|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التكشيرة صفية محمود صعبةٌ هي الحياة عندما نعاني همَّها ونحمل صعبها، ويجرُّ أحدنا نفسه رغم أنفِها وأنينها؛ ليؤدي ما عليه، ورغم التعب ولسع الألم، نزداد بذلًا لنصل إلى ما نريد أو إلى ما يُراد منا، ونسير في هذا الطريق، وتحت ضغوط المطالب التي لا تنتهي يصبح السباق في نَيْلها كالصراع لا يكف عنا ولا يطاق. وفي تلك الظروف تضيقُ حتمًا كل الصدور، وتُسْجن أفكارنا في دائرة: من أين؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وتخطُّ على وجوهنا نَقْش الهموم، ومع مرِّ الليالي يصير من عاداتنا الوُجُوم، كأنما استعَرْنا وجه (أبي الهول)، أو تجمدت صورتنا في عز محنة، وتصبح التكشيرة طابعنا وكأنها الملاذ! ولو كانت التكشيرة حلًّا لرفعنا لواءها، ووقفنا في صفوف المكشِّرين! ولكننا نُضيف بالهموم لعمرنا عمرًا؛ فنَبْدو كالمسنِّين ونحن في أوائل العمر أو وسطه، ولكن لا أدام الله الهم قاصف العمر، ثم ما يفعلُ العبوس، وما تفعل التكشيرة؟ فهل جرَّبْتها وقضت على أزمة، أم أنها أنهت خلافًا أو مشكلة؟! إنها بالتجربة تزيد الطينَ بِلّةً، وتُنفِّر منك أقربَ الناس، وتُزيل ما بينكم من مودة، ولو كنت معطاءً أو رقيق المشاعر ولك وجهٌ عابس، فلن يقبل منك ما تُعطيه، ويشك في تلك المشاعر، فالناس تحب المنبسط، طليق الوجه، المبتسم، لذا اشتهر في الحِكَم: "البشاشة خير من القِرَى، والقليل منك مع طلاقة وجهك خيرٌ من كثيرك مع العبوس والتكشير"، وفي المقابل: "بسمتُك تأشيرةٌ للدخول إلى القلوب، وبذرة المودة، وسُقْيا الوصال، فهل ترغب في الوصول للقلوب، والحصول على تأشيرة للدخول؟ فدَعْ عنك التكشيرة، قصَّافة المودة وتأشيرة النفور.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |