بناء الشخصية الإنسانية في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2020, 11:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي بناء الشخصية الإنسانية في القرآن

بناء الشخصية الإنسانية في القرآن

د. محمد العبدة






إن توجيهات القرآن الكريم تدعو إلى بناء الإنسان من الداخل، قلبه ومشاعره وإرادته ، حتى إذا استقام حاله على توازن واعتدال واستقر على هدى من الله ، استطاع أن يواجه المصاعب والأزمات وما يتعرض له من امور الدنيا من غنىً او فقر أوصحة ومرض وغير ذلك .

هذه الشخصية التي يريدها القرآن هي التي لا تفرح بطراً إذا حصلت على ما تريد من متاع الدنيا كما فرح قارون بأمواله المكدسة جهلاً منه بسنن الله في أمثاله ، ولا تحزن حزناً محبطاً وتقعد ملومة محسورة إذا فقدت ما تملكه أو ما تسعى إليه ، ولا يصيبها الغرور إذا أمسكت بمقاليد الأمور ، ولا تقبل الدنية والهوان إذا واجهت صعاب الحياة . قال تعالى : ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور . ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور . إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) هود/ 9- 11 . قال المفسرون : الرحمة هنا هي جميع ما ينتفع به الإنسان أويحتاجه من أموره الدنيوية ، وكفور تعني أنه كافر بالنعمة ، والنعماء هي الصحة والمال ونحو ذلك ، وقول الإنسان ( ذهب السيئات عني ) تعني أن ذهاب السيئات جاء هكذا عرضاً أو لأسباب هو فعلها أو لاعتقادات فاسدة يعتقدها ، أي أن ذهابها – حسب كفرانه – ليس بإنعام وفضل من الله .

إن فحوى الآيات يشير إلى أن هذا الخُلُق هو من طبيعة الإنسان ولايستثنى من ذلك إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ، هؤلاء الذين تربوا من خلال الدين على تحمل المكاره وشكر النعماء ، وما حملهم على ذلك إلا حب الله والايمان باليوم الآخر .

يدعو القرآن الكريم المسلم أن يكون شخصية قوية صلبة لا تزعزعه الخطوب ولا ينكسر أمام الحوادث فيجلس محطماً لا يهتدي سبيلاً ، قال تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) فصلت / 30 أي لاتخافوا مما تقدمون عليه في أمور حياتكم ولا تحزنوا على ما فاتكم ، لأن مشاعر الحزن والضيق والأسى مشاعر سلبية لا تحل المشكلة .

قال ابن تيمية رحمه الله : " وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام جزع وناح كما ينوح أهل المصائب ، وهو منهي عن هذا ، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام وأن العاقبة للتقوى " وحول هذه الصفات المطلوبة من المسلم يقول شاعرنا إقبال :
المؤمنون على عناية ربهم يتوكلون
لا خوف يفزعهم ولاهم في الحوادث يحزنون
ثقة الكريم بنفسه تعلو به فوق الزمن
والحزن سم قاتل لا تشربوا سم الحزن



نعم ، المسلم لا يحزن الحزن السلبي الذي يقعده عن العمل ، ويصبح دأبه الشكوى أو الحنين إلى الماضي ولا يقدم شيئاً للحاضر ، ولكن المسلم يحزن الحزن الايجابي الذي هو طول الفكرة الذي يؤدي الى الشعور بالمسؤولية ، ويبعده هذا الحزن عن سفاسف الأمور وعن الترف واللهو ، ويدعوه للغيرة على محارم الله ، وعندئذ يُبشر ب ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور رحيم )

وحول بناء الشخصية الإنسانية السليمة قال تعالى : ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ) لقمان / 18 . يقول الشيخ الغزالي رحمه الله : " الخيلاء شعور طفولي بالعظمة والفخر ، وحديث المرء عن نفسه أو قومه باعتزاز ينشأ عن الجهل أو الذهول عن حقوق الآخرين ، وفي الإسلام حرب موصولة ضد الاختيال والاستكبار ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله أوحى إليً أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد " وغزارة المعرفة ونفاسة الموهبة ينبغي أن تستر برداء العبودية لله والإحساس بفضله " ( المحاور الخمسة في القرآن الكريم / 206)

هذه التوجيهات القرآنية أوجدت بين المسلمين درجة من الاعتدال والتوازن لا يوجد لها نظير في أي بقعة من بقاع العالم ، لقد علمت المسلمين أن يواجهوا صعاب الحياة ويتحملوا قيودها بلا شكوى ولا ملل ، ودعتهم لأن يكونوا أقوياء على الدوام .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]