على طبيب نفسي، تتحدَّث إليه بصورة منفتحة أكثر. "التأتأة" لها عاملٌ وراثي، إن كان لَدَيكم أحدٌ في العائلة يُعاني من التأتأة، فهذا سببٌ مباشر، وبالتأكيد تلعب مشاعرُك المتناقضة دورًا رئيسًا في خفض نسبة الثِّقة لديك، فالتأتأة ترتفع كلَّما انخفضت الثِّقة بالنفس، وتنخفض كلَّما ارتفعت، فقوِّ ثِقتَك بنفسك كخُطوة أولى. راجع طبيبَ أنف وأذن وحنجرة؛ للتأكُّد من عدم وجود أيِّ سبب عضوي للمشكلة، وإذا ثبتتْ سلامتك من العيوب الكلاميَّة فلا تتردَّد في زيارة أخصائيِّ تخاطُب لمساعدتك، توجد عيادات تخاطُب داخلَ المستشفيات كمستشفى الملك فَيْصل التخصُّصي، ومستشفى الملك خالد الجامعي في مدينة الرِّياض، الأمر في غاية السُّهولة فقط، لو آمنت بأنَّ لديك مشكلةً تُعيق تَقدُّمَك في المجتمع، وتحتاج منك إلى سُرعةِ علاج. العادة السِّريَّة (الاستمناء) لا عَلاقة لها بمشكلتك، ولا بكلِّ المشكلات التي يزعم البعض أنَّها نتيجةٌ للعادة السِّريَّة. تقول الدِّراسات: إنَّ 99% من الشباب الذكور قد مارسوا العادة السِّريَّة، ولو مرَّةً واحدة في حياتهم، وبغضِّ النظر عن صِحة الدراسة؛ هل حدث لملايين الشباب في العالَم شيءٌ بسبب العادة السرية؟! كلاَّ. النتيجة السلبية الوحيدة الثابتة هي: سُرعةُ القذف بالنِّسبة للشباب، واعتياد الألياف العصبيَّة لأعضاء الأنثى على الهَياج اليدوي بدلاً من الإيلاج الذَّكري بالنِّسبة للفتيات، الأمرُ الذي يتسبَّب في حدوث بعضِ المشكلات النفسيَّة بعد الزواج. للتوقُّف عن ممارسة العادة السِّريَّة؛ أنصحك وأنصح إخواني وأخواتي بما يلي: • العلاج النبوي: أ- الزَّواج وهو الحلُّ الجذري والنهائي. ب- الصِّيام: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا مَعشرَ الشَّباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء))؛ متفق عليه. • توزيع الطاقات البيولوجيَّة بطُرق متعدِّدة يَقبلُها المجتمع، والبحث عن وسائلَ أخرى لتحقيق مبدأ اللَّذة، من خلال شغل وقت الفَراغ بالهوايات الممتعة، والاهتمامات والأنشطة اليوميَّة المحبَّبة، سواء كانت ثقافيَّةً أم علميَّة، أم فنيَّة أم أدبيَّة، أم رِياضيَّة، ونحو ذلك. • العزْم والإرادة للتخلُّص من كل المثيرات الجنسيَّة أيًّا ما تَكُن: أ - الجوال - التخلص من بطاقة الذاكرة Multimedia Card. ب - التلفاز - تشفير القنوات الفضائيَّة الإباحيَّة والفضائحيَّة. ت- الحاسوب - التخلص من أي CD يحوي أفلامًا إباحيَّة. ث- الإنترنت - التوقف عن كسر البروكسي. • صُحبة الأخيار والصالحين، وتقوية الوازع الدِّيني، والخوف من الله. • الانخراط في الأندية الصِّحيَّة والرياضية، والمخيَّمات الدعويَّة، والمراكز الاجتماعيَّة ذات السِّيرة الحسنة. • تجنُّب الوَحْدة والانعزال، والخَلوة والانزواء. • تجنُّب النوم على البَطن؛ لأنَّ هذه الطريقة تُسبِّب تهيُّجًا جنسيًّا بسبب احتكاك الأعضاء التناسليَّة بالفراش. ختامًا: دعواتي لك بالهِداية والصَّلاح والشِّفاء من كلِّ داء، وتذكَّر أنَّنا - كمجتمع مسلم - بحاجة إلى طاقاتك وقُدراتك ومهاراتِك، فلا تَحرمْنا وتحرمْ نفسك من اللِّحاق بركْب الصالحين المصلحِين، جعلك الله ممَّن امتدحهم ربُّ العزَّة والجلال، قائلاً في وصفهم: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]. دُمتَ بألفِ خير، ولا تنسَنا من صالح دعائك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |