|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اكتئاب ما بعد الطلاق أ. يمنى زكريا السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة مطلَّقةٌ بعد أُسبوعين مِن زواجها، ولديها الآن طفلة، أُصِيبَتْ بحساسيةٍ مُفرطة تجاه الناس بعد طلاقها، وتسأل: كيف تتخطَّى هذه المشاعر؟ وكيف تتعامل مع ابنتها المتوترة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ متعلمةٌ ومثقَّفةٌ، وقوية الإيمان بالله والحمد لله، تزوَّجْتُ منذ 6 سنوات لمدة أسبوعين فقط، ولمشاكلَ عائليةٍ علَّقني زوجي السابق عند أهلي لمدة سنوات، ثم حصل الطلاق عبر المحكمة! وهبني الله طفلةً صغيرة مِن هذا الرجل عمرُها الآن 4 سنوات، لا أشكو مِن شيءٍ والحمد لله، لكن مؤخَّرًا أصبحتُ أشعُر بأنني مُنطوية وانعزالية، وفقدتُ قدرتي على الحفظ والتركيز، وأصبحتُ عصبيةً بعض الشيء! لا أعلم ما الذي يحدُث معي، ولا أستطيع مراجعةَ طبيب نفسيٍّ؛ لأن والد طفلتي يُهَدِّد بسَحْبِها مني، وأخشى أن يعلمَ بأنني أُراجع طبيبًا نفسيًّا، فيَطْعَن في قدرتي على عدم احتضانها! أعيش في ضغوطٍ عصبيةٍ هائلةٍ، وأحيانًا أنهار، لكنني أحاول الثبات وتخطي هذه الأمور. مُؤخرًا أصبحتُ أشعُر بأن الناسَ أعداء، وأتجنَّبهم كثيرًا بسبب وضعي الاجتماعي. أصبح الناسُ يتسلَّطون عليَّ؛ فرئيسي في العمل يحرمني مِن مغادرة العمل لإكمال دراستي، واضطررتُ إلى التنازُل لأن عملي مصدر رزقي الوحيد! أُصِيبَتْ أمي بالسرطان مُؤَخَّرًا، ولديَّ ضغوطٌ مثْل أي شخصٍ آخر، لكنني أصبحتُ حساسة ومنهارة وحزينة، وأخشى أن أكونَ مكتئبة لأنني أتصرف أحيانًا بطريقةٍ لا تشبهني، وبدون وعيٍّ مني، ولا أستطيع السيطرةَ على مزاجي. أما ابنتي فوالدُها يُربِّيها على الخوف أثناء زيارتها له، ويضربها، حتى إنني أشعُر بتوتر البنت كثيرًا، ولا ترضى بأن تخبرني بشيءٍ، ولا تُجيب عن أسئلتي، بل تتظاهر بالمرض عند الذهاب لوالدها! أخبروني كيف أتخطى هذه المشاعر؟ وكيف أتعامل مع ابنتي؟ الجواب أُرَحِّب بك عزيزتي في شبكة الألوكة، آملين أن يُبَدِّل اللهُ حالك إلى خير حالٍ، ويقر عينك بابنتك الغالية. أختي الحبيبة، الجميعُ مُعَرَّض للفشلِ في حياته، وهذا لا يعني أنها صفةٌ ستُلازمه دومًا، بل على العكس، الفشلُ في تجربةٍ ما يُعْطِي خبرةً كبيرةً، ونجاحًا عظيمًا في المستقبل، ومِن القصص المشهورة في ذلك: قصة إديسون؛ فقد كان لاختراع المصباح الكهربائي قصةٌ مؤثرة في حياة إديسون؛ ففي أحد الأيام مرضتْ والدتُه مرضًا شديدًا، وقد استلزم الأمرُ إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكَّنْ من إجراء العملية؛ نظرًا لعدم وجود الضوء الكافي، واضطرّ للانتظار للصباح لكي يُجريَ العملية لها، ومن هنا تولَّد الإصرارُ عند إديسون لكي يُضِيء الليل بضوء مبهرٍ، فانْكَبَّ على تجاربه ومحاولاته العديدة مِن أجل تنفيذ فكرته ونجاح اختراعه، وقال عندما تكرَّر فشله في تجاربه: "هذا عظيم؛ لقد أثبتنا أن هذه أيضًا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلُم به"، وعلى الرغم مِن تَكْرار الفشل في التجارب، إلا أنه لم يَيْئَسْ، وواصَلَ عمله بمنتهى الهمة، باذلًا المزيد من الجهد إلى أنْ كُلِّلَ تعبُه بالنجاح، وتم اختراع المصباح الكهربائي! أختي الحبيبة، بدأتْ رسالتي بهذه القصة؛ لأبُثَّ رُوح الأمل والتفاؤل فيك، ولأقول لك: إن الطلاق ليس نهاية الكون، وإنما هو صفحة انتهتْ مِن حياتك لتبدئي صفحةً جديدةً، وعليك أن تتخلَّصي من حساسيتك المفرطة مِن المحيطين بك، وتفسير تصرفاتهم على أنها مُوَجَّهة لك، ولا تنعزلي أبدًا عن العالم، بل اجعلي لك أهدافًا في حياتك، طوِّري من نفسك، الْتحقي بدراسةٍ عن طريق الإنترنت مثلًا، شاركي في الأعمال التطوعية والخيرية، ابحثي عن صحبةٍ صالحةٍ تُعينك على الطاعة، واحفظي القرآن، كلُّ هذا سيُساعك كثيرًا على تحسين مزاجك للأفضل - إن شاء الله. تفاءلي بالخير - أختي العزيزة - وارضي بما قَسَمَهُ الله لك، وتذكَّري قوله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. ويقول الشاعر: يَــا صَـاحِـبــي مَــا لِـــي أَرَا كَ مُـقَـطّــبًــا مَـهْـمُــومًــا وَعَـلَــى مَـلَامِـحِــكَ الـبُـكَــا ءُ مُــصَـــوَّرًا مَــرْسُــومَـــا اصْـبِـرْ عَـلَـى سُـحُـبِ الـحَـيَـا ةِ إِذَا تَـجَــمَّــعَ غَـيْــمُــهَــا فَـالـشَّـمْـسُ لَـنْ تُـبْـقِـي عَـلَـى وَجْــهِ الـسَّــمَــاءِ غُـيُــومَــا لا تيئَسي - أختي الحبيبة - أبدًا، فأنتِ قويةٌ، ولديك إرادةٌ. وفيما يخُصُّ ابنتك الغالية، فتعاملي معها بحنانٍ واحتويها، ولا تُجبريها على إخبارك بشيءٍ، بل عليك أن تستمعي إليها حينما تريد الحديث، ولا تتكلمي معها بطريقةِ الاستجواب؛ فمن الممكن أن تعرفي منها ما تريدين بطريقٍ غير مباشر؛ حتى لا تخسريها، وحتى لا تكونَ في صراعٍ داخليٍّ؛ فهي ما زالتْ صغيرةً على كلِّ هذا. حاولي أن تُوَصِّلي رسالةً لأبيها أن يُحْسِنَ معاملته معها، وألا يضغطَ عليها بهذا الشكل، أعانك الله على تربيتها. وأخيرًا لا نملك إلا الدعاء لك بالصبر على ابتلائك، والرضا بما قدَّره الله لك، فلكلِّ شيءٍ يحدُث حكمةٌ لا نعلمها
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |