علم فقه الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128710 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4793 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-02-2020, 05:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي علم فقه الحديث

علم فقه الحديث


أبو حميد عبدالملك بن ظافر الماجوني الكوسوفي




إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ؛ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ؛ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ؛ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيَكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].


أما بعد:
"فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلاَمِ كَلاَمُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فيِ النَّارِ"*.

وبعد:
لا شك أن الاشتغال بالسنة النبوية ودراسة أسانيدها ومتونها وفقهها من أعظم وأجلّ ما يشتغل به المسلمون وينصرف إليه الباحثون.

وعلم فقه الحديث كما هو معلوم واحد من علوم الحديث الذي يتعلق موضوعه بدراسة فقه متن الحديث، وهو لا شك من أهم العلوم التي تخدم الكتاب والسنة.

فعن طريقه نستطيع أن نعرف الحِكم والأحكام المستنبطة من الأحاديث؛ إذ السنة مدار أكثر الأحكام الفقهية.

وهذا البحث يتعلق بدراسة مختصرة عن تعريف هذا العلم العظيم، وبيان أهميته، وضوابطه، وفوائده مع ذكر أشهر فقهاء الصحابة، وتلاميذهم الذين أسّسوا أعظم المدارس الفقهية في الأمصار.

وأيها القارئ له:
فما وجدت فيه من صواب وحق فاقبله، وادع الله لصاحبه بالتوفيق والسداد، وما وجدت فيه من خطأ، فاعلم أن كاتبه لم يأل جهد الإصابة، وأسأل الله العافية من الزيغ والأشر، وأعوذ بالله من العجب والبطر، وأستهديه سبيل الأرشد والطريق الأقصد.

الموضوعات التي اشتمل عليها هذا البحث:
تعريف الفقه لغة واصطلاحا.
تعريف فقه الحديث على ضوء أقوال أئمة الحديث.
أهمية فقه الحديث.
تعريف المحدّث الفقيه.
تعريف الفقيه المحدّث.
مظاهر علم الرواية في فقه الحديث.
ضوابط فقه الحديث.
بعض فوائد فقه الحديث.
الفقهاء من الصحابة وتلاميذهم مع بيان مدارس الفقهية الأولى بحسب ما ذكره الإمام علي بن المديني والإمام النسائي.
أشهر الكتب المصنفة على الأبواب الفقهية

تعريف الفقه لغة واصطلاحا:
الفقه لغة: قال ابن فارس: "الفاء والقاف والهاء أصل واحد صحيح يدل على إدراك الشيء والعلم به، تقول: فقهتُ الحديث أفقهه، وكل علم بشيء فهو فقه..."أهـ[1].

وذهب جمهور علماء الأصول أن الفقه لغة: الفهم، وقالو: وقد ورد كلمة"الفقه" في القرآن الكريم بمعنى" الفهم"، قال الله تعالى حكاية عن سيدنا موسى: ﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي[طَهَ: 27-28]. وقال أيضاً﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ[الإِسْرَاءِ: 44].


هذا، وقد رأى بعضهم أن ضبط هذه الكلمة "فقه" حسب اشتقاقها ينشئ تفاوتاً في معنى هذه الكلمة، ويقال: بكسر القاف وضمها وفتحها. فالأول لمطلق الفهم، والثاني إذا كان له سجية، والثالث إذا ظهر على غيره، قاله القرافي، وابن حجر وجماعة[2].

الفقه اصطلاحا: "هو معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية".

الأحكام الشرعية: هي الأحكام المتلقاة من الشرع؛ كـ: الوجوب، والتحريم. فخرج به الأحكام العقلية؛ كمعرفة أن الكل أكبر من الجزء، والأحكام العادية؛ كمعرفة نزول الطل في الليلة الشاتية إذا كان الجو صحواً.
العملية: أي ما لا يتعلق بالإعتقاد؛ كتوحيد الله وأسمائه وصفاته.
بأدلتها التفصيلية: أي أدلة الفقه المقرونة بمسائل الفقه التفصيلية، فخرج به أصول الفقه؛ لأن مباحثه يكون في أدلة الفقه الإجمالية. [3]

تعريف فقه الحديث:
قال القاضي عياض: "ثم التفقه فيه، [وهو]استخراج الحكم والأحكام من نصوصه ومعانيه، وجلاء مشكل ألفاظه على أحسن تأويلها، ووِفق مختلفها على الوجوه المفصلة تنزيلها"[4].

وقال الطيبي: "هو ما تضمنه متن الحديث من الأحكام والآداب المستنبطة"[5].

ففي"فتح الباري" لابن حجر جاء : "[هو]استنباط معاني الحديث واستخراج لطائفه وأحكامه، من الحديث وتراجم الأبواب الدالة على ما له وصلة بالحديث المروي فيه[6] على فهم سلف الصالح[7]".

أهمية فقه الحديث:
وقال الإمام علي بن المديني رحمه الله تعالى عن أهميته "التفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم"[8].

وقال أمير المحدثين وسيد الفقهاء الإمام البخاري رحمه الله: "... فعليك بالفقه الذي يُمكنك تعلمه وأنت في بيتك قارٌّ ساكن، لا تحتاج إلى بعد الأسفار ووطء الديار، وركوب البحار، وهو مع ذا ثمرة الحديث. وليس ثواب الفقيه بدون ثواب المحدث في الآخرة، ولا عزّه بأقل من عِزّ المحدّث"[9].

وَقَدْ نبّه الْحَاكِم النيسابوري عَلَى أن فقه الحديث أحد العلوم المتفرعة من علم الْحَدِيْث، فَقَدْ قَالَ: "مِنْ علم الْحَدِيْث مَعْرِفَة فقه الْحَدِيْث، إِذْ هُوَ ثمرة هَذِهِ العلوم، وبه قوام الشريعة، فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس والرأي والاستنباط والجدل والنظر فمعروفون في كُلّ عصر وأهل كُلّ بلد، ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هَذَا الموضع فقه الْحَدِيْث، عَنْ أهله ليستدل بِذَلِكَ عَلَى أن أهل هَذِهِ الصنعة من تبحر فِيْهَا لا يجهل فقه الْحَدِيْث، إِذْ هُوَ نوع من أنواع هَذَا العلم"[10].

قال الخطابي في مقدمة كتابه"معالم السنن": "بعد معرفة صحة الحديث؛ يجب الاشتغال بفهمه، إذ هو ثمرة هذا العلم. فإن الأساس بدون البناء بيت خرب".


وقال ابن حجر: "فالحق أن كلاً منهما (يعني معرفة فقه الحديث ومعرفة صحته وضعفه) في علم الحديث مهم لا رجحان لأحدهما على الآخر، نعم؛ لو قال : الاشتغال بالفن الأول (يعني فقه الحديث) أهم كان مسلماً مع ما فيه، ولا شك أن من جمعها حاز القدح المعلى، ومن أخل بهما فلا حظ له في اسم المحدث"[11].

تعريف المُحَدِّثُ الفقيه:
المحدّث الفقيه لقب يُطلق على من كان مشتغلا برواية الحديث أكثر من درايته*. [12]

قال الزركشي: "أما الفقهاء فاسم المحدث عندهم لا يطلق إلا على من حفظ سند الحديث وعلم عدالة الرجال وجرحها"[13].

تعريف الفقيه الْمُحَدِّث:
يُلقب على من جمع الثلاثة من علوم الحديث:
1- حفظ متون الحديث ومعرفة غريبه وفقهه.
2- حفظ أسانيد الحديث ومعرفة رجاله وتمييز صحيحه من ضعيفه.
3- جمع الحديث وكتابته وسماعه، وطلب العلو فيه والرحلة في طلبه. [14]

وقد ذكر الحاكم في"معرفة علوم الحديث"[15] جمعا من المحدثين الفقهاء مع نبذة يسيرة عن فقههم، فمن هؤلاء:
محمد بن مسلم الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن مبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى التميمي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه الحنظلي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ومسلم بن حجاج، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو عبد الله محمد بن نصر المروزي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وابن خزيمة... وغيرهم.

مظاهر علم الرواية في فقه الحديث:
لا شك أن من يُنعم النظر في أهمية علم الرواية وما يؤدي من دور بارز في خدمة الحديث وقفهه يدرك جيدا أنه لا غنى لفقه الحديث من علم الرواية؛ لأن صحة المتن الذي يُستنبط منه فقهه وفوائده مرتبط بشكل وثيق بحال رواتها، بحيث كل خلل في هذا المجال يسبب إشكالا في الحكم على الرواية من جهة القبول أو الرد.

وعلى هذا، علم الرواية من لوازم فقه الحديث، ولذا الإشارة إلى بعض مظاهر علم الرواية في فقه الحديث يزيد الأمر وضوحا، وإن كانت هذه المظاهر تستحق بذاتها بحثا مستقلا.

ويمكن تقسيم هذه المظاهر إلى قسمين حتى يسهل معرفة أوجه صلتها بفقه الحديث، وهي:
1- مظاهر عامة.
2- مظاهر خاصة.

فمن مظاهرها العامة مما لها صلة بفقه الحديث:
1- الالتزام في رواية الحديث بسند متصل.
2- الالتزام برواية الحديث بلفظه دون معناه إلا إذا تعذر ذلك بشروطه المعتبرة.
3- التثبت في رواية الحديث مع طلب الشاهد أو البينة.
4- التوقي في رواية الحديث.
5- الرحلة في طلب الحديث.
6- مذاكرة الحديث.
7- الاهتمام بتدوين الحديث وتقييده.

ومن مظاهرها الخاصة:
1- اشتراط العدالة والضبط للتمييز بين الأحاديث الصحيحة من ضعيفها على اعتبار أن صحة المتون ترتبط بشكل وثيق بحال الرواة من حيث الضبط والعدالة، ويدخل في هذا: كتب الصحيح، والضعيف، والموضوع، ومظان الحسن.

2- الحكم على صحة الأسانيد والمتون على اعتبار أن الضبط شرط في صحة كل منها. وهذا أدى إلى ترتيب الأسانيد من جهة مدى تمكنها من شروط القبول، فبالتالي عرفوا أصح الأسانيد على حسب بلد، أو شيخ معين، وكذلك أضعف الأسانيد مثله[16].

3- الكشف عن العلة في الحديث؛ إذ العلة ما هي إلا جمع طرق الحديث والنظر في اتفاق الروايات واختلافها، والاعتبار في كل ذلك للحفظ والضبط. [17]

4- وضع النقط وتشكيل اللفظ بحيث يؤمن اللبس، وخاصة الألفاظ المشكلة، مع استحباب توضيح الخط وضبط الحروف المهملة... ونحو ذلك[18].

5- استخدام الرموز المتفق عليها عند الجميع، أو الإفصاح عن معاني ما قد يطرأ استخدامه منها عند بعضهم. ويلحق بهذا: تخريج السقط مع استخدام الحواشي الجانبية لتوضيح ذلك. [19]*


ضوابط فقه الحديث:
لا بد عند فقه الحديث مراعاة هذه الضوابط:
1- إيراد الحديث مقرونا بالآيات الكريمة.
من تمام ضبط الأحاديث روايةً وفقهاً واستنباطاً سرده مقرونا بالآيات؛ لأن ذلك يُعتير تفسيرٌ فقهي للدَّليل الأول وهو الآية، وعلى هذين الدليلين مدار البحوث الإسلامية[20].

2- معرفة ناسخ الحديث من منسوخه، فقد قال الإمام الزهري: "أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ الحديث من منسوخه"[21].

3- بيان غريب الحديث، والمراد به تلك الألفاظ اللغوية البعيدة المعنى والغامضة التي تحتاج للشرح والتفسير، وذلك أن صحة استنباط الأحكام من الحديث واستخراج لطائفه ونكته يتوقف على ضبط صحة معنى ألفاظ المتون.

قال ابن جماعة: "وأما فقه الكلام، فهو ما تضمنه من الأحكام والآداب المستنبطة منه، وهذا صفة الفقهاء الأعلام: كالشافعي، ومالك..."أهـ[22].

4- بيان مختلف الحديث وتوضيح مشكله.
قال السخاوي: "هو من أهم أنواع الحديث تضطر إليه جميع الطوائف من العلماء، وإنما يكمل للقيام به من كان إماما جامعا لصناعتي الحديث والفقه..."[23].

5- إعراب الحديث للاجتناب من اللحن.
قال ابن الجوزي: "ومن العلوم التي يجب على صاحب الحديث معرفته: الإعراب؛ لئلا يلحن، وليورد الحديث على الصحة".
وقال أيضا: "وينبغي لصاحب الحديث أن يصلح اللحن في كتابه"ثم ذكر ذلك عن جماعة، وكان أحمد يفعله. [24]

6- معرفة مناسبة الحديث وسبب وروده.

7- الوقوف على المقصد الشرعي للحكم، الذي قد لا يتأتى إلا بتتبع روايات الحديث.
قال الشيخ الطاهر بن عاشور في ذلك: "وعلى الفقيه أن يجيد النظر في الآثار التي يتراءى منها أحكام خفيت عللها ومقاصدها، ويمحص أمرها، فإن لم يجد لها محملا من المقصد الشرعي نظر في مختلف الروايات؛ لعله أن يظفر بمسلك الوهم الذي دخل على بعض الرواة فأبرز مرويه في صورة تؤذن بأن حكمه مسلوب الحكمة والمقصد".

8- الاستشهاد بأقوال الصحابة.
مزج الحديث مع ما ورد عن الصحابة وعن التابعين وبعض الكلام الذي يذكره العلماء من أئمة السلف من الأشياء التي يلجأ إليه المحدثون لمعرفة فقه الحديث، مثل البخاري والترمذي في جامعهما. [25]

9- ذكر آراء العلماء حول متن الحديث وفقه.
آراء العلماء حول متن الحديث وفقه دليل على ضبط الحديث وكونه له أصل سواء كان صحيحًا أو ضعيفًا. [26]

10- معرفة إجماع الصحابة والعلماء.

11- معرفة اختلاف العلماء.
قال قتادة بن دعامة السدوسي: "من لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه"[27].

وقال عبدالله بن وهب: "لولا الله أنقذني بمالك والليث؛ لضللتُ، فقيل له: كيف ذلك؟قال: أكثرت من احديث فحيّرني، فكنتُ أعرض ذلك على مالك، والليث فيقولان لي: خذ هذا وضع هذا"[28].

وعن أيوب السختياني قال: قلتُ لعثمان البتي: "دُلّني على باب من أبواب الفقه. قال: اسمع الاختلاف"[29].

12- استعمال الرأي الحسن.
قال ابن المبارك: "ليكن الأمر الذي تعتمدون عليه هو الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث"[30].

13- معرفة أصول العلم.
قال ذو النون بن إبراهيم: "من أعلام البصر بالدين معرفة أصول العلم لتسلم من البدع والخطأ، والأخذ بالأوثق من الفروع احتياطا لتأمن"[31].





يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 173.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 171.59 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.99%)]